الاعلام الأسود

اذا كنت تجلس/ي حائراً امام التلفاز تهرش رأسك و تضرب اخماس في اسادس وانت تستمع الى خطاب الرئيس و لا تستطيع ان تفهم كلمة واحدة منه فلا تتعجب، واذا كنت تصاب بالغثيان جراء التصريحات التي تصدر عن زمرة هذا الحزب من تلويث للمعتقدات و المبادئ و تحريف للحقائق فلا تتعجب فذلك مايسمى بالاعلام الاسود.

الاعلام الاسود هو تضليل المشاهد كذبة تلو الكذبة حتى تتجمع هذه الأكاذيب و تؤثر على الحالة العقلية و الدماغية للمشاهد و بالتالي يصبح في حالة عدم معرفة الحقيقة او على الاقل ان يفقد القدرة على التمييز من بين الكذب و الحقيقة.

و باختصار تصر الدعاية السوداء على صناعة الكذب في الاعلام عن طريق خنق الحقائق بأكبر عدد من الاكاذيب ولتقريب الصورة في الاذهان تخيل ان لون الكذب نقط سوداء و الحقيقة هي البياض الناصع فكلما كذبت كذبة نضع نقطة سوداء فتتجمع النقاط السوداء و تشكل كتلة كبيرة من السواد الأعظم وتختفي الحقيقة الناصعة البياض.

و تعتمد الدعاية السوداء على زرع الافكار داخل الدماغ و اللعب على الوعي واللاوعي الداخلي للانسان وبالتالي يختل الادراك و الموازين و من ثم القيم و المبادئ و تبدأ الاختيارات الخاطئة و التنازلات لتحقيق الاغراض الشخصية المستفيد من هذه الدعاية، و لكن من هم رواد فن الدعاية السوداء في المؤتمر الوطني ؟

بالطبع المستشارين الاعلاميين للمؤتمر الوطني على دراية تامة عن طرق و ادوات الدعاية السوداء ولا نحتاج الى دليل فهم يمثلونها على افضل وجه، و تستخدم  ايضا الدعاية السوداء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالتركيز على الجانب المتشائم و نشر معلومات كاذبة و مغلوطة وهم بذلك يروضون الوعي الجماعي على قبول ما لا يمكن قبوله و الدخول في حوارات و مهاترات غير ذي جدوى.

كما يعرفها خبراء الاعلام بإنها حرب نفسية تمارس من قبل حزب ضد آخر تفتقد للموضوعية و تفتقد الحيادية و المهنية ولكن لابد ان تبدوا هذه الدعاية صادقة وتستند الى الواقع و احيانا تدعم بالمعلومات و المؤيدين حتى يتم تصديقها ولكنها تهدف الى التضليل و الخداع و الكذب و التزييف.

و تعتمد الدعاية السوداء على التلاعب في شكل و مضمون المادة المقدمة وهو ما حدث تحديداً في خطاب الرئيس عمر البشير الاخير.

اسلام ابوالقاسم علي 

اسلا