Design by Islam Abu Algassim

أخر المواضيع

ابهار الموت .. الارهاب

 تعودنا عندما نسمع كلمة إرهاب ان يتبادر الى اذهان المستمعين صورة انفجار لأحد الإرهابين له شكل معين يتمثل في لحية طويلة و يرتدي حزام ناسف كما انه يلف حوله عدد من القنابل و مما لا شك فيه ان الاعلام هو الذي خلق هذه الصورة النمطية لكلمة الإرهاب، و من الملاحظ انه لم يستفيض في الجانب الاساسي وهو سيكولوجية الوصول الى مرحلة الارهاب، بدء بالبيئة و سيولوجية الفرد و ما يمارس عليه من ضغوط حتى يتم تحويله الى شخص ارهابي و لعل هذا البحث اذا ما كان ممكن قد يصل فيه المشاهد الى حقيقة و من ثم الى اطراف بعينها يمكن محاسبتها على تورطها في خلق مؤسسات تتبنى تربية الارهاب و تنميته.
مفهوم الارهاب

و قد ارتأيت ان موضوع الارهاب الذي ذبحه الاعلام بحثاً و على كثرتها يتناول جوانب بعينها ليغطي على جوانب اخرى فالإرهاب النفسي من اشد و اخطر اضرار المجتمعات، و خصوصاً اولئك الذين يطالبون بحقوقهم مستخدمين الارهاب النفسي كمبرر للغاية التي يريدونها، و قد يكون اي شخص يساهم بشكل مباشر او غير مباشر لخدمة جهات معينة الهدف واحد من الارهاب هو ان تعيش في حالة من الخوف المستمر و ان تدفع بالمجتمعات الى خلق حالة من التوجس و الرعب و عدم الاطمئنان وبالتالي يصبح المجتمع اكثر انعزالية و غير قادر على التطور و الابداع فالعطاء و الايجابية تبنى على قواعد نفسية سليمة و عندما يحدث هذا الاختلال يحاول المجتمع التعافي لكن بالضرورة انه فقد روابط يحتاج الى بنائها، يجد المجتمع نفسه امام تصدعات في بنيته و خروش لا تلتئم بسهولة و يجد صعوبة في تقبلها او حتى ترميمها فينصرف بالتالي الى مناقشات و مهاترات لمواضيع سطحية واهماً نفسه و المجتمع بحلول لا تمت بأي صلة الى المشكلة الاساسية التي نعاني منها .
بدء زي بدء لابد من التوقف على ماهية الارهاب، حيث يرى الباحثون صعوبة الاحاطة بجميع اشكال الارهاب فيذكر البعض  أشكال متعددة للإرهاب دون أن يستند إلى معيار محددة في حين يعدد البعض الآخر أشكالا للإرهاب على أساس معايير مختلفة منها المعيار التاريخي والفاعلون والنطاق مضيفا إليها الإرهاب الفكري والإرهاب النفسي ومهما اختلفت أنواعها إلا ان مصبها واحد وهو الإفساد (ويسعون في 
الارهاب الفكري

الأرض فسادا) و تتمثل في التالي:
1. ارهاب عقدي
2. ارهاب عملي
3. ارهاب فكري
4. ارهاب أخلاقي 
  وجميعها مؤذية جدا ، ولكنها متفاوتة التوقيت من حيث نهايتها  و لا يختلف الباحثون في ان ابشع انواع الإرهاب هو محاولة احتلال العقول و قمع الرأي حيث حرية التعبير حق مكفول لكل انسان تتماشى مع واجباته اليومية و لا يجب ان تسقط من انسانيته.
واذا ما اردنا تصنيف الارهاب لا بد من النظر في جوانبه الثلاثة : الفاعل والهدف والنطاق، و قد تمخض عنها التالي:
1.   أشكال الإرهاب وفقا لمرتكبيه:
                             I.            إرهـــاب الـدولـة
يطلق عليه اسم الارهاب الابيض و يشمل كافة الحركات و الانشطة الارهابية إرهاب الافراد و المجموعات، كما يدخل إرهاب الدولة في إطار العدوان أكثر من كونه إرهابا إلا أنه يرى أن الدولة تمارس بنفسها أو بواسطة الجماعات التي تعمل باسمها الإرهاب في الداخل أو الخارج، وإذا كانت الغالبية من الفقهاء تؤيد وجود إرهاب الدولة إلا أنهم اختلفوا في تعريفه كما أنهم عددوا صورا مختلفة لأشكاله فالبعض يعرفه على أنه استعمال الدولة لوسائل العنف بانتظام لإثارة الرعب لتحقيق أهداف سياسية وهذه الأهداف قد تكون بالسلطة أو قمع المعارضة، فالإرهاب يساعد الدولة على تحقيق بعض الأهداف التي تعجز الطرق السلمية عن تحقيقها.
إرهاب الافراد
                           II.            إرهــاب الأفــراد والـمجموعــات 
و يصنف الى الانماط التالية:
§       الإرهاب الثوري: وهو الذي يهدف إلى إحداث تغيير شامل في التركيبة السياسية والاجتماعية للنضال القائم ، وقد يكون في إطار حركة عالمية مثل الماركسية أو في إطار داخلي ويتميز بمجموعة من الصفات منها : النشاط الجماعي ويبرر في إطار إديولوجية ثورية أيضا تركيزه على التنظيم ومثاله الألوية الحمراء والعمل المباشر.
§       الإرهاب الشبه الثوري: يهدف إلى إحداث بعض التغييرات البنائية والوظيفية في نظام سياسي معين وقد يصبح جزء من برنامج أكثر اتساعا للتغيير السياسي.
§       الإرهاب العدمي: يستهدف القضاء على النظام القائم دون وجود تصور لنظام بديل فهو لا يستهدف التغيير فقط بل التدمير وهذه الفئات لا تسبب تحديا كبيرا للدولة كما لا توجد لها أمثلة معاصرة ولكنها وجدت إبان الثورة الفرنسية.
§       الإرهاب العادي: هو الذي يتم من قبل الأفراد بدافع أناني تحقيق مصالح شخصية أو اقتصادية أو اجتماعية ويتمثل في أعمال الخطف واحتجاز الرهائن إذا كان الهدف منها طلب فدية مالية وكذلك يدخل في أعمال النهب والسلب والتخريب.
الارهاب لا دين له .. الاسلاموفوبية
2.   أشكال الإرهاب وفقا للهدف منه
A.  ارهاب الأفراد والجماعات : يطلق البعض على الإرهاب الفردي إرهاب التمرد ويشكك في كونه إرهابا للضعفاء ويشير إلى أن المقصود بالضعف هو قلة موارد ، فهو لا يعكس ضعفا بقدر ما يعكس مبالغة في الطموح والأهداف ويطلق على هذا النوع من الإرهاب ” الإرهاب من أسفل”.
B.  الإرهاب الإيديولوجي: ويهدف إلى تحقيق إيديولوجية معينة يؤمن بها القائمون به وينذرون أنفسهم لإنجازها، وقد عرف هذا الإرهاب قديما في صورة الإرهاب الفوضوي كما أنها إيديولوجية متكاملة عن الفرد والدولة في حين يرى البعض أن الإرهاب الديني أو الأصولية الإسلامية (الاسلاموفوبيا) رغم أنها تستند إلى الإيديولوجية إلا أنها تختلف عن الإرهاب الإيديولوجي الذي يمكن أن يكون ماركسيا مثلا في الجذور السياسية والاجتماعية.
C.  الإرهاب الانفصالي : ينسب إلى الحركات التي تستخدم تكتيكات الإرهاب من أجل تحقيق الانفصال عن الدولة الأم والاعتراف بالاستقلال السياسي والإقليمي لمجموعة أو جنس معين، ويسمى الإرهاب القومي أو الإقليمي، وهذا النوع من الإرهاب يقتصر على الأفراد والمجموعات السياسية ولا يتصور أن تمارسه الدولة اللهم إلا بطريق غير مباشر من خلال دعم بعض الحركات الانفصالية وهو يقوم بصفة أصلية على أسس عرقية أو قومية ويتميز بالعنف الدموي والاستمرارية وله امتداد بين فئات الشعب.
D. الإرهاب الإجرامي: إن هذا النوع من الإرهاب تحركه دوافع إنانية وشخصية واقتصادية واجتماعية، ويتخذ أساليب متعددة لتحقيق أهدافه مثل الأبتزاز والسطو المسلح وأخذ الرهائن لطلب الفدية والتخريب ونهب الأموال والممتلكات وممارسة أعمال الاتجار في المخدرات وعمليات غسل الأموال القذرة و الفساد وغيرها وهو نفس الإرهاب العادي.
انتفاضة المرأة في العالم العربي ضد الارهاب الجنسي
3.    أشكال الإرهاب وفقا لنطاقه
ويمكن تنقسيم هذا الشكل الى نمطين :
A. الارهاب المحلي
يمارس داخل نطاق الدولة بهدف تغيير الحكم وذلك من أجل تحقيق مصلحة داخلية كالسعي للسلطة أو الانتفاص من أطلاقها ويتميز هذا النوع من الإرهاب بأنه من المتصور ممارسته من جانب الدولة والأفراد والجماعات على السواء فقد تمارسه الدولة ضد مواطنيها أو يمارسه مواطنوا الدولة ضد سلطات الحكم فيها دون الأجانب، وهو يتطلب الوطنية من حيث المنفذين أو مكان التنفيذ والتخطيط أو الأعداد للعمل، وكذلك الضحايا والأهداف والنتائج المترتبة عليه والاعتماد على الدعم المحلي في التمويل، إلا أن ما يمكن ملاحظته هو أنه أصبح هناك تأثير في ما بين الإرهاب المحلي والإرهاب الدولي وذلك للارتباط بين السياسة الداخلية والخارجية في الدولة والواحدة وفي ما بين الدول مما جعل حوادث الإرهاب المحلي البحتة قليلة إذا ما قورنت بحوادث الإرهاب ذات الأبعاد الدولية ويرى جانب من الفقهاء أن الإرهاب الوطني لم يعد له سوى الإسم حيث تم إلغاء الحدود بين الدول بوجود شبكات تدعم الإرهاب في كل مكان وبذلك يصبح الفصل بين الإرهاب المحلي والدولي هو فصل تعسفي
B.  الإرهاب الدولي:
 يقصد بالإرهاب الدولي اعمال العنف التي تقوم بها الدول ضد الأفراد، أو الجماعات، وذلك بهدف الانتقام وهو الإرهاب الذي تقوم به دولة واحدة أو أكثر. فهو إما أن يكون إرهابا دوليا أحاديا وهو الذي ترتكبه دولة واحدة، أو إرهابا ثنائيا وهو الذي ترتكبه دولتان، أو إرهابا جماعيا وهو الذي ترتكبه مجموعة من الدول أو يقع من دولة واحدة ولكن بدعم من دول أو حلف من الدول الأخرى، و يقسم الى:
1.   الإرهاب الدولي ضد الأفراد:
هذا النوع من الإرهاب تقوم به بعض الدول ضد الأفراد، بسبب الاختلاف في الآراء السياسية، حيث تعتبرهم الدولة خارجين عن القانون، غير أن هذا المفهوم هو مفهوم خاطىء، وذلك لأن هناك خطوات وإجراءات يتعين على الدولة، القيام بها، قبل أن تقوم بأعمال إرهابية ضد كاتب مقال في دولة أخرى مثلا، بل يتعين عليها أن تقوم بمحاورة هذا الكاتب بالطريقة نفسها وبالأسلوب نفسه.
2.   الإرهاب الدولي ضد الجماعات المنظمة المشروعة:
ويتمثل ذلك بملاحقة دولة ما، جماعات سياسية، أو منظمات ثقافية، والاعتداء عليها بحجة أنها منظمات إرهابية. 

ولا شك أن أعمال هذه الدولة ضد الجماعات والمنظمات المشروعة تعتبر عملا إرهابيا يتناقض وأحكام القانون الدولي، غير أن المجتمع الدولي يقف عاجزا عن عمل أي شيء ضد تلك الدولة، وذلك بسبب توازن القوى الدولية واستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي من قبل الأعضاء الدائمين في المجلس مما يحول دون اتخاذ إجراءات رادعة ضد تلك الدولة.
وقفة الناشطين/ات امام القنصلية المصرية في الخرطوم

    الارهاب الجنسي

تنادت منظمات المجتمع المدني حول العالم للوقوف في وجه الارهاب الجنسي تضامنا مع المتظاهرات المصريات اللاتي تعرضن للتحرش و الاغتصاب بين يومي 25 و 26 و مابعدهما في ميدان التحرير و قد انتفضت المرأة العربية من المحيط الى الخليج يوم الثلاثاء الموافق 12/2/2013 و رفعن لافتات ضد التحرش الجنسي، و مما لاشك فيه ان الاستجابة توضح 
اهمية الموضوع و مدى عمق و اثر التحرش الجنسي على المرأة و قد لاقت الدعوة قبولاً في مختلف الدول منها "تركيا وتونس وسوريا وإيطاليا وفرنسا والأردن ولبنان واليمن وجنوب إفريقيا والولايات المتحدة وإنجلترا وقد تم تنظيم الوقفات أمام السفارات والقنصليات المصرية بتلك العواصم.
ما أكرمهن إلا كريم و ما أهانهن الا لئيم
و قد وقف مجموعة من الناشطين/ات أمام القنصلية المصرية في الخرطوم للوقوف على ظاهرة التحرش الجنسي.
 الجدير بالذكر انها اول وقفة من نوعها في السودان ضد التحرش الجنسي و ان كان البعض يرى ان المرأة السودانية جديرة بمثل هذه الوقفات خصوصاً في ظل تنامي عداء ضدها في المجتمع و هي تكابد الامرين لوضع بصمتها على طريق النجاح، كما يعول البعض على مثل هذه الوقفة للاستمرار في برامج النوع و التمييز الاجتماعي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
  1. أشكال الارهاب.
  2. أنواع الارهاب و الفرق بينه و بين أعمال المقاومة الشعبية المسلحة.

No comments