خطة الشيطان الجهنمية لزيادة الأسعار
خطة الشيطان الجهنمية لزيادة الأسعار
لا يخفى على الجميع ان الحكومة تواجه ازمة
اقتصادية حادة و على الرغم من ذلك يصعب على المواطن البسيط الذي اعتاد على مسايرة
قرارات الحكومة الخانقة استيعاب ابعاد الموضوع، فالمواطن يجد نفسه مضطرا الى
الخنوع أمام قبضة الأمن و تخطيط شيطاني لإدارة الأزمة و الانفعالات المصاحبة لها،
فإذا ما راجعنا حيثيات آلية تطبيق هذا القرار فسوف نجد ان هناك نهج مخطط غير واضح
للعيان، يتلخص في التالي:
أولاً : نبدأ من حيث انتهى الآخرون و
البداية كانت قبل ستة أشهر عندما تقرر زيادة في اسعار المواد تمهيداً لرفع الدعم و
على الرغم من ذلك لم تحاول الدولة تخفيض ميزانيتها على الإطلاق بل سعت الى تطويق
المعارضة بشتى الوسائل و شراء سكوتهم او على اقل تقدير ان يكون اللعب على طريقتها
وفي المقابل تدفع للاعب الماهر ما يريد.
ثانياً: تعمدت الدولة تغيير موقف المواصلات
لكل من مواطني أمدرمان و بحري و قامت باستحداث موقف جديد لمواصلات بحري و اسمته
شاروني ولا اجد سبب مقنع لأستحداث هذا الموقف الذي يتميز بالبعد عن مواصلات
أمدرمان كما جزأت مواصلات امدرمان الى فئتين، أمدرمان الثورات موقف و أمدرمان
الشقلة موقف وجميعها تتميز بالابتعاد عن الآخر و كأنها تتحاشى وجودهم في مكان
واحد، وهو ما جعل المواطن يمشي مسافات شاسعة و يصل من الصباح الباكر وهو منهك
القوى، كما عمدت الى إلحاق اضرار جسيمة بالشارع الذي يستخدمه المارة الى موقف
امدرمان.
ثالثاً: منعت دخول السيارات القديمة الى
داخل السودان و اكتفت بضرورة ان تكون السيارة موديل السنة وهو ماسبب ارتفاع مبالغ
فيه في اسعار السيارات و بالتالي وجود فئة معينة يمكنها اقتناء السيارات و ركوبها
وايضا تضرر المواطن البسيط بسبب ارتفاع تكلفة قطع الغيار مما أدى الى ايقاف مجمل
سيارات المواصلات وذلك لعدم القدرة على صيانتها وبالتالي خلق ازمة مواصلات مستمرة يضطر
على اثرها ان يقف المواطن لساعات طويلة في الشارع.
رابعاً: خلقت الحكومة متعمدة أزمة نفسية
للمواطن أثر الظروف الصعبة التي يمر بها من الضغوط اليومية التي يواجهها للايفاء
بمتطلباته و التزاماته و جردته من احساسه بالمسؤولية بخطابات و تصريحات المسؤولين
الاستهزائية حتى عزف عن التفاعل مع الواقع المرير و فضل ان يختار احد الخيارين أما
الهروب بالاغتراب خارج السودان أو الدخول في دائرة عدم اللامبالاة و الانصياع الى
كل ماهو غير منطقي.
خامساً: حتى يبرهن السيد رئيس جمهورية
السودان على ان الشعب السوداني لن تقوم له قائمة اختار توقيت نهاية الشهر وهو اصعب
ايام المواطن وهو يعاني في تدبر مصاريفه التي لا تنفك ان تتداعى في كل مرة يحاول
ترميم ميزانيته او هو يعلم تماماً انه يعاني فلا تكون له ردة فعل موازية لهذا
القرار و تتصف بالقوة في المقابل.
سادساً: اوكلت الحكومة إدارة المواصلات الى
مجموعة تمتاز بالجشع الشديد و تستقطع جبايات يومية من سائقي المواصلات هذا
بالاضافة الى تحصيل الشرطة لمبالغ مالية من السائقين اثر مخالفات غير قانونية ولا
تستند الى اي شرعية.
في اعتقادي ان هذا الشعب الذي انتمي اليه
يستحق افضل عيشة يمكن ان يحلم بها و لكن هيهات فذلك ينذر بمغادرة الجميع من
كراسيهم حكومة و معارضة متواطئة، الشعب السوداني عانى الأمرين في سبيل ان يجعل
السفينة تصارع الامواج لينجو جميع من فيها ولكن كيف يمكن لهم ان يفهمو ان سكوت
المواطن ليس خوف أو قلة حيلة و لكنه شعور بإن الحكومة لا تمثل تطلعاتنا و لا
تمثلنا كشعب.
No comments
Post a Comment