صفعة في وجه كل رجل وقف يشاهد

قديما قالت لي زوجة خالي وهي من جمهورية مصر أن أكثر ماجعلها تكن الحب والاحترام للشعب السوداني في الغربة أنهم من كرمهم وشهامتهم مايجعلهم وقت الضرورة إذا دعت أن يستروا اي إمراءة بعمامتهم التي على رأسهم .... وعندما خيرت بين ان تعيش في القاهرة أو دبي أو السودان إختارت أسوء قرار ندمت عليه واصبحت الان تدفع ثمنه من اعصابها وخسارتها ....
مرت كلماته لي هذا الصباح عندما كنا نجلس أنا و والدتي في المطعم الإغريقي وفجأة ظهر مجنون من تحت إحدى السيارات أعتقد أنه كان نائم وأحس بتحرك السيارة والصدمةأنه بلا ملابس نهائيا .. وانقض على أحد الموجودين الذي كان يفطر فأخذ الصحن ليأكل فانقض عليه صاحب الصحن بالحزام ليضربه ضربا مبرحا ...شعرت والدتي بأن واجب عليها ان تتكلم فأشرت لها بالسكوت فالجميع موجود بمن فيهم كمية من رجال الشرطة ..لم استطيع ان انظر فقد كنت انظر في الجهة المقابلة تماما لمنظر الضرب و سترا له وهو في هذه الحالة ....مايستدعي التعجب وانا انظر في وجوه المتفرجين الضحكة والاستهزاء التي تعلو وجوههم ،لم يفكر أحد في إبعاد المغتاظ الذي أخذ وجبة إفطاره ولكنه تعب وتركه .... من الأخوات التي مرت بالموقف اعطته طرحتها التي كانت على رأسها ولفها فورا على جسده المهتري والكل ينظر ...فضلت ان تمشي بلا اي شيء على شعره لكي تستره ...وسط دهشة ونظرات والدتي والتي غير معتادة على تغيرات الزمن وما يحملها قالت لي : الله يكون في عونك انتي بتشوفي مصايب ،واجب الستر أين ذهب في نفوس الناس ، وجب على الجميع ان يستره قلت لها: أكثر بكثير مما تتوقعي ...أكثر بكثير .تنتابني حالة من اليأس الشديد عندما أمر بمثل هذه المواقف دون أحرك ساكنا أو أن يكون لي دور فعال فكأنما صفعتني هذه الفتاة على وجهي .