Design by Islam Abu Algassim

أخر المواضيع

الوعي مابين الإيحاء و الإيهام


فكرة الايحاء أو الايهام التي يمكن ان تمارس على فئة من الناس ماهي دوافعها و الى اي مدى يمكن ان تكون مؤذية نفسياً و جسدياً على الانسان؟
هل يمكن احترام الانسان كقيمة إنسانية في دول العالم الثالث؟!
في ظل وجود صراع مستمر بين المصالح المختلف نجد ان الجميع يتسلح بمختلف الاسلحة منها ما هو ظاهر و منها ماهو خفي!
كنت اتساءل عندما ارى فاقدي/ات العقل الذين يهيمون على وجوههم في الشوارع ماهو الوضع الذي اوصلهم الى ماهم/ن عليه الحال، ولعل هناك إجابات كثيرة و من البديهي ان نردد ان ضغوطات الحياة المستمرة و الصدمات المتتالية تؤدي الى انعزال الانسان عن المجتمع و رويداً رويدا يفقد عقله، و تعتبر هذه الإجابة مغلفة لأنها ترد على جزء من السؤال فماهي الآليات التي يتم بها دفع الناس الى الامبالا مثلا او تجاهل الظروف المعيشية القاسية و القاهرة التي يعيشها الانسان و أخيرا كيف يمكن ان يتخلل سلم أولوياته!!
الدور الذي يلعبه الايحاء و الإلهاء للوصول الى مثل هذه الحالات كبير و لربما كان أحد وسائل العنف الصامت فكيف يمكن للانظمة ان تدين نفسها بنفسها فهي في غنى عن إحداث جلبة عالية و تفضل اللعب الخفي هي الالعاب الذهنية و بهذه الطريقة تتخلص بهدوء تام من منافسيها قبل خصومها، و قد تمارس دول العالم المتحضر من يساندون و يقفون بجانب حقوق الانسان ايضا مثل هذه الالعاب.
العقل الباطن يستند في تجاربه على قناعاته الداخلية و معتقداته التي يستمدها من التفاعل مع الافعال و الاصوات من حوله و عندما يتعرض لظروف قاهرة إزاء اشياء لا يمكن تصديقها كالخيانة الزوجية مثلاً يمكن للانسان العادي ان يتجاور آثار هذه الصدمة  بعد فترة من الزمن و لكن ماذا لو كان من خانه مع زوجته هو أخوه!! و ماذا لو كانت الخيانة مجرد حالة من الإلهاء او الإيهام !!  
العقل الباطن يلتقط بصورة يومية عدد من الإشارات و الايحاءات قد يكون بعضها حقيقي و قد لا يكون، و مع كثرة هذه الإشارات يفضل اللاوعي التجاهل و خصوصا عندما يعاني من عدم تصديق او رفض لما يظنه صحيح او غير صحيح و حالة التجاهل و الرفض المستمرة تخلق لدى العقل اللاوعي حالة عدم المبالة و ذلك عندما لا يستطيع ان يميز بين ما يمكن ان يتفاعل معه و مالا يمكن ان يتفاعل معه، فالعقل الباطن كذاكرة الكمبيوتر يحتفظ بمجموعة من الملفات يتم إختزالها داخل العقل و يتم إستعاداتها بالتحفيز ولربما كتابة هذا المقال بسبب محفز ما!!
اذكر ان شخص قال: ان معظم المجانين الذين نراهم بدأت لديهم فكرة ان هناك من يتعقبهم او يطاردهم و في النهاية فقدوا عقولهم وهو ما يفتح الباب للسؤال عن ماهية التصديق في الافعال الظاهرة لدينا وهل يمكن الاعتماد عليها كمقياس!!
احد الافلام التي شاهدتها فيلم لكاتبة مميزة اعجب بها احد رجال الاعمال و السلطة و قد حاول ان يتقرب منها و يستحوذ على اهتمامها بسرد قصص مختلفة عن العنصرية و القتل و الكره محاولا ان يكون جزء من كتاباتها و قصصها إلا انها كانت عنيدة و ترفض ان يمتلكها اي شخص و قد وضعها في موقف الخيار بين ان يصبح جزء منها او لا تصبح اي شيء؟
في الحقيقة عقلها الباطن صور لها ان خسارته تعني خسارة كل شيء إلا انها فهمت ذلك متأخر على الرغم من موهبتها المتميزة إلا انه كان يكفيها شبح هذا الحب ليقف أمام قلمها كلما حاولت الكتابة و قد رأت فتيات محدودات المهارات يعتلين سلم النجاح و الشهرة وهي مفلسة لا تملك شيء.
و من احد الالعاب الذهنية التي يتم استخدامها لعبة الألوان و التي تمارس داخل سجون التعذيب على سبيل المثال لإخفاء آثار التعب و الانهاك و خصوصاً التعذيب يتم تقديم اللون الأصفر الى السجين على مدى ايام متتالية ابتداء من السجان الى الصحن الذي يأكل به الى الأكل الذي يتم صبغه باللون الأصفر و انتهاء باللون الغرفة التي يتم وضعه فيها و بذلك تكسوا بشرة السجين صفرة وعند زيارة المراقبين أو اهل السجين يرونه في افضل حالاته فبشرته تشع نضارة .. هذا التمويه و الخداع فعل ظاهر لا يمكن الأخذ به.
في السودان وفي ظل عقود لأنظمة عسكرية سابقة و امتداد لأجهزة أمنية  مازالت تبتعد أساليب جديدة للتعذيب الخفي لابد من ان نفتح ملفات سرية لمعرفة من برمج المواطن/ة السوداني لما هو عليه الآن !! اسلام ابوالقاسم علي

2 comments

Unknown said...

هذه البرمجة للعقل السوداني نتاج مجهود منظم لإلهاء الانسان السوداني ومنعه من استعمال ملكة التحليل والربط الموضوعي للحقائق التي تجري امام عينيه لذلك تجد ذاكرة السوداني ضعيفة وسرعان ما تنسي حتي الذي يسئ اليها والا كيف تفسرين استقبال السودانيين للمخلوع نميري عند عودته وهم الذين طردوه من الحكم بثورة شعبية مشهودة؟؟؟

Eslam Abuelgasim said...

برمجة المواطن السوداني بما يخدم مصالح الحكومة أو الأحزاب .. عندما تتعرض الحكومة أو الأحزاب الى مشاكل نسمع الشائعات و تتداولها و هذا قمة الاستخفاف بالعقل البشري السوداني .. شكرا على المرور و التعليق