اللحميات "الورم الليفي" الطاقة المهدورة للمرأة
انتشرت في الفترة الأخيرة بشكل كبير في المجتمع السوداني ، و تحديداً للمرأة السودانية "لحميات الرحم" أو ما يعرف بـ "أورام الرحم الليفية" أو "الأورام الحميدة" و الحقيقة استغربت من انتشارها في مختلف اعمار النساء صغيرات السن، شابات، متزوجات .على الرغم من عدم وجود احصائيات محددة بنسبتها من وزارة الصحة، و على الرغم من البحث لم أتمكن من الحصول على احصائيات حول الموضوع في السودان ،لكن يشير موقع ويب طب أن الورم الحميد يصيب أنسجة عضلة الرحم لدى النساء في جيل الخصوبة و يعتبر هذا الورم شائعا جدا، وتصاب به نحو 75% من النساء خلال حياتهن.
و اغلب مواقع الانترنت تتحدث عن الموضوع من ناحية علمية بحتة يصعب معها الفهم، فالمرض الذي يصيب الانسان هو نتيجة بشكل أو بآخر لما يعانيه الجسد من ضغوط.
فالمرأة السودانية تتعرض لضغوط مجتمعية لأسباب سياسية ، دينية أو حتى العادات و التقاليد، لا يعني ذلك أن هناك خلل بالضرورة في المرأة و لكنه شكل من اشكال العقاب غير المرئي نتيجة لموقف ما أو صراعات مجتمعية ، قد لا يكون لهذه المرأة يد فيها، و لا تستطيع الاعتراض أو الدفاع عن نفسها أو عن حقوقها، و لا تجد قانون يقف في صفها لذلك تظهر ردة فعل الجسد في الإصابة بالأمراض.
و مع ارتفاع معدلات العنوسة في المجتمع تزيد خطر إصابة الرحم باللحميات، حيث تعتبر هذه محطة الانجاب للمرأة و مع مرور الوقت يتحول الرحم من وظيفته الأساسية الى عضو يهاجم جسد المرأة، و تشير"إلهام طاهر" مدربة التنمية البشرية إلى أن " الاورام الحميدة أو الفيبروم " تظهر في الرحم كرسي الأمومة ، الانوثة و الجنس لها علاقة بصدمة عاطفية ( جرح اًو تحرش جنسي) عندما تشعر المرأة بجروح نفسية و لا تستطيع التعبير عن تلك الآلام، حيث ترتبط هذه المشاعر بتحمل اساءات الاخرين و عدم الرد عليها، و تنتج أيضاً هذه اللحميات عن عدم استغلال طاقة المرأة بإيجابية و الشعور بالعار لكونها امرأة ، بالإضافة الى مشاعر الرفض ، عندها لا تستطيع تحرير جانب الابتكار الذاتي و الحب و تجربة أشياء جديدة من خلال تعلم المهارات أياً كان نوعها، العلاقات الاجتماعية و العمل ، فهي طاقة مهدورة لم يتم استغلالها في المجتمع .
و تظهر أيضاً نتيجة للشعور بتأنيب الضمير لعدم القدرة على الانجاب، و وجود الأطفال في حياة المرأة، فمن الممكن أن يخلق الرحم هذه الامنيات في شكل أورام.
و يتكون الورم في الرحم و كأنه الطفل الذي تتمنى المرأة الحصول عليه في حياتها، و ذلك عندما تطلق لخيالها العنان و لا تستطيع التصريح عن رغبتها عندها تتكون هذه الأنسجة في الرحم"
الأورام الليفية الرحمية هي أورام غير سرطانية في الرحم والتي غالبًا ما تظهر خلال سنوات الإنجاب، و لكن يمكن تحدث أيضاً في أي عمر،لا ترتبط الأورام الليفية الرحمية، التي تُسمى أيضًا باسم الورم العضلي الأملس أو الأورام العضلية، بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الرحم وفي الغالب لا تتحول إلى سرطان أبدًا.
تُصاب العديد من النساء بالأورام الليفية الرحمية في وقت ما خلال حياتهن. ولكنك قد لا تدرين أن لديك أورامًا ليفية رحِمية لأنها غالبًا لا تسبب أي أعراض. قد يكتشف طبيبك الأورام الليفية بالصدفة أثناء فحص الحوض أو إجراء تصوير فوق صوتي خلال الحمل.
أعراض لحمية الرحم
هناك العديد من حالات لحمية الرحم التي لا يصاحبها ظهور أية أعراض، ولكن قد تظهر بعض الأعراض أحياناً، ومن هذه الأعراض ما يأتي:
· حدوث النزيف ما بين الدورات الشهرية.
· المعاناة من نزيف شديد في الدورة الشهرية.
· حدوث نزيف بعد بلوغ سن اليأس.
· المعاناة من العقم بالإنجليزية Infertility) )
· المعاناة من اضطراب نزيف الدورة الشهرية، فنزيف الدورة الشهرية يحصل عادة كل 28 يوماً، ويستمر لقرابة 5 أيام، وتفقد المرأة خلالها كمية من الدم تعادل ملعقتين إلى 8 ملاعق كبيرة. وعلى الرغم من تفاوت هذه الخصائص بين النساء؛ إلا أنّ هناك اختلالات تدل على وجود مشكلة ما، كاستمرار النزيف لمدة أطول أو أقصر من المعتاد، أو حدوث النزيف بعد ممارسة الجنس، أو تكرار الدورة الشهرية بمعدل أقل أو أكثر من المعتاد.
علاج لحمية الرحم
هنالك العديد من الإجراءات العلاجية التي قد يستخدمها الأطباء في علاج لحمية الرحم وهي على النحو الآتي:
· الانتظار والمراقبة: يمكن اتباع هذه الطريقة في العلاج في حالات لحميات الرحم صغيرة الحجم التي لا تتسّبب بظهور أية أعراض، فقد تختفي وحدها دون علاج، على أن تتم مراقبة المريضة بشكل دوري للتأكد من ذلك. ولكن تجدر الإشارة إلى ضرورة معالجة هذه اللحميات إذا كانت المريضة معرضة للإصابة بسرطان الرحم (بالإنجليزية: Uterine cancer).
· تناول الأدوية: فقد تُعطى بعض الأنواع من الأدوية الهرمونية لتقليص حجم اللحمية وتخفيف الأعراض الناتجة عنها، ولكن ذلك يعتبر حلاً مؤقتاً، إذ ستظهر الأعراض مجدداً فور التوقف عن استخدام الدواء. وأبرز الأدوية المستخدمة لعلاج لحمية الرحم تلك المشتقة من هرمون البروجسترون، بالإضافة إلى ناهضات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية .
· الإزالة عبر عملية جراحية: وذلك بالاستعانة بعملية تنظير الرحم، وبإدخال بعض المعدات الجراحية لإزالة لحمية الرحم وأخذ عينة منها لإجراء التحليل المخبري لها. إجراء عملية استئصال الرحم: وقد يتم اللجوء لعملية استئصال الرحم (بالإنجليزية: Hysterectomy) في حالات نادرة، كوجود خلايا سرطانية أو الإصابة بعدد كبير من اللحميات.
No comments
Post a Comment