Design by Islam Abu Algassim

أخر المواضيع

العالم يسبقنا !!


اطلعت على الحملة السياحية الجديدة لوزارة الثقافة والاعلام متمثلة في الإدارة العامة للسياحة والتي يتم استخدام باصات ولاية الخرطوم والتي تم احضارها في الاصل لحل مشكلة متأزمة وهي مشكلة المواصلات ومع وجود الباصات لازالت الأزمة قائمة ، واعتقد ان توجة الولاية لخيار عمل الباصات في السياحة يبين أولوياتها واهمية المواطن لديها ، و اعتقد ان مثل هذا العمل يدل على رؤية مادية بحتة ..وقد ادحض هذه الفكرة لو كان لدينا اقبال سياحي ، ولكن ان تتكلف وزارة السياحة هذه الكمية من المطبوعات ونحن نعاني ازمة اقتصادية طاحنة هو تبديد لا معنى له ، ناهيك عن عدم احساسها باحتياجات المواطن.

ومما لا يضع مجال للشك اننا نعيش حالة انفصام الحكومة عن المواطن، فعندما قامت الثورات في البلدان المجاورة قامت لهذه الأسباب ومن قبلنا الثورة الفرنسية وخلافها.. وبما انني احبذ التفاؤل على البكاء والنحيب على اللبن المسكوب الذي لا أمل فيه، ارتأيت بعض من الشخصيات التي اعتبرها قدوة تحتزى به من اصحاب القرار و التغيير ومن بينهم دكتور صلاح الراشد و الدكتور احمد جمال الدين وزير التربية والتعليم بحكومة عصام شرف المؤقتة التي تدير دفة البلاد الى ان يتم تسليمها الى حكومة منتخبة فهذا الرجل له من الفكر و الرؤية والجدية في العمل والأمانة الى جانب خبرتها العملية والعلمية الطويلة التي تبهرك وعلى الرغم انه في مرحلة انتقالية الا انه يعمل بكل طاقته لوضع التعليم بمصر في المسار الصحيح واعتقد انه نتاج مثمر للثورة فالرجل ثروة بمعنى الكلمة وسوف اصحبكم في جولة عن بعض المشاكل التعليمية التي يسعى الى حلها بالإضافة الى مقالات مفيدة جدا قبل ان يصبح وزير: قال انه يعي حجم المشاكل التي يواجهها الطالب المصري فتحدث عن الفجوة بين تكنولوجيا المعلومات و التعليم بحيث يجب ان يسخر التكنولوجيا للتعليم وادماجها في المدارس مثل: استخدام السبورات الالكترونية واللاب (انشالله يكون بفكر وزير التعليم عندنا كدا) يحاول رصد ميزانية لتصحيح اوضاع المدرسين للاستغناء عن الدروس الخصوصية التي هي آفة يجب ابداتها بالطرق السليمة والقويمة كما يحاول الاهتمام بالتعليم الفني و تكريس آلياته ، اكثر نقطتين اثارت اعجابي لحل مشاكل الميزانية التعليمية هي :

المهمة الأولـــى

فتح باب الاستثمار لرجال الاعمال و المستثمرين تحت رقابة وزارة التربية والتعليم وعلى فكرة نائب رئيس شركة مايكرسوفت الشرق الأوسط وهو اول عربي يعمل في هذا المنصب ومصري وضع سياسة زيادة استثمارات مايكروسوفت بعد الثورة كمشاريع علمية واستثمارات تكنولوجية (انا حابكي والله طيب احنا متين)

ولا يقل الرجل في نجاحه وشهرته عن وزير التربية والتعليم واخلاصه ونصائحه الذهبية للشباب هي:

· حاول تشتغل حاجة بتحبها ومش كفاية إنك تحب شغلك ولكن حاول أن تكون مميزا فيه.

· لا تغلق حواسك التعليمية.. اتعلم طول الوقت واكتسب مهارات جديدة.

· أحط نفسك بأناس مستعدين دائما أن يقولوا لك الحقيقة.

· اشتغل بجد لأن العالم ملىء بالتنافسية ولا يوجد بديل سوى العمل الجاد.

بالإضافة الى فكرة خصم المبالغ الاستثمارية من السجل الضريبي بدلا من دفعها الى الضرائب نقداً ، كما عجبني فكرة حل بالنسبة الى الشركات الكبرى التي يتم دعمها كهربائياً يتم رفع دعم الكهرباء وخصوصاُ ان لديها القدرة ويدفع المبلغ الى وزارة التربية (حلوووووووووول)

المهمة الثانية

تتمثل في خلق عدالة اجتماعية عن طريق ترشيد المجانية لتواكب العدالة الاجتماعية بمعنى من لديه القدرة ان يدفع بالكامل الرسوم يتم دفعها من يستطيع ان يدفع النصف يدفع النصف من لا يستطيع ان يدفع نهائياً لا يدفع يتم تخصيص راتب شهري له (عدالة اجتماعية) كما طبعا تحدث عن اكتظاظ الفصول وتوزيع الطلبة على فترات كحل مبدئي ومن ثم العمل على ايجاد فصول بديلة، والأشد في الطريق تخصيص لجنة أهالي في كل مدرسة لمتابعة صندوق دعم الطلاب لجنة منتخبة من أولياء الأمور .. يعني قفزة الموضوع كله قفزة في التعليم وتحدث ان المرحلية مهمة لكل خطوة وان كل خطوة سوف تأخذ وقتها بدون اي تباطأ أو تكاسل .

أما المناهج والامتحانات فقد تم تخصيص لجنة للبحث في المناهج وتعديلها وتغيير طريقة اسئلة الامتحانات وقد لفت انتباهي كلمة قالها: ان المعلومة الان اصبحت متوفرة من خلال الانترنت ولا فائدة من ان يحفظ الطالب نهاية العام للاختبار، التعليم ان نقدم للمجتمع طالب مبدع متميز (عجبتني شديد)

من مقالات الدكتور احمد جمال الدين المميزة:

تحدث عن الدولة الرخوة وهي تنطبق سماتها تماما على حالنا هي عنوان نظرية العالم الاقتصادي «ميردال» التي استفاض في شرحها وتبسيطها العالم المصري الدكتور «جلال أمين» .. وهي دولة من صفاتها أنها تصدر القوانين ..ولا تطبقها...لأنه في الدولة الرخوة لا تجد من يحترم القانون فالكبار المسيطرون لا يبالون به ..لأن لديهم من المال والسلطة ما يحميهم منه..أما الصغار فيتلقون الرشاوي.. لغض البصر عن مخالفة القانون .. أما الرخص والتصريحات فمعروضة للبيع والقيود لا تفرض إلا لكي يثري البعض من كسرها .. والخروج عليها .والإمضاءات تباع أو توهب للمحاسيب والأقارب والأنصار والعمولات الأجنبية وبدلات السفر والثروات والعمولات والقروض والامتيازات توزع علي أهل السلطة والمقربين منهم

أما تساؤله الذي اصاب سهم العين في مقال الاستبداد الشرقي، كتب: التساؤل الذى يتبادر إلى الذهن يدور حول الصلة بين ما سماه فيبر وفيتفوجل الاستبداد الشرقى والولع بتشييد العمائر والمبانى والآثار.. لماذا يميل الشرقيون - حكاما ومسؤولين وأفرادا أغنياء ونافذين - لصور الإنفاق غير المنتج، ويعطون أولوية متأخرة للاستثمار فى مشروعات إنتاجية قادرة على توليد الثروة وتشغيل العاطلين؟ وهذا سبب ربطي بين البصات السياحية و ازمة المواصلات.!

وقد كتب عن الجدار العاري بحثه المتعمق حول إشكالية العلاقة الجدلية بين النمو والقذارة، توصل الدكتور سعدى سعدون إلى أن سبب إحساسنا بالهم المتأصل وعدم قدرتنا على تقبل التغيير وتغافلنا عن إدراك التحسن الملموس فى المؤشرات الاقتصادية يعود كله لارتباطنا بالماضى وتجاهلنا المتعمد للحاضر ومعطياته.. وقد أظهرت نتائج النموذج المعقد الذى استخدمه الباحث أن سبب ذلك الاستلاب نحو الماضى هو انتشار القذارة وغياب النظام وطغيان الفهلوة والاستثناء فى حاضرنا، على حين لم يعرفها ماضينا إلا كظواهر استثنائية..

فالمواطن مشوش يفتقد الرؤية لما يجب أن يكون ولما هو خير ولما هو واجب، فأمانه النفسى يستمده من الماضى وقيمه ناصعة الوضوح، ولذلك يشعر نحوه بحنين قد يراه البعض غير مبرر فى إطار التقدم الاقتصادى والعولمة الطاغية.. عندما استمعت للدكتور سعدون، لم أعرف هل أصفق له لجهده العلمى المبتكر، أم أبكى لحالنا وأترحم على ماضينا وأترفق بمستقبلنا الغامض!

صارحنى ريمون، صديقى، نصف الأوروبى، الذى يراه معارفى باردا وربما صفيقا بأن أحلامنا وتهويماتنا تشوش على رؤيتنا، فإذا أغفلنا المنطق وعبر التاريخ واكتفينا بالتمنيات والرغبات، وإذا لم نعد نرى سوى الغنائم والصفقات، وإذا أضعنا جوهر الحياة وأغفلنا الحد الأدنى من القيم والقوانين الحاكمة لتعايش البشر فى ظل جماعة منظمة، نتيجة للإفراط فى الأنانية والفساد، فستنهار الجماعة ويغيب العقل، وتصبح الخطط مجرد تمنيات، والأهداف محض سراب وأوهام.

واخيرا كتب عن الجدية في حياتنا وتساءل استنكارياً

لماذا يستغرقنا دائماً الحاضر ومتطلباته، ويشدنا الماضي وأشواقه ولا نفكر بعقلانية في المستقبل والتخطيط له، للوصول إلي وضع أفضل وحالة أعلي مجتمعياً وفردياً؟!.. لماذا نهدر، أفراداً ومؤسسات، قيمة التخطيط للمستقبل لتحقيق طموحاتنا وأهدافنا المشروعة وما يتطلبه ذلك من عمل جاد ومتواصل وتغليب للتفكير العلمي الموضوعي علي حالات الدروشة والصخب والنصب الفكري والجهل المتردي، التي تنتشر وتتفاقم وتهدد بالخطر المكانة الثقافية الرفيعة التي حازتها مصر في منطقتنا، بفضل الجهود الجادة والمخلصة للرعيل الأول من مفكري ومخططي نهضتنا المعاصرة، ومن تلاهم من عمالقة الفكر والعلم والعمل علي مدي القرن العشرين؟!لماذا ننبهر بالشكل والزخرف ونهمل الموضوع والجوهر؟.. ولماذا يعتقد البعض أنه يستطيع خداع أو استغفال الآخرين، وهو في واقع الأمر لا يخدع سوي نفسه، ويتسبب في إعاقة تقدمنا وقدرتنا علي تحسين نوعية حياتنا؟!

واعتقد السؤال الأخير بيت القصيد!!

No comments