فجوة الاحساس بالقيمة و المعنى
الساعة البيولوجية |
احاول منذ فترة تفهم اسباب السمات التي
اتسم بها المواطن السوداني من الصفات التي اكتسبها وغيرت من مفاهيمه الى شخصية
مختلفة، ومما لاشك فيه ان هناك عوامل قوية ساعدت في تغيير الساعة البيولوجية
للمواطن السوداني ومن اهمها عامل الزمن المفقود والذي اصبح لا قيمة له.
عدم الاحساس بقيمة الزمن له مدلولات
تراجيدية عامة و خاصة والأكثر من ذلك نجد اثرها في الحياة اليومية يتمخض في ضعف
انتاج و عدم مصداقية و تدني اخلاقي، فمن الواضح ان المواطن السوداني آثر ان يغلق
ساعته البيولوجية الداخلية عند فترة زمنية معينة وهي فترة السبعينيات وقد حبس نفسه
عند هذا الزمن فكرياً و عاطفياً لذلك نجد من الصعوبة ان يقتنع بالاستفادة من
الخدمات التي يمكن ان تتوفر في التقليل من صعوبات الحياة.
في ظل اقتناع راسخ داخله ارتبط بعهد قديم
تجد الحوارات تساق الى ذلك الزمن مهما حاول البعض استخراجهم و دق اجراس الالفية و
ضرورة العمل وفق الاليات التي يمكن ان توفرها سواعدنا الخضراء من تكنولوجيا و تقدم
اداري يمكنه ان يساعد في انجاز العمل بسرعة و احتراف نجدنا نرطم و بقوة بحائط
السبعينيات و التعنت و عدم القدرة على المواكبة في حين انه يستطيع طفل لا يتجاوز
السابعة من عمره التغلب فكريا و بجهد بسيط على هذه العقلية في التكنولوجيا ولربما
الحوار المنطقي كذلك.
هل من المنطق ان يتم الحجر على عقول
الالفية بسبب عقلية عقيمة غير متجددة، وهل من المنصف ان نجد ان القوانين و اللوائح
التي تتعامل بها الدولة الان هي قوانين بالية لإيدلوجيات فترات ماضية تم وضعها
لتجاوز مشاكل معينة هل من الحكمة ان تفرض علينا ضرورة التعامل معها على انها من المسلمات
البديهيات لحل قضايا الالفية و مشاكل الشباب او الطبقة العاملة، لا يمكن ان نغفل
عن الجرم الذي نرتكبه في حق انفسنا ان لم نستيقظ من العناد المستمر.
المواطن السوداني غياب فكري |
من الواضح ان غياب هدف العمل من اجل
المواطن يؤثر و بشدة على مختلف مرافق الدولة التي تهيمن عليها عقلية امنية بحتة
تحاول الهاء المواطن و مشاقته لتنأى بنفسها عن ايجاد حلول مختلفة للمشاكل المطروحة
وتتخذ اقصر الطرق في التلاعب بعقلية المواطن من نشر العجز (الافيون) الفكري عن
طريق اطلاق شائعات او نكات سطحية و تجاوز الأمر ذلك المستوى بكثير ليصل الى
استهداف المثقفين بالمغلطات الفكرية التي تبث الوهم الوجودي و نشر التخديرات
الادراكية (بنقو – كحول).
المرأة السودانية في السوق |
و مما ساعد على استمرار نجاح هذه الخطة الى
الان عدم وجود من يحمي الحقوق للمواطن التي كانت تتمثل في النقابات العمالية و
التي كانت تقف بشراسة أمام الانظمة الشمولية التي تدوس بقدمها على رقبة العامل وفي
ظل غياب اي مؤسسية يمكن ان يتحامى فيها العامل انتشر الظلم و دلست المحاكم بل تعدى
الامر الى تكوين مجموعات تحمي الرأسمالية اصحاب العمل لتساوم العامل البسيط في قوت
يومه، انتشرت عاملة الاطفال في الشوارع و تم استغلال المرأة في العمل بدون وجه حق
بل تعدى الى عدم حصولها على اجر يوازي الجهد المبذول و في احيان كثر عدم حصولها
على راتبها بحجة التدريب.
كيف يمكن ان تنظر الى مجتمع ساعته
البيولوجية متوقفة منذ اكثر من 40 عام و يعمل بأنظمة عسكرية و لوائح أو قوانين خصصت
الى مواطنين/ات توارى معظهم تحت التراب، اعتقد انه من الحكمة ان نعيد ضبط ساعتنا
الداخلية على العام الجديد 2013 و نستفيق من السبات الذي كنا نعيشه و من المدهش ان
هذه العملية لا تحتاج اكثر من التزام لمدة 7 ايام فقط نعيد فيها احساس القيمة
الزمنية و نرتب و ننظم قيمنا الداخلية و الافكار العقلية و نقيم مشاعرنا العاطفية
و نؤرشف تاريخنا بعد الاستفادة من الدرس التاريخي القيم الذي كان شاهد على ما صلنا
اليه من فقد على جميع الاصعدة.
هي
دعوة للبدء من الان و الاستعداد فالنضبط ساعاتنا الداخلية بإلتزام من جديد على توقيت الالفية
حتى لا نعيش في زمن ليس زمننا و نندب حظنا على فعل ليست افعالنا .. اختار/ي ان تعيش بوعي و ادراك بفعل واحساس بالحاضر.
1 comment
سلام عليكم..وصباح الخير زميلة إسلام..قريت موضوعك الأخير قبل شوية على مدونتك..حقيقة لفتي لي نقطة مهمة وهي تحليل انحراف المجتمع (على حسب رؤيتك)..كلامك منطقي شوية لكن لو لقيتي دراسات علمية في علم الاجتماع والنفس ممكن الواحد اقدر افهم بيها الناس دي (السودانيين ) وصلو المرحلة دي كيف..موضوع جميل وموفقة في الجاي انشاالله..
Post a Comment