Design by Islam Abu Algassim

أخر المواضيع

أزمة السودان في ظل عالم متغيير


لم تكن في الحسبان الزيادات الأخيرة التي قامت بها الحكومة و التي لم تشد حزام المواطن فقط بل وضعته أمام خيارات معيشية صعبة و مسلسل رفع الدعم مازال مستمراً على الرغم من انه اصبح سيناريو ممل و تكرر طوال السنوات السابقة فما الجديد هذه المر؟!
الجديد ان هناك تحالفات استراتيجية بين مصر و السودان و انتخاب رئيس الولايات المتحدة الجديد قبيل قرار وزير المالية و الذي اصدر القرار في وقت يتزامن مع قرارت شبيه في مصر و ان كانت مختلفة، ففي مصر تم تحرير او تعويم الدولار بمعنى فك الارتباط بين الحكومة و سعر الصرف و قد خسرت الأوراق المالية في أول يوم لها بعد القرار مباشرة خسائر فادحة بسبب فقد ثقة رؤوس الأموال في القرار على الرغم من فوائد القرار إلا ان سلبياته قد اثارت مخاوف التجار.
و قرار تعويم الدولار قد سبق تنفيذه او تطبيقه في خمس دول قبل مصر خلال الأعوام المنصرمة منها ما نجح و منها ما فشل فشلاً ذريعاً لذلك يبقى ان لكل تجربة عواملها البيئية الخاصة بها من الأسباب و الدوافع و الجدوى الاقتصادية التي تؤثر في سوق الأعمال و اقتصاد الدول و ما ينطبق على دول ما ليس بالضرورة ان ينجح في دول أخرى.
في السودان قرر وزير المالية تثبيت سعر صرف الدولار في البنوك و الصرافات تأسياً بسعر صرف الدولار في السوق الأسود مع اتاحة فرصة حافز لمن يستحوذ على اكبر نصيب من رأس مال السوق معتمداً في ذلك على تحويلات المغتربين و التي قصد منها سد الباب في وجه تجار العملة و العمل على الضغط عليهم بالمنافسة ، السؤال لماذا هذا القرار الآن؟ و هل يعتبر ذلك تعويم للدولار؟ يرى بعض الاقتصاديين ان ذلك تعويم جزئي على الرغم من عدم توفر شروط و معايير التعويم الجزئي على هذه الخطوة و التي لن تتراجع فيها الحكومة فمن الواضح ان هناك اتفاق ضمني غير معلن و تسويات بين اطراف مالية بعينها و على المتضررين التزام الصمت!!
و لم تتوقف القرارت عند هذا الحد بل تبعتها قرار زيادة اسعار الوقود (البنزين-الجاز-الغاز) و التي سوف يتضرر منها الشرائح الضعيفة ذوي الدخل المحدود، فالضائقة المالية طالت جميع شرائح المجتمع (العمال – الطلاب – الأسر – الموظفين/ات ...) و سوف تتبعها زيادة في اسعار السلع الاستهلاكية بعد فترة وجيزة.
انقسم الشارع السوداني في ردود أفعاله بين من دعا الى عصيان مدني او اضراب شامل في وقت استمر فيه الأطباء في اضرابهم بعد اجتماع مع نائب رئيس الجمهورية و لم تنفذ مطالبهم التي وعدت الحكومة بتنفيذها على أثر تجدد الاعتداءات على الاطباء و عدم توفر الأدوية المنقذة للحياة، بالاضافة الى اضراب اصحاب البصات السفرية ، و لا ننسى اعتصام اهالي الجريف و التي تحاول الحكومة نزع أراضيهم و تحويلها الى استثمار، هذه الأحداث أدت الى صدور بيانات صحفية من مختلف أحزاب المعارضة منددة بزيادة الأسعار و عدم المساس بقوت الشعب السوداني و نادت بالعمل على التغيير و اسقاط النظام بالوسائل السلمية.
أما بقية الأحزاب فقد رأت أن الرهان هو الشارع السوداني و توعية المواطن السوداني فانخرطت في مخاطبات ميدانية متحدثة عن زيادة الأسعار و اثرها السلبي على المواطن اعقبتها هجمة شرسة من جهاز الأمن حيث تم اعتقال عدد كبير من منسوبي الأحزاب و صادرة عدد من الصحف .
أدى هذا الهرج و المرج الى ضعف متابعة الأحداث الخارجية من التحالفات الافريقية الجديدة و التي ليست معلنة للاعلام بشفافية و وضوح بل هناك تكتم على نتائج هذه المؤتمرات خصوصاً في ظل الصراع الدائر في جنوب السودان و اثيوبيا من جهة و الانتخابات الامريكية من جهة أخرى.
في ظل هذه المتغيرات المتسارعة ننظر الى خارطة طريق الحوار المزعوم و الذي انتهى بمخرجات ركيكة و هزيلة و لم ترقى الى توقعات الشعب و قد تنبأت المعارضة منذ أكثر من سنتين بعدم جدوى مخرجات الحوار الوطني و انه مجرد (ضياع زمن) تم فيه رصد ميزانية و صرف ببذخ.
جاءت الطامة الكبرى بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بعد حملة اعلامية لعب فيها دور المهرج و اجاد فيها التمثيل مستخدماً فيها وسائل الاعلام و المحلليين السياسيين و مواقع التواصل الاجتماعي وهو ما يأهله الى دخول قائمة الرؤساء المخبولين عن قصد بالاساءة الى المهاجرين و المسلمين، لن يتساهل ترامب مع السودان وهو ما دفع بالرئيس السوداني عمر البشير الى اتخاذ الاحتياطات و جمع حلفاء استراتيجين من القارة الافريقية،و قد لا نستبعد وجود اتفاقات سرية بين السودان و امريكا!! فكيف ترى مستقبل السودان في ظل هذه التغيرات؟!
#بقلمي #اسلام_ابوالقاسم


No comments