Design by Islam Abu Algassim

أخر المواضيع

بين الحاجة و الخطر: "كارتل الأدوية" تدمر الصحة في السودان

 

كما يعلم الجميع، الصحة هي أهم شيء في الحياة. ولكن ماذا يحدث عندما يتلاعب بصحتك أشخاص لا يهتمون سوى بجيوبهم الخاصة؟ هذا هو سؤال يطرح نفسه عندما نتحدث عن مافيا الأدوية في السودان.

يعتبر سوق الأدوية من انشط الاسواق في العالم و السودان و تقوم الصيدليات بتوفير الأدوية بأسعار مختلفة منها الغالي و المتوسط، و إذا ارادت خفض تكلفة الأدوية فإنها تقوم بتغيير منشأ الدواء أو الدولة المصنعة أو للتلاعب في التركيبة الدوائية و مدى فعاليتها من عدمها، لذلك توجد للدواء الواحد اكثر من بديل بفعالية مختلفة، و الغريب أن الدواء يحتوي على نسب متغيرة.

لقد اتجهت اغلب الصيدليات الى بيع مستحضرات التجميل و منتجات الأطفال لارتفاع الطلب عليها و تغطية منصرفات الصيدليات، و هو ما ادى الى تراجع سوق الدواء بشكل ملحوظ و استيراد ادوية غير فعالة و لا تؤدي الى نتائج لعلاج الامراض.

و قد ساهمت الصيدليات بالسعي وراء الربح الى خلق ندرة في السوق على الأدوية بالإضافة إلى ارتفاع الطلب، مما ادى بالبعض الاعتماد على الطب البديل و الاعشاب من العطارة و خصوصاً أن ليس لها اي اضرار جانبية و اسعارها مناسبة مقارنة بأسعار الأدوية باهظة الثمن، و هناك ادوية ضرورية لا توجد عند العطار يضطر المواطن/ة إلى شرائها من الصيدلية ، على سبيل المثال: الأدوية المنقذة للحياة.

ومن اللافت للنظر طرق تخزين الأدوية حيث لا تخضع لأي من مواصفات الجودة أو المقاييس المتعارف عليها، و مع تكرر انقطاع الكهرباء بشكل يومي و متكرر من المتوقع تلف كمية من الادوية، و التي يجب تخزينها في درجة حرارة معتدلة أو باردة.

من المؤسف ان يتم صرف ادوية بدون روشتة طبية، و الاكثر غرابة أن لا يتوفر نوع الدواء باستمرار حيث في كل مرة يضطر المريض/ة إلى تجربة دواء بديل.

أغلب الصيدليات تستورد ادوية ثانوية و ليست اولوية ، على سبيل المثال: دواء التوقف عن التدخين لن تجده في إي صيدلية في السودان مهما بحثت و هناك الكثير من الأدوية التي يحتاج اليها السوق لكنها غير متوفرة، منها الأدوية المنقذة للحياة، بالإضافة الى ادوية علاج الجلطات القلبية و الروماتيزم مما يضطر البعض الى الاستعانة بمغترب/ة أو إرسال الدواء من خارج السودان.

مخزن ادوية تم بيعها الى مستشفى النو


قبيل الاشتباكات المسلحة في السودان نشطت بشكل ملحوظ تجارة ادوية الشنطة حيث قام بعض التجار ممن يتوفر لديهم سيولة نقدية بالاتجار في الدواء و استيراده من بعض الدول في افريقيا و أسيآ بدون رقابة أو الخضوع لمواصفات و مقاييس الجودة ما ادى الى وفاة المرضى ، لقد استغلوا فرصة ارتفاع الطلب على الادوية و استئثار فلول الحزب الحاكم بصندوق التأمين الحكومي و الامدادات الطبية التي كانت تبيع الأدوية لهم بأسعار اقل من شعر السوق فيما يعاني الملايين، انا شخصياً لم يكن لي تأمين صحي في السودان و حتى كتابة هذا المقال لا يوجد تأمين صحي في البلد المضيف مصر و لم استطيع التسجيل في مفوضية اللاجئين أو منظمة الهجرة على الرغم من التقديم منذ اكثر من ثلاثة شهور ، فيما تعاني بعض المستشفيات في القاهرة من فساد إداري غريب على الرغم من توفر كل الأدوية و المعدات و اعتقد ان مصر وجهة ممتازة و فرصة للعلاج السياحية لكنني أصلا بخيبة أمل كبيرة ، لم اتلقى الرعاية الصحية الضرورية حتى كتابة هذا المقال الذي اوصى بها طبيب منظمة الهلال الاحمر المصري و التحليل اللازمة لاجرائها ، لم اتوقع ذلك على الاطلاق، لقد كنت ارى في السودان كيف يتم صرف الأدوية لفلول النظام السابق بكميات اكثر مما يريدون هدراً لزمن المرضى المنتظرين بكل برود متجردين من انسانيتهم و هم/هن يريدون ان يرونك جثة هامدة !!

وفاة المدنيين جراء الاشتباكات المسلحة و عدم الحصول على الرعاية الصحية


مجموعة عصابات ادوية تستنزف الموارد الصحية

في تطور خطير قام تجار الازمات بالإضافة الى السلطات السودانية عمداً الى اخفاء الأدوية وهو عمل اجرامي خبيث يعرف ب "شبكة الأدوية" تعمل على شكل عصابات منظمة بشكل غير قانوني على استنزاف الموراد الصحية وتهديد حياة المواطنين.

تشير الاخبار الى وجود مجموعة من الشبكات الإجرامية المرتبطة بتجارة المخدرات وتهريب الأدوية غير المرخصة والمزورة. تعمل هذه العصابات على تجميع وتصنيع الأدوية المزورة وبيعها في السوق السوداني دون مراعاة الأنظمة والمعايير الصحية المطلوبة.

 هذه الظاهرة في مختلف أنحاء البلاد، حيث أصبحت الأدوية المزورة تُباع علنياً في الصيدليات والأسواق بأسعار غالية و باهظة الثمن و على الرغم من ذلك يغامر المواطنيين بشرائها حيث لا يوجد بديل سوى شراء دواء يعرض حياتهم الخطر و ليس الشفاء من الامراض ، بل بعض الاطباء و الصيادلة يشجعون المرضى على شراء هذه الأدوية لربما بدافع الانتقام أو لدوافع سياسية من فلول النظام السابق مع التأكيد على معرفتهم التامة بعدم جدوى الدواء و المخاطر المترتبة عليه مع الضائقة الاقتصادية الصعبة ، انه ضرب من ضروب الخيال ان ينحدر المستوى الى ذلك من أجل خصومة سياسية راح ضحيتها الالاف ما بين مفقود ، مصاب و شهيد

تشهد هذه الظاهرة ارتفاعاً قلقاً في ظل سيطرة المافيا على سلاسل التوريد المختلفة، بالتعاون مع بعض العاملين في صناعة الأدوية والصيدليات. يعتبر السودان سوقًا رائع ومحبذًا لهذه الأنشطة غير القانونية بسبب ضعف التفتيش ونقص الرقابة الصارمة على الصيدليات والمصانع. و مع التوقف التام لمعظم مصانع الادوية السودان جراء الاشتباكات المسلحة ما بين القوات المسلحة و الدعم السريع ، لم يبقى سوى مواقع التواصل الاجتماعي لاطلاق صرخات الحوجة الى الأدوية و البحث عنها ، كما قام البعض على تأسيس مواقع الكترونية يتم فيها نشر روشتات الأدوية المطلوبة و كتابة اسم الدواء ، بعد ان قام فيسبوك بحظر الحسابات التي تنشر أسماء الأدوية لأكثر من مرة.

و قد انتشرت مؤخراً مبادرات مجتمعية من متطوعين/ات لسد حوجة المجتمع و ايجاد الدواء في اسرع وقت و معرفة اماكن تواجد الأدوية و تحديداً مواقع الصيدليات التي تتوفر بها الأدوية، بالإضافة إلى نشر اسعار الأدوية، منها ماهو عبر مواقع التواصل الاجتماعي و تحديداً فيسبوك حيث هو الاكثر شعبية في السودان أو من خلال قناة على تيليغرام او مجموعة على الواتساب، و قد فاقمت صعوبة العلاج توقف الرواتب منذ اندلاع الاشتباكات المسلحة ، و الاكثر تضرراً هم مرضى الحالات المزمنة من مرضى الكلى و السرطان الذين/اللاتي يحتاجون الى رعاية طبية عاجلة و سرعة استخدام الدواء للاستجابة الناجعة.

و على الرغم من مشاركة السلطات السودانية كما ذكرت سابقاً فلم تفتح السلطات السودانية اي تحقيق في اي حالة تخزين ادوية على الرغم من انتشار بوستات على فيسبوك تشير الى العثور على مخازن مكدسة بالاطنان من ادوية و اغذية في مناطق صناعية نائية بكميات كبيرة و منتهية الصلاحية يعود تاريخها الى عام 2015 بحسب بوست تم نشره على صفحة فيسبوك

قلة قليلة يستطيعون الوصول الى المستشفى 


كما قامت احدى سيدات الاعمال المعروفة بعد سفرها الى مصر بالاعلان عبر قروب خاص بها و عبر صفحتها العامة عن وجود ادوية في صيدلية صديقة لها موجودة في دبي و تمر بضائقة مالية و إن الصيدلية ملك لها ، بالإضافة الى رغبتها بيع سيارتين و قد تعاطف مستخدمي السوشال مع حالتها و دافعوا عنها بشراسة و يموت في السودان يومياً العشرات لانعدام الادوية جراء الاشتباكات المسلحة في السودان

تشمل أعمال مافيا الأدوية في السودان

تهريب وبيع الأدوية المزورة: حيث يتم استغلال النقص في الأدوية الأصلية لبيع أدوية مزورة غير آمنة للمرضى.

احتكار السوق: يتم التلاعب بالأسعار وتقييد توافر الأدوية الأصلية للسيطرة على سوق الأدوية وزيادة أرباحهم.

تزوير التراخيص والشهادات: يقوم أفراد مافيا الأدوية بتزوير التراخيص والشهادات للتلاعب في عمليات تصنيع وتوزيع الأدوية.

تؤثر مافيا الأدوية بشكل كبير على المجتمع، حيث يعاني المرضى من تدهور صحتهم وزيادة المخاطر المرتبطة بتناول الأدوية المزورة. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي احتكار السوق إلى ارتفاع أسعار الأدوية وصعوبة الحصول على العلاج اللازم.


تفاقم المشكلة وتأثيرها على المجتمع

تعتبر مافيا الأدوية في السودان ظاهرة لا يمكن تجاهلها، حيث تؤثر بشكل كبير على صحة العامة والمجتمع بأكمله.

تزوير الأدوية: تقوم مافيا الأدوية بتزوير الأدوية وبيعها في السوق بأسعار مرتفعة، مما يؤدي إلى تدهور حالة المرضى وتفاقم أمراضهم.

انعدام الرقابة: تفتقر صناعة الأدوية في السودان إلى رقابة فعالة من قبل الجهات المعنية، مما يتيح لمافيا الأدوية العمل بحرية وبدون أي تدخل.

تهديد الحياة: بسبب تزوير الأدوية وانعدام الرقابة، يتعرض المرضى في السودان لخطر حقيقي على حياتهم. فمن المحتمل أن يستخدموا أدوية غير فعالة أو مغشوشة، مما يزيد من خطر المضاعفات والوفيات.

تفشي الأمراض: نتيجة لانتشار الأدوية المزورة وغير الفعالة، يمكن للأمراض أن تنتشر بسرعة في المجتمع، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة وارتفاع معدلات الإصابة.

عوامل تساهم في انتشار مافيا الادوية

في السودان، تنتشر مافيا الأدوية بشكل واسع و مثير للدهشة. هذه الظاهرة المظلمة تؤثر سلبًا على صحة المواطنين وتضعف النظام الصحي بشكل عام. فما هي العوامل التي تساهم في انتشار هذه المافيا الخطيرة؟

الفساد: يعد الفساد أحد أبرز العوامل التي تساهم في انتشار مافيا الأدوية في السودان. يتورط بعض المسؤولين والموظفين في قطاع الصحة في قضايا فساد تتعلق بالتلاعب بتوزيع الأدوية والحصول على رشى من شركات الأدوية غير المشروعة. هذا التلاعب يؤدي إلى عدم توفر الأدوية الضرورية للمرضى وتدني جودتها.

تهريب الأدوية: يعتبر تهريب الأدوية من خارج البلاد أحد العوامل الرئيسية في انتشار مافيا الأدوية في السودان. تقوم هذه المافيا بتهريب الأدوية غير المرخصة والمزورة من دول أخرى، مما يعرض حياة المرضى للخطر. كما يتسبب تهريب الأدوية في تفشي التجارة غير المشروعة وزيادة انتشار المنتجات المزورة.

التجارة غير المشروعة: تعد التجارة غير المشروعة للأدوية عاملاً آخر يساهم في انتشار مافيا الأدوية في السودان. تقوم هذه المافيا ببيع الأدوية بأسعار مرتفعة وغير قانونية، مستغلةً حاجة المرضى إلى العلاج. هذا يؤدي إلى استغلال المرضى وإثقال أعباء صحية عليهم.

عدم قدرة تحرك الاسعاف بسبب الاشتباكات المسلحة 


آثار انتشار مافيا الادوية

يبدو أن الحكومة لا تزال تتراقص في حلبة البيروقراطية و الفساد بدلاً من التصدي لهذه المشكلة المتفاقمة، بل تعمد الى قتل الملايين بدم بارد

إحدى التداعيات الرئيسية لانتشار مافيا الأدوية في السودان هو ارتفاع أسعار الأدوية بشكل مفرط. يستغل هؤلاء المجرمون حاجة المرضى إلى العلاج لزيادة ارباحهم، يجد المرضى أنفسهم غير قادرين على شراء الأدوية التي يحتاجونها للشفاء. و يضطرون لبيع ممتلكاتهم من أرض ، سيارة أو منزل ...الخ

علاوة على ذلك، يتلاعب أفراد مافيا الأدوية بتوزيع الأدوية في السودان. فهم يقومون بتحويل الأدوية المخصصة للمستشفيات والصيدليات إلى السوق السوداء، مما يؤدي إلى نقص حاد في توافر الأدوية للمرضى.

تكاليف العلاج المرتفعة وتأثيرها على النظام الصحي

يؤثر ارتفاع تكاليف العلاج على الوصول إلى الرعاية الصحية، بالأخص الأشخاص ذوي الدخل المحدود يجدون صعوبة في تحمل تكاليف العلاج المرتفعة، مما يؤثر على قدرتهم على الوصول إلى الرعاية الصحية اللازمة. هذا يزيد من حالات عدم الوفاة وتفاقم المشاكل الصحية للأفراد.

بشكل عام، مافيا الادوية تسبب أضرارًا كبيرة للاقتصاد والنظام الصحي في السودان. من المهم أن تتخذ الحكومة إجراءات صارمة لمكافحة هذه المشكلة وضمان توفر الأدوية بأسعار معقولة وجودة عالية للمواطنين. كما يجب تعزيز التوعية حول خطورة شراء الأدوية غير المرخصة والتحذير من التعامل مع مافيا الادوية.

ظاهرة اختفاء الأدوية من رفوف الصيدليات


كيف يمكن تعزيز ثقافة الصحة في ظل بيئة النزاعات و الاشتباكات

لربما لم يفت الاوان بعد للحاق بركب السلام و الحفاظ على ارواح الناس على الرغم من سنوات الاضطهاد و تدمير الصحة الممنهج الذي امتهنه النظام السابق بشكل غير مسبوق ، يمكن من خلال :

تعزيز التعاون الدولي وتكثيف الرقابة و المراقبة

تعزيز التعاون الدولي: يجب على السودان التعاون مع المنظمات الدولية المختصة في مجال مكافحة المخدرات والأدوية المزورة. يمكن تبادل المعلومات والخبرات وتطوير استراتيجيات مشتركة للحد من تهريب وترويج المخدرات والأدوية المزورة.

تكثيف الرقابة والمراقبة: يجب على الحكومة تعزيز جهودها في مراقبة سلسلة التوريد للأدوية وتشديد الرقابة على المستودعات والصيدليات. يجب تطبيق عقوبات صارمة على المخالفين وضمان تنفيذ القوانين بكل حزم.

توعية الجمهور: يجب على الحكومة والجهات المعنية توعية الجمهور بأضرار المخدرات والأدوية المزورة، وتعزيز الوعي بأهمية شراء الأدوية من مصادر موثوقة. يمكن تنظيم حملات إعلامية وتثقيفية لتوعية الناس بالمخاطر التي يشكلها تناول الأدوية المزورة.

تشديد العقوبات: يجب أن تكون العقوبات لتهريب وترويج المخدرات والأدوية المزورة صارمة ورادعة. يجب أن يتم محاسبة المتورطين في هذه الجرائم بكل حزم، بغض النظر عن مكانتهم أو نفوذهم.

تعزيز التدريب والتوجيه: يجب توفير التدريب المناسب للكوادر العاملة في مجال الصحة والأدوية، بما في ذلك الأطباء والصيادلة والممرضات. يجب توفير التوجيه والإرشاد لهؤلاء المهنيين حول كيفية التعامل مع حالات الأدوية المزورة وتقديم الدعم اللازم لهم.

تبقى الاجابة على الاسئلة التالية باب للتعامل مع نقص الأدوية: هل سوف نتجاوز هذه الازمة بأقل التكلفة البشرية؟! هل سوف تستمر الاشتباكات المسلحة لسنين أو سوف يتم حسم الأمر من احد الجانبين ؟! كيف يمكن أن نساهم في تغيير نمط و حياة المواطنيين/ات ليصبحوا اكثر صحة؟ كان السؤال لماذا لا نشتري الخضروات و نتناول الفواكه على الرغم من توفرها أيضاً بأسعار غالية خصوصاً مع دق ناقوس خطر المجاعة و تهديد الامن الغذائي ؟ لا يوجد اي دعم حكومي للادوية حالياً ، كيف سوف يؤثر ذلك على حياة الناس في المستقبل ؟! ماهي التحديات و الفرص التي يمكن أن تساهم في توفير أدوية بفعالية ممتازة؟ و تنوع الادوية؟ كيف يمكن تطوير التأمين الطبي لتغطية اكبر شريحة ممكنة من الناس؟

هل ترى نقطة صغيرة أو بقعة ضوء ، نعم انها بارقة الامل في البداية و التصدي للإرهاب الصحي الذي يفتك بنا حتى لا يتمدد و يستمر  ،على الرغم من انني أكره الأمل الكاذب لكننا فقدنا خيرة شباب ، شعراء ، مثقفيين/ات ، صحفيين/ات .... الخ الذين واجهوا الرصاص بجسد عليل مريض و مضوا كأن لا معنى لحياة الانسان.


يمكنكم زيارة رابط بروفايل اسلام ابوالقاسم :

https://linktr.ee/Eslam.abuelgasim


No comments