ألا في الفتنة سقطوا !
الأيام فواصل و نواصل .. ذكريات تجترها
السنين و بعضها تمحى من الذاكرة لكن يرتكز بعضها على ارض صلبة تأبى إلا ان تدق
ناقوس الذكرى على الدوام.
من بين ما اذكره ازاء مكوثنا بالمملكة
العربية السعودية وهي فترة طويلة سقوط إحدى الكتب
المنسوخة في يدي و قد كان كتاب
مثير للدهشة احتوى على عدد كبير من الرسائل التي تم تداولها بين الدكتور غازي
القصيبي رحمة الله عليه و بين شيوخ المملكة العربية السعودية و امرائها و قد قرأت
بلاغة شتائمية ذات طابع ساخر جداً بعضها كان اشبه (بالردح المصري).
الدكتور غازي القصيبي كان جريء في طرحه و محاور
متمرس كما انه دبلوماسي لبق اصطدمت افكاره بعقلية العادات و التقاليد و في اسوء
الظروف بمواجهات عنيفة مع العقلية الدينية المتعصبة إلا ان تعصب العادات و
التقاليد كان السد المنيع.
كان عنوان الكتاب المصور ( ألا في الفتنة
سقطوا ) و قد ضم في اكثر من 100 صفحة رسائل تحتوي على السب و الشتائم و الالفاظ
بين مجموعة تعتبر خيرة اهل المملكة كنت اتساءل وقتها اذا كانت هذه رسائل الفئة
المناط بها تسيير امور العباد من رجال دين و دبلوماسي رفيع فكيف بحال الجمهور، في
هذه الرسائل تم اتهام الدكتور بالفسق و الفجور و كانت اشبه بإتهامه بالردة عن
الاسلام.
وعلى الرغم من ذلك استمر الدكتور غازي القصيبي
يمثل نموذج للعقلية الفذة و الأفكار البناءة و اثبت برجاحة عقله ان الانسان يمكن
ان يخطئ ولكنه يتعلم من اخطائه وانه ليس معصوم من الخطأ ولكن بالحوار يصل الجميع
الى نقاط اهمها المصلحة العامة و لدي اعتقاد ما يخبرني انه لربما اعتذر عن هذه
الرسائل.
المثير للاهتمام حقيقة هو عندما ارى احد
هؤلاء الشيوخ على التلفاز وهو يتحدث عن وجوب اسداء النصيحة بالحسنى عندها اتذكر
تلك الرسائل و كيف يمكن للانسان ان يتغير و هو يسعى الى الخير هل تعلم ان كلاهما
اراد الخير؟ في تلك الرسائل التي كال الجميع الشتائم.
الكتاب الاسود- اسرار و خفايا الفاسي |
و لمن يسأل كنت اود الاحتفاظ بذلك الكتاب
إلا انه تم حرقه و التخلص منه و اعتقد انه كان من الافضل التخلص منه و لربما وجدت
نسخة في مكان ما.
في ذلك الوقت كان الجميع يهتم بآخبار الأمراء
و فضائحهم اهتمام بالغ بصورهم وحياتهم التي كانت اشبه بالخيال من البذخ و الترف
وبالطبع عدم المسؤولية، لذلك كانت هناك كتب يتم استجلابها من الخارج كـ الكتاب
الأسود الذي كنا نتداوله في المدرسة يحتوي على عشقيات الامراء من الممثلات و
الفنانات، هذا المجتمع الاستقراطي المخملي على بعده و انغلاقه عن مجتمع عامة الناس
إلا انه حديث المجالس على الدوام وهو ما يجعله داخل كل بيت في السعودية، كما انك
لا بد ان تستحضر إحدى التصرفات الطائشة التي كانت تبدر من وقت الى آخر سببا في
استياء البعض.
و قد كانت هناك مواقع على الانترنت لفضائح
العرب و حكامها و ان كنت لا احبذ الصحف الصفراء إلا انه يبقى بها جزء من الحقيقة
وهو ما ارتكز عليه موقع ويكيليكس تعرية الحقيقة بالملفات و الخطابات و التصوير،
لذلك دائما ما نجد ذلك الخط الرفيع الذي يفصل ما بين الحقيقة و الفتنة ؟!!
اسلام ابوالقاسم
No comments
Post a Comment