السودان .. أزمات غير معلنة
السودان .. أزمات غير معلنة
#بقلمي #اسلام_ابوالقاسم
منذ رفع الدعم عن الأدوية في عام 2016 و
السودان يشهد أزمات غير معلنة، جاء عام 2017 مليء بالمخاطر و التآمرات و الكيل
بمكيالين على جميع الأصعدة السياسية و الاجتماعية و حتى العمل التطوعي وسط الشباب.
ارتفاع نسبة البطالة و العنوسة بالإضافة
إلى تغييرات المناخ أصبحت تحديات ثانوية مع أنها تعصف بالمجتمع السوداني في ظل
تخوف وقلق من تداعيات هذه التحديات و التي أرخت بظلالها على الحاضر حيث انتشرت
المخدرات وسط الشباب وللأسف أصبح عامل الوقت لا قيمة له و بالتالي أصبح إهدار
سنوات المواطن/ة السوداني يعد من أخطر عوامل الازمات البيولوجية.
أما على صعيد الأزمة الاقتصادية فعلى الرغم
من قرار رفع العقوبات الأمريكية عن البنوك السودانية، إلا أنه فعلياً لم يتم حتى
الآن التعامل بين البنوك الخارجية و البنوك السودانية و لم تتلقى بنوك السودان أي
جواب على رسائلها المتعلقة بالتعاملات البنكية، و في ظل ضعف الانتاج و إهدار
الموارد البشرية و رجوع الآلاف من المغتربين العائدين من المملكة العربية السعودية
يعيش السودانيين ضائقة مالية صعبة و ارتفاع جنوني للأسعار لا يضاهي دخل المواطن
الشهري.
وتعتبر سياسة التجارة الخارجية و البنك
المركزي اللتين تسعيان إلى السيطرة والاحتكار من خلال حزمة من الإجراءات والسياسات الساعية الى تمرير قروض ربوية غير مضمونة الى مزيد من الانكماش السوقي و
لا تتناسب هذه الإجراءات مع ما تقدم به السودان للانضمام الى مركز التجارة العالمي
او التجارة الالكترونية، وهو ما يدعونا للتساؤل في مصلحة من تصب هذه السياسات
التعجيزية؟!
سياسة البنك المركزي تعمل على تحجيم
التحويلات البنكية او من خلال الصرافات و تتحكم في مقدار السيولة و بالتالي تنشط
السوق السوداء للدولار ، في مصلحة من عدم إجازة التحويلات المصرفية لغرض البحث
العلمي أو التحويل الأجنبي؟! كيف يعمل هذا القرار في ظل حالة عدم الاستقرار و
التضخم الذي يعيشه السوق السوداني؟!
أما الأزمات الخارجية بقرار ايقاف
الاستيراد من دولة مصر الشقيقة كان كافياً لتوتر العلاقات واتهام الأخيرة بتمويل
حركات دارفور، و قد كانت مصر قبلة السودانيين الأولى للعلاج و التجارة و التعليم و
قد استفادت مصر من العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان، فهل تعتقدون أنها سوف
تصبح متضررة من رفع هذه العقوبات؟!! اعتقد ان الاجابة لا تحتاج الى برهان حيث عملت
مصر على إبقاء وضع السودان في حالة التخدير المستمر بسبب سياسة السودان الخارجية
المزدوجة المعايير ، و لا تتوانى في كل مرة ان ترفع فيتو الاخوان المسلمين و الذي
يعتبر محسوب على النظام السوداني و هو ما يخصم من فرص التقدم الى المستقبل و
الانتاج.
و أخيراً ... و بُعيد حملة الترويج الى
السياحة في السودان ظهرت أزمة الخليج و مقاطعة دول الخليج لجارتها قطر، على اعتبار
أنها دولة تمول الإرهاب و تعمل على شق وحدة الصف العربي و تزعزع أمن واستقرار
الدول.
و لا يخفى على الجميع حجم التمويلات التي
تقدمها قطر إلى السودان، وهو اتهام ضمني تورط السودان في الإرهاب على الرغم من
كل المحاولات لدرء التهمة و إبعاد السودان عنها، و قد شهدت توتر العلاقات
السودانية الخليجية في القمة الإسلامية الأمريكية حيث كان تمثيل السودان هزيل في
شخص مدير مكتب رئيس الجمهورية الفريق طه عثمان و نستطيع ان نقول انها مشاركة شكلية
لا ترقى إلى المشاركات الفعلية، و قد تم عزله من منصبه مؤخراً وهو تخبط آخر تقوم
به الحكومة من عزل و إحلال واستبدال بدون أدنى معايير!!
و يأخذنا هذا المساق إلى اقتراب موعد رفع
العقوبات الأمريكية عن السودان، في ظل هذه المعطيات هل تتوقعون ان يتم رفع
العقوبات الامريكية؟! هل تعتقدون أن إدارة ترامب سوف تفي بتعهدات أوباما و خصوصا
ان ترامب ألغى عدد من القرارات المصيرية دون ان يجفل له جفن؟!
كلنا نحلم ونأمل بغد مشرق و ببكرة أحلى ،
لكن في ظل الأزمات غير المعلنة كيف يمكن ان نتقدم الى الامام و نعبر الى الضفة
الأخرى؟!
No comments
Post a Comment