احترموا المتطوعين و المتطوعات Respect

 

قرأت بوست عن إقامة فعالية فنية في مركز أمدرمان الثقافي تحت عنوان "معرض الملاذ" مشروع الفن يقابل السياسات الثقافية و قد شدني الحدث رغم الضائقة المالية إلى إيجاد ملاذ فني لأشغال تفكيري بحدث إيجابي و بغض الطرف عن المشاكل و التحديات التي تعصف ب كياني تركت كل شيء جانباً وقفت على قارعة الطريق و لا املك حتى المال تكلفة المواصلات للوصول ، وجدت سيدتين تقفان معي على قارعة الطريق تحدثنا عن الأزمة الاقتصادية و عدم امتلاك مال تدفعه المواصلات و قالتا لي: أنهما تواجهان نفس التحدي ، لذلك اتفقنا على ركوب اي سيارة ملاكي نقلنا إلى امدرمان بعد أن انتهيت من مشاوير كان لابد لي من الانتهاء منها .

المعرض فكرة إبداعية يحتوي على عدد من الفعاليات و اذا اردتم الخروج بانفعال و مشاعر مختلفة لابد لكم من زيارة معرض الملاذ اليوم قبل الغد، بعد زيارة عدد من السكشنات وصلت إلى سكشن عبد السلام الحاج و يحتوي على استخدام تقنية ثلاثية الأبعاد في عكس الثقافات الفلكلورية المختلفة و  سألت المسؤول عن تنسيق الأدوار و قالي لي أن دوري الثالثة، و على الرغم من أنني أعرف الشخصيات المنظمة للمعرض ارتأيت أن أؤخذ دوري مع انني اكره الانتظار إلا أن الشخص المسؤول كان في غاية من اللطف و التهذيب و هو صبي يانع تملأه الحياة، و بما أن لديه اعمال أخرى أود فعلها من خلال الموبايل، جلست و أمسكت بالموبايل و بدأت بالعمل على بعض التطبيقات، تفاجئت ب شخص و معه شخصية دخلت إلى القاعة متخطية دوري و هنا وقفت و دخلت و أوضحت للشخص أن الدور هو دوري إلا أنه دعى الأخرى للجلوس و لبس ال VR

لقد استأت جداً من تصرفه و هو ما أدى إلى الدخول في نقاش محتدم مع الشخص و لماذا تتخطى هذه الشخصية دوري دون أدنى احترام للشخص المسؤول أو الناس من حولها بكل استهانة أنها حقارة الآخر و دونيته في عكس مشاعر عدم الاحترام للآخرين لأسباب تخص الآخر لا تخصني ، سألت الشخص المسؤول عن إمكانية رؤية بطاقته و تفاجئت أن من تخطته و لم تحترمه هو "متطوع" !!!

لم استحمل و طلبت مسؤول المنظم للمعرض وطبعا اتضح أنه جسور و هو شخص اعرفه و بعد شرح ابعاد الموضوع كانت قد خرجت هي و من بصحبتها إلى الخارج ، أنها صفاقة عدم احترام المتطوعين و المتطوعات الذين يتفانون بوقتهم و جهدهم و من مالهم/ن في هذا التوقيت تحديداً وقت شديد الصعوبة من الازمات المتكررة ، يجب عليكم/ن احترام المتطوعين و المتطوعات ، يجب عليكم/ن احترام المتطوعين و المتطوعات الذين يعكسون جمال روحهم/ن في عملهم/ن علينا ، في محاولة لتهدئتي اقترحوا عليه الصعود و الجلوس في المقهى و فعلاً جلست في المقهى ، و قد بدأت المسرحية نزلت و جلست لأشاهد المسرحية و قد اجهشت بالبكاء ، لم تتوقف دموعي عن البكاء رغم كل المحاولات بالتوقف عن البكاء ، لم استطيع التوقف عن خروج الدموع من عيوني رغم كل المحاولات 

خرجت امشي للوصول إلى الشهداء حتى اجد مواصلات و الوصول إلى المنزل، و أثناء المشي قررت الذهاب خلف مستشفى امدرمان التعليمي الموازي لمشرحة امدرمان و عند بداية الشارع اشتممت رائحة غريبة نفاذة في غاية القرف و الاشمئزاز مما اضطرني إلى الاستفراغ و الشعور بالصداع و دوار الرأس و من ثم الوقوع تم الذهاب بي الى صيدلية الشهداء بعد توقف سائق ركشة و حملي و قولت له لا اريد دخول المستشفى ، المهم في الصيدلية الدكتورة قالت ليه: دي حبتين بندول و بلغتهم و شممتني كحول و بقت تتكلم معاي عشان ما افكر في الموضوع و فعلا طلعته و قعدت اتكلم مع سواق الركشة ساعة و بعدها مشيت و ركبت مواصلات عشان أصل البيت ، و نحن ماشين طلعته الموبايل و بشوف الفيسبوك و للاسف فوته مكان النزول للبيت ، و لم استفق الا بعد طقطقت احداهن للنزول في لفة ال 21 

نزلته و رجعته تاني للوصول إلى البيت و الاستحمام من بشاعة الروائح !!! 

احترموا المتطوعين و المتطوعات و كفاية اللي فقدناهم/ن ، كفاية المعاناة اللي بيعانوها ، كونوا لطفاء ففي الحياة ما يكفي من البشاعة