Design by Islam Abu Algassim

أخر المواضيع

مذكرات مدربة قيادة في السعودية


لقد عملت لفترة قصيرة في وظيفة #مدربة_قيادة و هي من الوظائف الجديدة على سوق العمل السعودي 🇸🇦 و تحديداً #العمل_النسائي و قلما ما نجد محتوى عن هذا المجال، سوف اذكر في نقاط وجهة نظري بالإضافة إلى علاقته بالوضع الاقتصادي، الاجتماعي و الحقوقي في المملكة العربية السعودية  :
1- تم استحداث وظيفة #مدربة_قيادة بعد القرار السامي بالسماح للمرأة السعودية قيادة السيارة وهو بالتأكيد قرار صائب و يصب في المصلحة العامة للمملكة و المصلحة الخاصة للمرأة السعودية، و تعمل السعودية بكل ما أوتيت من قوة من ضخ دماء شابة جديدة من ذوي الكفاءات الإبداعية و الابتكارية، وهو سبب رئيسي للهجوم عليها إعلامياً فقلما تتوفر هذه الرؤية في كثير من البلدان العربية التي تتخذ من رؤساء عتى عليهم الزمن كراسي من فولاذ و ترفض النقاش أو حتى المحاولة في التغيير،  و هي نقطة تحتسب لصالح المملكة العربية السعودية. 
2- تتمسك المملكة العربية السعودية بسيادتها كدولة لها دين، حكم،  عادات و تقاليد محددة، لذلك نجدها تتحفظ في مجال #حقوق_الانسان وهو ما يخصم من رصيدها المعرفي فملف احتجاز ناشطات سعوديات تعلمن في الدول الغربية و يأتين بثقافة قد تختلف مع عادات و تقاليد المجتمع مستهجن على مستوى واسع، على الرغم من رفض الطبقة المتعلمة و المثقفة لأساليب الاعتقال و الاحتجاز إلا انهم/ن يختلفن مع آراء هؤلاء الناشطات. 
3- كان الدعاة و الشيوخ يعارضون و بشدة استخدام السائق الأجنبي و يرددون عبر منابرهم صباحاً مساء أضرار خلوة المرأة السعودية برجل أجنبي و أنها خلوة غير شرعية، فلماذا إذاً عارضوا قرار السماح للمرأة السعودية وهو موقف غير مفهوم و غير مبرر و بالتأكيد له دوافع و أسباب، لكنه يخصم من رصيد حرية التعبير عن الرأي في المملكة. 
4- السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة هو وضع جديد على المجتمع السعودي، على الرغم من قيادة المرأة الخليجية منذ سنوات عديدة، و عند الحديث في المنابر الدولية عن #حقوق_المرأة يتم التطرق و الحديث عن حرية التنقل و وجود وسائل نقل لائقة للمرأة تساعدها على أداء واجبتها المنزلية و تسمح لها بالعمل براحة، و هناك سعوديات يفضلن وجود سائق/ة على القيادة بأنفسهن للتفرغ للأعمال الأخرى، و حتى وجود سائقة خاصة لم يتم إلى الآن السماح به في السعودية  و حتى عبر تطبيقات النقل المستخدمة في الهواتف الذكية لا توجد هذه الميزة على الرغم من توفرها في 

بعض الدول الخليجية و العربية.
  
5- تم التعاقد مع متدربات سواقة من دول عربية للعمل في وظيفة #مدربات_قيادة من (الأردن - مصر  و السودان) و بعضهن يفتقرن إلى الأداء و مهارات التدريب و القيادة وهو أحد أسباب تكرار الحوادث المرورية و شخصيا أؤيد أن حياة الناس أمانة تستوجب الحزم و عدم التهاون لكن يجب أخذ الإدارة الإنسانية و الأخلاقية في الاعتبار، بالإضافة إلى أن المنهج التدريبي الذي تم وضعه على أيدي خبراء من دولة عربية مجاورة يوجد به الكثير من الخلل و الأخطاء اللغوية و الإملائية أولها هيمنة الصفة الذكورية على الخطاب،  وهي أخطاء لها تبعاتها المستقبلية، و يعتبر راتب وظيفة #مدربة_قيادة في السعودية من أعلى الرواتب في الدول العربية لكنه الأقل داخل المملكة ، و بيئة العمل و السكن في جامعة الأميرة نورة تحتاج إلى تطوير و المزيد من الاهتمام، و في الوضع الحالي هي أفضل من السابق. 
6- يتم التعاقد مع المتدربات من الدول المذكورة عبر عقود مجانية من حكومة المملكة العربية السعودية، إلا أن وكالات العمل تقوم بأخذ مبالغ مالية ضخمة من المتعاقدات و لا تراعي اي أنظمة أو قوانين عمل المرأة، وهو ضغط نفسي على المتعاقدة في ظل ابتعادها عن عائلتها و وطنها لتوفير مصدر رزق و عائد مادي، فابتعاد المرأة و خصوصاً إذا ما كانت أم أو زوجة عن عائلتها يؤثر على كفائتها في العمل،  بالإضافة إلى تفكك الأسرة و هناك متعاقدات تركن أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة للالتحاق بهذه الوظيفة الواعدة، و ماذا إذا كان هؤلاء النسوة أنفسهن يعانين في بلدانهن من الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية أو عدم احساسهن بقيمتهن في بيوتهن، حيث يهمن الزوج أو الجدة (الأم) على الدور الرئيسي لقرارتهن و حتى التدخل في تفاصيل حياتهن الزوجية وهو ما دفعهن للابتعاد، حيث تعاني اغلبهن من آثار نفسية سيئة من حالات طلاق أو عنف أو حتى ضغط نفسي، و وجدن في هذه الوظيفة متنفس لهن. 
7- أكثر الجاليات تضرراً من قرار السماح بقيادة المرأة السعودية للسيارة هم فئة السائقين من الجالية (الهندية - الباكستانية و البنغلاديشية)  حيث تعتبر من أكثر عدد الجاليات سكانية في المملكة، حيث يصل أعدادهم إلى أكثر من 5 مليون وافد يعملون في مهن متعددة من بينها وظيفة #سائق،  كما تصل تحويلاتهم السنوية إلى أكثر من 40 مليار ريال سنوي، لذلك يوجد حالة من الاستياء من قرار سماح المرأة السعودية بالقيادة، وله تبعات أيضاً منها تكرار الحوادث المرورية. 
8- المرأة السعودية هي امرأة عنيدة بطبعها،  ظلت تتطالب بحقها في #قيادة_السيارة لسنوات عديدة منذ حرب الخليج حيث خرجت اول تظاهرة نسائية تطالب بقيادة المرأة السيارة، لكن أخذ عليها طابع التحرر من العادات والتقاليد و نوعية الملابس اللاتي كن يرتدينيها، كانت التظاهرة نساء سعوديات و كويتيات ملكن من الشجاعة وقتها التعبير عن رأيهن و المطالبة بحقوقهن. 
8- هناك صورة نمطية خاطئة عن المرأة السعودية غير مبررة عن عدم ثقافتها و تدني مستوى وعيها و يرجع ذلك إلى الإعلام و تداول شائعات و اقاويل ، أو عدم مطالبة البعض من الوافدات بحقوقهن و التنازل عنها من باب المجاملة، لذلك نجد أن للمرأة سعودية دوافع لردة فعلها، و بالرجوع إلى قضية #رهف_القنون على الرغم من دوافعها القوية لما فعلته من تغيير دينها و طلب اللجوء، و اعتقد انها لم تكن على دراية بعواقب أفعالها كمراهقة، بالطبع ما فعلته خطأ و لكن كان يمكن تفادي هذا الوضع إذا كان هناك جهات أو مؤسسات للاستشارات الأسرية، و لكن لا يمكن أن تعمل هذه المؤسسات في ظل عدم اعتراف المجتمع بأهميتها و ضرورة وجودها،  مهمة هذه المؤسسات الأساسية الحفاظ على كيان الأسرة و تقديم النصح والإرشاد حتى و إن كان مخالف لما تراه الأسرة، فيجب أن تتذكري انك بين أيدي مختصات. 
9- تحتاج المملكة العربية السعودية و بشدة إلى تطوير قوانين عمل المرأة و البيئة الحقوقية، و تواجه تحديات كبيرة على الصعيد الاجتماعي و منظومة الفساد التي يجب القضاء عليها، فهناك شركات كبرى موجودة في بلدان عربية و خليجية لا تسمح بعمل المرأة في وظيفة (كاشير) و تحصر الوظائف النسائية في الإدارة، لكنها سمحت بذلك في السعودية، فلابد أن نتذكر أن هناك وظائف قد تكون لها خطورة أو تعرض المرأة لمواقف سيئة،، و ذلك لا ينتقص من المرأة و لكن ينتقص من حقوقها حيث يجب على إدارة العمل توفير بيئة عمل ملائمة و مميزات تحمي المرأة من الآثار السلبية المترتبة على هذه الوظيفة. 
10- من أكثر الأعمال المزدهرة في المملكة مجال عمل المرأة و التجارة الإلكترونية على مستوى المنطقة الخليجية، العربية و الإفريقية. 
11- تعتبر المملكة أقل نسبة عمالة أطفال في المنطقة مقارنة بباقي الدول العربية، و لكن يعاني الأطفال من العنف و الإساءات الجنسية من العمالة الآسيوية الوافدة، حيث ترتفع نسبة استخدام عاملة منزلية في المملكة، و هنا للأسف نجدها معاناة متبادلة حيث تعاني أيضاً العمالة المنزلية من العنف. 
12- تعاني المرأة السعودية من التعنيف الأسري و الهيمنة الذكورية و هي معاناة ليست حصراً على المرأة السعودية فقط و لكنها منتشرة في جميع الدول العربية و تختلف الدول في طريقة إخفاء هذا التعنيف، و لكن في ظل عدم وجود إحصائيات محددة و واضحة يبقى التقدير مرجع عام أو عبر ما يتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي. 
13- مايتم تداوله في الإعلام و عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن المملكة العربية السعودية به الكثير من التهويل و الانحيازات، و يفتقر إلى أساسيات العمل الصحفي و ميثاق الإعلام، و يتضح لنا خلو الحياد من الساحة، و في ذات الوقت تتحفظ المملكة العربية السعودية في ظهور آراء مختلفة قد يكون لها مقاصد ضمنية خصوصاً في ظل وجود حرب في اليمن و استهداف دولة إيران المباشر للمملكة العربية السعودية. 
14- تم إنهاء تعاقدي مع المدرسة السعودية للقيادة على الرغم من أنني احمل أقدم رخصة قيادة منذ عام 2004 بقرار إداري و انا احترم هذا القرار، و لكن لم اتلقى خطاب رسمي بذلك بل تم تبليغي شفاهة من إدارة الموارد البشرية و هو ما يعتبر خطأ إداري لا يرتقي إلى المهنية خصوصاً في ظل تعاقد الإدارة مع المدرسة الإماراتية للقيادة، وهو مايفتح الباب في وجه الكثير من التساؤلات و أيضاً مجال للقيل و القال دون معرفة الحقائق. 
15- قيمة عقد وظيفة #مدربة_قيادة في #السودان يصل إلى أكثر من 48 الف جنيه بالإضافة إلى رسوم الفحص الطبي و تكلفة التنقل و التعاقد عبارة عن زيارة متعددة لا يوجد بها أي ميزات في المملكة لا حساب بنكي أو تأمين طبي أو حتى شريحة موبايل، فقط التواجد في مكان العمل. 
16- للأسف تعامل السودانيات لي شخصياً كان الأسوء بين المتدربات من الجنسيات الأخرى و السعوديات وهو شيء يدعو للاستياء، على الرغم من وجودنا في غربة لم يحترمن خصوصيتي و لم يكن متفهمات للوضع على رغم من محاولاتي المتكررة للنقاش معهن و تعاطفي معهن اتجاه معاناتهن لبعض العنصرية من قصص يروينها، لكن بصراحة و صدق السعوديات يحببن السودانيات، قد تكون هناك تصرفات فردية وهو شيء وارد جداً حيث يعاني الناس في مختلف أنحاء العالم، لكن العنصرية التي واجهتها كانت من الجالية الهندية و الباكستانية و في مكة المكرمة تعرضت للتحرش و العنصرية منهم، للأسف لم يفهمن زميلاتي وضعي إلا متأخر بعد فوات الأوان،و ذلك لا يعني أنهن يتحملن لوحدهن الخطأ فالربما صدرت مني تصرفات عن عدم قصد تم فهمها بطريقة خاطئة، فمن منا لا يخطأ لكن ان تعتمد في تعاملك معي على قرار و وجهة نظر الأخريات يعتريه الخطأ، و يعز عليه أن أكتب ذلك،،  أتفهم أن حياتهن تختلف عن حياتي، و لا أنسى أبداً وقفتهن بعيداً و الجميعات يلتفن حولي مقبلات و مودعات، عندها ذهبت إليهن و ودعتهن واحدة تلو الأخرى، و الحقيقة أنني اشكرهن من صميم قلبي على الوداع و اعتذارهن، فالذي لا يعرفنه أنهن سبب رئيسي لدفاعي عن #حقوق_المرأة و كان يعز عليه رؤيتهن غير فاهمات للدرس في المحاضرة لدرجة بكاء أحداهن، و أنني تتلمذت على أيدي مدرسات سعوديات اجلهن و احترمهن، علمنني أن أعيش بكرامة و ان اعتز بنفسي و مكانتي وهو مالم يتوفر لهن. 
17- على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة قامت الإدارة بالخصم من مرتبي ثمن تذكرة العودة إلى السودان 🇸🇩 و كان نصف شهر، على الرغم من وجود تذكرة سفر ذهاب و عودة،و كنت قد استدنت ثمن العقد و لم استرجع إلا جزء بسيط من المبلغ بسبب ما حدث، لذلك اشكر اللاتي ساعدنني من صميم القلب و وقوفهن إلى جانبي. 💕❤️
18- أعتقد أن أكثر شيء مؤثر لي كان أداء العمرة و زيارة الحرم المكي، لربما تعود الناس على زيارته لذلك لا يشعرون بعظمة هذا المكان، لكنني شعرت براحة و امتنان و انه جزء من روحي لزيارته في الوقت الذي لم تستطع الأغلبية تأدية العمرة و حزنت للمغادرة لدرجة البكاء. 
#بقلمي #اسلام_ابوالقاسم


No comments