Design by Islam Abu Algassim

أخر المواضيع

الصراع و الفوضى في السودان: الى أين نمضي ؟!

كنا قد نبهنا و تنبأ البعض سابقاً الى احتمالية تحول الصراع على السلطة في السودان الى اشتباكات مسلحة لكن البعض رأى استحالة الفكرة فيما غض البعض الطرف ما بين غير مصدق او غير ابه بما سوف تؤول اليه الامور ، بينما كان البعض يعلم الى اين تتجه الامور وهو ما تم مع سبق الارصاد و الترصد فجميع المحاولات للتوافق و الاستمرار او المضي نحو قيام حكومة سودانية كانت تبوء بالفشل أما بسبب رغبة العسكريين الاستئثار بالسلطة او بسبب تقويض التحول الديمقراطي من فلول النظام السابق من الاخوان المسلمين "الكيزان/ات" و ذلك باعترافهم/ن انهم/ن من اسقطوا حكومة حمدوك و كانوا سبب في دماء الشهداء/الشهيدات و الانقلاب على الحكومة المدنية من العسكريين و على الرغم من رغبة الثوار/الثائرات او الشارع السوداني فض الشراكة ما بين المكون العسكري و المكون المدني، من الخطأ ان لا ندقق ملياً في تحركات الشارع السوداني و التي كان ينضم اليها فلول النظام السابق على الرغم من عدم احترامهم/ن لثورة ديسمبر و عدائهم/ن العلني لها.

 تدمير المركبات العسكرية للجانين القوات المسلحة و الدعم السريع 


ان رفض حكومة حمدوك داخل السودان على الرغم من حظيه بتأييد دولي و تكوينها من متخصصين/ات بالاضافة الى المحاصصة الحزبية التي ابعدت حزب المؤتمر الوطني الحاكم سابقاً و هو ما شكل غضبهم/ن و ادى الى ازمة الشرق و ما صاحبه من اغلاق، و مع ذلك استطاعة حكومة حمدوك رفع اسم السودان من الدول الراعية للارهاب و توقيع اتفاقية سلام مع الحركات المسلحة على مضض و المصداقة على اتفاقية "سيداو" للمرأة التي كانت محط جدل و سخط تحديداً من فلول النظام السابق و العنترية ممن لا يفهمون ماهي اتفاقية سيداو ، فقد رأوا انها مخالفة للشريعة الاسلامية فيما اعتبرت مجموعة من المجتمع السوداني انها تتنافى مع عادات و تقاليد المجتمع السوداني ، و لولا حكومة حمدوك الذي سن قانون يجيز سفر الابناء و البنات مع الوالدة بعد موافقة الوالد "الأب" لما استطاعة العوائل الخروج من السودان مع ابنائهم/ن و بناتهم/ن بعد اندلاع الاشتباكات المسلحة ، و اعتقد ان البعض و لربما الكثيرين كانوا يعارضون فكرة خروج او سفر المواطنيين/ات من المدنيين/ات العزل من السودان بعد اندلاع الاشتباكات المسلحة ما بين القوات المسلحة و الدعم السريع و يأيدون فكرة بقائهم/ن و اختيار جانب او ضرورة اختيار الحكم العسكري في ظل الحشد المتواصل لدعم القوات المسلحة و هو ما يعني القضاء على اي أمل في الدولة المدنية .


و بالرجوع الى حيثيات تقديم استقالة حمدوك أجد ان السبب الرئيسي للرفض داخل السودان قائم على اساس قبلي جهوي، حيث يريدون ان تحظى الحكومة العسكرية بالتأييد الدولي وهو حلم بعيد المنال خصوصاً مع وضوح المجتمع الدولي ازاء حكومات الانقلابات العسكرية و تأييد المجتمع الدولي الحكومات الدستورية الديمقراطية التي تأتي عبر صناديق الانتخابات ، لكن ذلك لا يمنع تماهي المجتمع الدولي مع الانظمة العسكرية بسبب المصالح التجارية من جانب و فرض العقوبات بسبب الانتهاكات من جانب آخر.

يؤخذ على حكومة حمدوك انها امسكت العصا من المنتصف في دبلوماسية لايجاد الحلول مع عقليات عسكرية و قبلية و دينية حتى ذلك لم يكن كافي للبعض بسبب القبلية المتجذرة و التطرف في الرأي و رغبة القضاء على الاخر المختلف.

سبب غضب الشارع السوداني من حمدوك أن حكومة حمدوك لم تحقق مطالب الثورة في الحرية و السلام و العدالة، و أنها تنازلت عن حقوق الشهداء/ات و المعتقلين/ات على الرغم من تكوين لجنة تحقيق فض اعتصام القيادة العامة برئاسة نبيل أديب إلا انه لم يستطيع تقديم اي شخص القضاء و للتحقيق على الرغم من توفر الادلة من فيديوهات و صور عبر السوشال ميديا، و أنها سمحت ببقاء العسكر في مراكز السلطة. 

انتشار القوات المسلحة و الدعم السريع 


نيلين أبيض و أزرق في السودان يسيران جنباً الى جنب منذ الأزل فيما الصراعات تعصف بالكل 


أن سبب اتخاذ قرار خروجي و سفري من السودان ليس فقط بسبب تدهور الخدمات الاساسية من انقطاع متكرر للكهرباء و الماء و الادوية و غلاء الخدمات الطبية و اسعار المنتجات مع ضائق اقتصادية امتدت لأكثر من سنتين دون وجود مصدر دخل شهري ثابت فيما كانت هناك طبقة تستحوذ على السوق و منصرفاتها تتعدى المئة مليون في اليوم الواحد فقط ، و انما الخطر الحقيقي هو تنامي خطاب الكراهية و العنصرية بسرعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي "السوشال ميديا" بالاضافة الى هجمات العداء المتصاعدة من سرقة ، نهب ، ضرب، اغتصاب و قتل ، هذه العوامل اسبابها تعود بشكل اساسي الى غياب القانون و تناقض عقيدة الشرطة في حماية المواطنيين/ات بل اغلب الانتهاكات كانت ترتكب من الجيش و الشرطة اللذان كانا يقومان بقتل المتظاهرين/ات من الثوار/الثائرات و الاعتقال ، فيما ظهرت حالات غريبة من القتل بين افراد المجتمع جار ، قريب او غريب لمجرد الاختلاف في الرأي بسبب التحريض و خطاب الكراهية و العنصرية من نظام الفلول السابق و كانت الافعال العدائية بطريقة ممنهجة مشحونة بمشاعر الغضب بشكل مباشر او غير مباشر بالايحاء او التلميح او التأثير وهو ما يستحيل معه بأي حال من الاحوال التفاهم او الاستماع لأي طرف .

لقد أدركت انني سوف أكون في موقع المفعول به اذا ما أردت ان اكون في موقع الفاعلة او على اقل تقدير في موقع المغدور بها، هذه الفكرة تحديداً لم تأتي من فراغ فالاشتباكات العسكرية لا تأتي من العدم بل لها تاريخ و لن نصل الى حلول مالم نخاطب جذور الأزمة ، فعندما انتقلت للعيش من السعودية الى السودان بعد وفاة الوالد رحمة الله عليه، كان السؤال من اي قبيلة انتي؟! و لم يكن لديه معرفة كافية عن طبيعة تكوين المجتمع السوداني ، إلا أنني لم اعر السؤال اهتمام كبير و بعد فترة اكتشفت ان ماهية الاجابة على السؤال تؤدي الى تصنيفك و مكانتك الاجتماعية و انتمائك الحزبي .... الخ 

لقد زرت شرق و غرب و جنوب و شمال السودان فيما كنت أود زيارة موطني الأصلي منطقة "كردفان" قبل انفصال السودان كانت تقع منطقة كردفان وسط السودان و لم يكن احد يذكر هذه المنطقة وهو اسقاط تسقط معه هوية او جزء مهم من المجتمع السوداني، فيما كلما تساءلت عن موقع منطقة كردفان يسود اللغط و الجدل و على الرغم من انهم/ن مجتمع بدو رحل او عرب يحترفون او يمتهنون الرعي و الزراعة الا انهم/ن اختلطوا بقبائل افريقية و هنا كانت بداية اساليب طمس الهوية لاعتقادات مختلفة منها ان الغرب يقول انها اقرب للغرابة حتى والدتي كانت تقول لي ذلك و لكنني عزمت البحث عن الحقيقة او انهم/ن "عرب اجلاف او عرب زوووط" و قد قامت قبائل من الغرب و الشمال بالهجرة و السكن في منطقة كردفان الا انهم/ن ينظرون بازدراء و احتقار لأهل المنطقة الاصليين و يصفون عاداتهم/ن و تقاليدهم/ن بالتخلف و الرجعية ، فما الذي يدفع شخص ما لا يحترم عادات و تقاليد اهل منطقة ما بالهجرة اليها و السكن فيها؟!! كانت هناك انتهاكات و افهم طبيعة و شعور اهل المنطقة بالاحتلال او التطهير العرقي الذي يعتبر نوع من انواع الابادة و الحرب الاهلية ، فيما تم استقطاب اهالي منطقة كردفان لانتمائهم/ن الديني الى حزب المؤتمر الوطني و الذي عمد ايضاً بشكل ممنهج للاستفادة من موارد المنطقة من ثروات طبيعية خصوصاً مع وجود البترول في منطقة هجليج و الذي يمثل الجزء الاكبر من واردات الدولة ، و الموارد البشرية دون وجود تنمية حقيقية او توفير خدمات تعليمية او صحية بالاضافة الى طمس هوية المجتمع الكردفاني باعتباره يتنافى مع تعاليم الدين او استخدام الدين للزواج من الغرابة و التي تم خلالها انتهاكات و اساءات نفسية و جسدية تحت مسمى الطاعة و الدين فيما يتعنصرون الشمالية على الكردافة بل و يتحدثون على لسانهم/ن و بالانابة عنهم/ن بعدما استوطنوا مناطق في كردفان ، باختصار تنقسم منطقة كردفان الان بعد انفصال الجنوب الى شمال كردفان ، جنوب كردفان و غرب كردفان، أما موقعها داخل السودان هو السؤال الجوهري ، و قبيل انفصال جنوب السودان و بعد حرب امتدت لسنوات تم فيها استنزاف الشعب السوداني اقتصادياً و دمائياً ، خرج الرئيس السابق عمر البشير بخطاب عنصري بغيض يصف فيه الجنوبيين/ات بالحشرات و في نهاية الأمر تم انفصال جنوب السودان.


أغلب اهل الكردفان بالاضافة الى مهنة الرعي و الزراعة انخرطوا في القوات العسكرية بسبب حدة الطبع ، الشجاعة و الفروسية ، كان ذلك أيضاً من انواع الاستنزاف و الاستغلال و قد لا يرونه هم كذلك، حيث يعتبر الاستشهاد من اجل الوطن هو اعلى رفعة و منزلة من الوفاء و الاخلاص و الوطنية ان يموت الجندي من اجل الوطن فيما لم تنخرط بقية القبائل بشكل كبير ، بل ان أهل كردفان يعتبروه وسام و تشريف فهم لا يهابون الموت ، كانت هناك محاولات لاخراج اهل كردفان من الجيش بدء بتأسيس قوات الدعم السريع زمن البشير و بعلم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلوا أو بدونه تم نقل مجموعة كبيرة من القوات المسلحة بناء على تصنيف قبلي الى قوات الدعم السريع و بعدها انخرطت قوات الدعم السريع في حرب التحالف في اليمن ضد مليشيات الحوثي و قد تكبدت ضحايا لا نعلم اعدادهم حتى الان فيما كانت مليشيا الحوثي تنشر و تبث فيديوهات قتلى قوات الدعم السريع على انهم باعوا انفسهم من أجل مال ملك المملكة و الحقيقة ان السبب الحقيقي هو دينياً غالبيتهم من السنة أما ميلشيا الحوثي فهم شيعة و اغلب المجتمع السوداني من المتصوفة الاقرب للشيعة، أما القوات المسلحة السودانية عمدت الى استقطاب اهل الشمال بل و ارسلت جنود من القوات المسلحة الى حرب اليمن أيضاً ، عادت قوات الدعم السريع الى السودان بإسم ميليشيات و التي اطلق هذا المسمى في الاساس ميليشيات الحوثي، أما قوات فاغنر الروسية التي لها سجل خافل بسرقة ثروات القارة الافريقية فالاتفاق منذ عهد الرئيس المخلوع عمر البشير عندما زار روسيا قبيل سقوطه كانت بين القوات المسلحة السودانية في الاساس للتدريب و تنمية القدرات و التعاون العسكري و بعدها انخرطت قوات الدعم السريع باتفاقيات مماثلة و منها تنقيب الذهب.


انتهاكات قوات الدعم السريع الان تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي و هي واضحة للعيان، و ذكرت مراراً و تكراراً بوضوح أنني ضد اي انتهاكات و اعتقد انها ردة الفعل و ليس الفعل ، فالاغلبية من الشعب كانوا يشترون سيارات بوكو حرام التي يتم تهريبها عبر الحدود الليبية الى السودان و قلة قليلة كانوا يشترون عبر مراكز و كلاء معتمدين للشركات 

في السودان تتشابك القبيلة ، السياسة و الاقتصاد بطريقة معقدة و متناقضة، و رغبة احتكار و استئثار اهل الشمال بالسلطة ، التجارة و المكانة الاجتماعية تفوق كل التصورات و الدليل الحكومة الحالية التي انتدبها القوات المسلحة لتصريف الاعمال فلا نعلم ماهي الخبرات العملية او الشهادات العلمية للوزراء او المنتدبين/ات و لا يحق لأحد السؤال لكنهم/ن بالتأكيد من الشمال حتى في مناطق كردفان ، فيما كان يردد البرهان للاستهلاك الاعلامي ضرورة وجود حكومة كفاءات و قد انقلب على حكومة كفاءات حمدوك ، و التقارب ما بين الغرب و الشمال بسبب المصالح التجارية تحت غطاء ديني و اخونجي و اخراج حميدتي من تجارة الغرب قد لا يدوم طويلاً خصوصاً مع شعور الغرب بعنصرية اهل الشمال و جشعهم/ن المادي، بالاضافة الى ضرورة فهم طبيعة المجتمع السوداني ، فعلى سبيل المثال: هناك قبيلة تسمى "الهمباتة" و هم قطاع طرق يقومون بنهب المسافرين/ات و يحظون بمكانة اجتماعية ، كما تقمن النساء باطلاق الزغاريد عند سماع اصوات الرصاص او المدافع و يعتبرنها رمز للشجاعة و العزة و الكرامة ... الخ 

حشد التأييد الشعبي للقوات المسلحة 


سؤال القبيلة 


على الرغم من اعتبار الدول الاوروبية او الامريكية المتحضرة ان سؤال القبيلة أمر عنصري، إلا أنني اصدمت به عند تقديمي لوظائف في شركات و منظمات دولية "انترناشونال" ، فكيف تصف دولة ما بالعنصرية و التخلف و تطالبها بالاستغناء او التوقف عن ذلك و انت تقوم بنفس الفعل؟!! حقيقة لا افهم ذلك؟! 

شخصياً ضد القبلية و مع القبيلة و نعم أنا مسيرية و افخر بذلك لكن لا استخدم القبيلة كوسيلة تمييزية على عكس ما تعرضت له من قبائل في الغرب ، الشمال و الشرق و اذا كانت الاجابة سوف تؤدي الى اطلاق الرصاص عليه مثلما حدث لأحد اقاربي عندما انزله جندي من القوات المسلحة و سأله عن قبيلته و أجاب أنه مسيري، قام الجندي بإطلاق الرصاص عليه و اردائه قتيل، أما تغريدة "مبارك الفاضل" الذي تحدث فيها عن المسيرية و نشرتها صفحة "الحدث السودان" فخير اجابة عن مدى عنصريتها هي خوارزمية فيسبوك و التي قامت بفلترة و اخفاء معظم التعليقات و التي تجاوزت المئات، إلا انه من الواضح ان التطرف القبلي و العنصري يعصف بالسودان مع ارتفاع وتيرة خطاب الكراهية ، التحريض ، الاستقطاب العسكري ، الشائعات و الاخبار الكاذبة لحشد استمرار الحرب و اطالة امدها و تحولها الى حرب اهلية 


حصيلة الاشتباكات المسلحة


مضى منذ بدء الاشتباكات المسلحة بين القوات المسلحة و الدعم السريع صباح يوم 15 ابريل 2023 أكثر من 100 يوم اي ما يعادل اكثر من ثلاث شهور ، تم فيها ممارسة الانتهاكات بشكل واسع و استنجاد الاهالي عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، بالاضافة الى عدم وجود احصائيات دقيقة لاعداد القتلى، المفقودين/ات و المعتقلين/ات أو المصابين/ات على الرغم من وجود وزارة الصحة السودانية فهي متباينة الى حد كبير و متناقضة من محطة اعلامية الى اخرى و لا نعلم مدى مصداقيتها مع تكرر انقطاع الكهرباء و الانترنت و عدم معرفة ما يحدث على ارض الواقع، فعلى سبيل المثال ذكر موقع الجزيرة على الانترنت ان عدد القتلى تجاوز ثلاث الف شخص منذ اندلاع الاشتباكات المسلحة، فيما نشرت نقابة أطباء السودان يوم 16 يوليو 2023 في بيان لها عبر صفحتها على فيسبوك "إن الاقتتال في الجنينة بإقليم دارفور أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا، واصفة الوضع في المدينة "بالكارثي و الأسوأ على الإطلاق"

وأكدت أن "جميع مستشفيات المدينة خارج الخدمة" مشيرةً إلى إصابة 4746 شخص مع استثناء ضحايا القتال في الجنينة.

و بحسب CNN الالكترونية يوم 17 ابريل 2023 "ارتفع عدد القتلى في السودان منذ اندلاع الاشتباكات إلى 97 مدنيا على الأقل، وفقا للجنة التمهيدية لنقابة الأطباء السودانيين" و في وقت سابق، ذكرت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 1126 شخصًا أصيبوا في القتال الدائر في جميع أنحاء السودان، في بيان يوم الأحد.

فيما تقدر احصائيات الامم المتحدة بإن اعداد النازحين/ات داخل و خارج السودان جراء الاشتباكات المسلحة تخطى ثلاث مليون شخص.

أما موقع العربية نشر "يؤكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان "أوتشا" اعتقال واغتيال عشرات العاملين في مجال الإغاثة، في إشارة إلى أن أعمال العنف بحق عمال الإغاثة لم تتوقف في البلد الذي مزقته الصراعات منذ أشهر" 

و تتواصل المناشدات عبر منصة فيسبوك لتوفير الخدمات الصحية ، الادوية ، الغذاء .... الخ ، فيما تواجه الكوادر الصحية و الصحفيين/ات اوضاع متردية و عنف ادى الى حتف البعض و فقد حياتهم/ن.

بالاضافة الى انتشار الجثث في الشوارع من الطرفين القوات المسلحة ، الدعم السريع و المدنيين/ات العزل و هو ما ينذر بكارثة انسانية و بيئية، و الانتشار الواسع لأعمال النهب و السرقة التي طالت حتى مخازن المنظمات الدولية.

الثورة السودانية و فض اعتصام القيادة العامة 


الى اين نمضي؟! 


يجب الاقرار بإن هناك تدخلات اقليمية و دولية خلال الاشتباكات المسلحة في السودان و هي جزء من الصراع الاقليمي و الدولي " روسيا ، الولايات المتحدة الامريكية ، الصين ، الامارات ، السعودية ، مصر ، اثيوبيا ، تشاد و ليبيا .... الخ" و ان كنت سوف أكون حسنة النية ان مساعي الجميع هي التوصل الى السلام و اتفاقات تعاون بين السودان و الدول الاخرى، فالسودان على الرغم من اظاهره انه يعيش في قرية نائية او بمعزل عن العالم مازال يؤثر و يتأثر بما يحدث في العالم على الرغم من العقوبات الأمريكية و الاوروبية المفروضة على السودان في مجالات مختلفة.

لا أود أن أكون متشائمة و يحدوني الأمل و الدعاء و الصلوات ان يتفق اهل السودان حول ضرورة ايقاف الحرب، و ان اصرار طرف في القضاء على الاخر لن يؤدي فقط الى تدمير و محو العاصمة السودانية "الخرطوم" او التحول الى حرب اهلية بل امتداد الحرب الى الولايات و تفاقم الاوضاع في الدول المجاورة، قد نرى في الاعلام ترجيح كفة القوات المسلحة و تأييد شعبي لكن لا استطيع ان اتناسى جحافل الشارع السوداني الذين/اللاتي خرجوا لشهور و بانتظام رافعين اللاءات الثلاثة ضد الحكومة الانتقالية ، فكيف تحول النقيض الى نقيض؟! 


يوجد عدد من الحلول بحسب الوضع الراهن على مستوى الدولة و الافراد و كلاهما مكمل للاخر ،حيث تتطلب هذه الحلول إرادة سياسية قوية وتعاوناً وطنياً وإقليمياً ودولياً فهي اول مراحل البناء القاعدي لذلك بحسب التجربة الرواندية تم اسقاط الحكومة ككل من رئيس ، وزراء و منتدبين/ات و البدء من جديد و بحسب الخبراء تتمثل في التالي: 

- ضبط الكتلة النقدية وتقليص الإنفاق الحكومي ومكافحة التضخم والفساد

- تحكم الدولة في صادرات الذهب والسلع الرئيسية والسيطرة على مطاحن الدقيق وإدخال كافة الشركات العامة تحت مظلة وزارة المالية

- إعادة هيكلة البنك المركزي وضبط سعر الصرف ومنع التدخلات غير القانونية لشركات الاتصالات وغيرها من الشركات التي تضارب في السوق الموازي

- فتح باب تقديم المساعدات الإنسانية عبر الحدود، مثل من تشاد إلى ولايتي غرب ووسط دارفو

- إنهاء الأعمال العدائية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وبين مختلف أفرع الحركة الشعبية لتحرير السودان

- التعاون مع دول المجاورة لضمان استقرار المنطقة وتعزيز التجارة والاستثمار التبادلي بما يحقق العدالة 

- الحوار مع جميع أطياف المجتمع لبناء ثقافة التسامح والديمقراطية والمواطنة

- المشاركة السياسية والمدنية في العملية الديمقراطية والانتقالية، و مطالبة الافراد بحقوقهم/ن و واجباتهم/ن كمواطنين/ات والتعبير عن رأيهم/ن

- تعاون و تضامن الافراد مع بعضهم البعض ومع الجهات المعنية في حل النزاعات والصراعات المحلية، والحفاظ على السلام والأمن والتنوع والتسامح في المجتمع

-الإسهام في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، بزيادة الإنتاجية والابتكار في مختلف المجالات، وبترشيد الاستهلاك والصرف، وبدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وبالحفاظ على الموارد والبيئة.

- الارتقاء بالثقافة والأخلاق في المجتمع، بنشر الوعي والتثقيف، و مكافحة ظواهر الفساد والرشوة والسرقة والاحتيال، و الابتعاد عن المخدرات والإدمان، وبتحسين مستوى التعليم والكفاءات



No comments