#شهدي_الحاج .. قصة صوت قائد سوداني لم ينتهي
شهدي الحاج شاب سوداني في مقتبل العمر ،
نشيط ، مثابر ، طموح لديه القدرة على الابتكار و الابداع و التأقلم رغم الظروف
الصعبة، لا حدود لأحلامه، ابتسامته لا تفارق شفتيه، لديه القدرة على العمل و النجاح
.. شهدي هو النجاح.
لكن قصة نجاح شهدي لم تكتمل فقد انتقل الى
رحاب ربه في يوم 21 سبتمبر 2016 ، و كانت وفاته فاجعة لكل من عرفه و عمل معه من
قريب او من بعيد، حتى من سمع به ولم يكونوا يعرفونه حزنوا لوفاته و انفطرت قلوبهم
على فقد شهيد الشباب.
Shohdi Alhag شهدي الحاج |
أسس شهدي أصوات سودانية Sudanese voices و هي منظمة ثقافية الهدف من انشائها تنمية قدرات
الشباب و الشابات من خلال التدريب و الورش في مختلف المجالات كالموسيقى ، الغناء ،
الانتاج سواء أكانت أفلام او أغاني، بالاضافة الى القاء الشعر و كتابة القصص و
سيناريوهات الافلام، و هي مجالات ثقافية مهمة تعمل على عكس الثقافة السودانية في
الخارج من خلال تبادل الثقافات بين الدول المختلفة و تزيد من الزخم و الوعي
الثقافي في البلاد.
لكن السؤال من كان يمول أصوات سودانية ؟!
من أين كانت تأتي المبالغ المالية؟! و كيف تم توفير المعدات و الأجهزة للشباب و
الشابات؟! و هل كانت هناك تمويلات خارجية؟!
اعضاء و عضوات سودانيز فويسس |
قبل ان أجاوب على هذه الأسئلة أود أن اوضح
للقارئ\ة العزيز\ة أن أصوات سودانية كبرنامج عرب جوت تالنت الذي يعرض على قناة أم
بي سي مثلاً ... حيث يتم انتاج فكرة لبرنامج او مشروع و يتم رصد ميزانية لها و من
ثم يتم بيعها لقنوات تلفزيونية او احتكارها من قبل قناة واحدة حيث يصبح المشاهد
أمام شاشة واحدة.
لكن المشاريع التنموية و التي تستهدف
الشباب من أهم استراتيجياتها تكوين مجموعات ثقافية في مختلف دول العالم حتى تعمل
على تبادل العلم و الثقافة، و لأن هذه المجموعات مكلفة و لا يوجد للدولة ميزانية
مخصصة تنفقها على الثقافة نشطت المجموعات الثقافية أما بالأعمال التطوعية أو
بتمويلات خارجية.
Sudanese Voices |
أصوات سودانية كانت جزء منفصل من اصوات
امريكية و كانت بتمويل من السفارة الامريكية و المعدات التي تم شرائها كانت بمبالغ
مالية تم شرائها في امريكا و ارسالها الى السودان ، و بسبب الحظر الأمريكي المفروض
على السودان لم يستطيع شهدي الحاج ابرام عقود بينه و بين الجهات الممولة ، و قد
تحمل خطورة الموقف وحده بإرسال المعدات بإسمه حتى يستطيع الشباب و الشابات العمل
.. حتى يستطيع تدريبهم على أحدث المعدات .. حتى يتعرفوا على مسيرة و تاريخ السينما
الامريكية والمعدات التي كانوا يستخدمونها في الخمسينيات و هي فرصة لا تتوفر إلا
لقلة قليلة من الناس.
خلق شهدي الحاج الفرصة للشباب/ات لتغيير
واقع معاناة من ارتفاع اسعار معدات التصوير لاحتكارها من الشركات التجارية إلى
اتاحة الفرصة للشباب /ات لاستخدام المعدات دون اي مبالغ مالية .. فقط من اجل اثراء
المحتوى السوداني الثقافي .
هل أخطأ طموح شهدي الحاج ؟!! أنها أقدار
الله تسوق من تشاء إلى علمه لينفع الناس.
هل توقف مشروع أصوات سودانية؟! في ظل
الاتفاقات الحالية بعد إجراءات رفع العقوبات الامريكية على السودان ماذا سوف يكون
وضع أصوات سودانية؟!
أليس من الضروري إكراماً و تكريماً لشجاعة
شهدي الحاج في كسره للعقوبات الامريكية و قدرته على التعامل مع كيان امريكي
الإشادة ؟! شهدي الحاج رؤيته الثقافة تتخطى الحواجز السياسية و الطائفية.
كلما رأيت الأفلام التي ينتجها الشباب/ات
اتذكر شهدي الحاج .. اتذكر كيف اصبح حلمه حقيقة حتى لو كان الثمن غيابه... حتى لو
لم يكن حاضراً بينهم /ن .
No comments
Post a Comment