Design by Islam Abu Algassim

أخر المواضيع

المعادلة الصفرية في السودان


في البداية أحر و أصدق التعازي في شهداء/شهيدات و ضحايا الصراع و الاشتباكات المسلحة من جميع الأطراف مدنيين/ات و القوات المسلحة و الدعم السريع فهم/ن دم سوداني و الدم السوداني غالي 
حدث ما كان يحذر منه الجميع للاسف تداعيات انهيار الاتفاق الاطاري للتحول الديمقراطي في السودان وهو وقوع اشتباكات مسلحة ما بين القوات المسلحة و الدعم السريع راح ضحية الاشتباكات المسلحة خسائر في الارواح و الممتلكات من الجانبين القوات المسلحة السودانية و الدعم السريع و المدنيين/ات كما انتشرت الفوضى و السرقة و الحرائق و النهب في ظل انتشار بوستات الاستغاثات للضروريات و الحوجات الملحة من كوادر صحية لمعالجة المرضى و ادوية و مواد غذائية بالإضافة الى انقطاع الكهرباء و الماء في اجزاء متفرقة في السودان ، تعطلت معها تطبيقات توفر الخدمات بسبب انقطاع خدمة الانترنت في شبكة MTN و التي تم ارجاعها فيما بعد ، فيما تضررت بعض المنازل و المستشفيات و المحلات التجارية ازاء القصف العشوائي و من الملاحظ بطىء شبكة الانترنت و سوء خدمات الاتصالات لدى بعض المشتركين/ات في جميع شركات الاتصالات سوداني ، زين و MTN
احتراق سوق بحري


 
تراشق البيانات 
على الرغم من نشر الجيش السوداني بداية اندلاع الاشتباكات قرب ساعة النصر و تداول مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي و الفضائيات فيديوهات تؤكد استحواز القوات المسلحة على مقار الدعم السريع كان ذلك مخالف لما هو في الواقع حيث تم نشر صور و بوستات تؤكد انتشار قوات الدعم السريع في شوارع الخرطوم و بعض الولايات ، و على الرغم من الضغط الدولي و الاقليمي المتراخي لفتح مسارات امنة لنقل المصابين/ات و الجرحى و توفير المواد الضرورية إلا ان كلا الطرفين لم يلتزما بالهدنة حتى مع مساعي الدول المجاورة و الاتحاد الافريقي و الاوروبي و وزراء خارجية كلاً من امريكا و بريطانيا و السعودية لتوقف النزاع إلا انه لم يجد اذان صاغية من كلا الطرفين و هو ما يطرح سؤال مهم : هل فقد الطرفين الثقة في قدرة المجتمع الدولي في توقف الصراع في السودان و تحول السودان الى ساحة حرب ؟!! 
قبيل بدء الصراع كانت القوى السياسية تسعى الى نزع فتيل الازمة و تقارب وجهات النظر مع الالية الثلاثية على الرغم من الاعتراضات الواسعة من الشارع و تنسيقيات و لجان المقاومة التي رفعت شعار اللاءات الثلاث " لا تفاوض لا شراكة لا شرعية" و مع ذلك كانت قوى الحرية و التغيير تمسك العصا من المنتصف تتواجد في مواكب لجان المقاومة السودانية و تتخرط في اجتماعات اللجنة الثلاثية للتوقيع على الاتفاق الاطاري و العمل على إقناع طرفي الصراع من قوات مسلحة و دعم سريع بتنفيذ بنود الاتفاق الاطاري للتحول الديمقراطي 
كان من الواضح و الجلي وقوف القوات المسلحة الى جانب اعضاء النظام البائد من الاخوان المسلمين و توفر لهم/ن غطاء حماية بينما يتم قمع المتظاهرين/ات في المواكب بالرصاص و الضرب و البمبان وهو ما يؤدي الى استياء واسع في الشارع السوداني على الرغم من اندلاع الثورة التي اسقطت الرئيس عمر البشير عام 2019 و التي راح ضحيتها الالاف على أثر فض الاعتصام و الغاء جميع صلاحيات لجنة ازالة تمكين الثلاثين من يونيو أو بمعنى أصح عدم قدرتها على الاستمرار بسبب تقويض عملية التحول الديمقراطي من الفلول و القوات المسلحة ، إذا هو صراع للبقاء على السلطة
احتراق مبنى القوات البرية للجيش السوداني

 
و من الملاحظ ان الحركات المسلحة التي شاركت في الحكومة بعد انقلاب 25 اكتوبر على المكون المدني و التي جاءت عبر سلام جوبا برعاية حميدتي و المجتمع الدولي انقلبت أيضاً على حميدتي و الشعب السوداني و تنسيقيات و لجان المقاومة من خلال عقد تحالفات مع فلول النظام البائد سواء الشعبيين أو المؤتمر الوطني و نفضوا ايديهم/ن من تنفيذ أو وضع اي سياسات للدولة من اصلاح و تطوير الوزارات أو وضع ميزانيات للمواطن/ة في مجال التعليم ، الصحة و التجارة و المواصلات و الوقود أو مكافحة الفساد وهو ما ادى الى تدهور المجال الصحي و ارتفاع الاسعار و انتشار الاحتكار و الشجع بل شجع على نهب موارد الدول داخلياً و من بعض الدول دون وجود اي رقيب أو حسيب أو سياسات تحمي موارد الدولة أو المواطنين/ات ، و على الرغم من الجهود التي لا يمكن اغفالها من الدعم السريع في مكافحة الهجرة غير الشرعية و الشرطة في مكافحة الغش التجاري و القبض على المجرمين و المتفلتين/ات و ابادة المواد المنتهية الصلاحية و محاولة جمعية حماية المستهلك توفير المعلومات اللازمة لتوعية المواطنيين/ات بضرورة شراء منتجات وفق جودة و لائحة اسعار متعارف عليها خصوصاً في ظل ثبات اسعار الدولار نوعاً من جانب و احتكار الدولار من جانب آخر لدى الحكومة و تجار و فلول على الرغم من الازمة الاقتصادية و السياسية وهو ما ادى الى ضغوطات معيشية صعبة، بل عمدت الحركات المسلحة على تحويل ميزانيات الدولة لتطوير مرافق الدولة الى صالح الحركات المسلحة، وهو ما قاله وزير المالية " ليس لدينا سوى جيب المواطن"
سماء العاصمة الخرطوم ملبدة بالدخان جراء الاشتباكات


الدعم السريع ما بين تباعد المسافات و المصالح 
بدأ حميدتي تجارته في غرب السودان كراعي أبل ما بين السودان و ليبيا و تشاد وهو ينتمي الى القبائل العربية في غرب السودان و تحديداً دارفور، كما تربطه قرابة دم لنفس القبيلة التي ينتمي لها و متواجدة في ليبيا ، تشاد و صحراء المغرب و للمحافظة على تجارته على النهب المسلح إستطاعة تكوين قوة تؤمن له طريق التجارة وهو ما تحتم معرفته الطرق و تدريبه و تدريب من معه على فنون القتال فيما يتمتع هو و قبيلته في غريزة دفاعية و فطنة ذكائية و اتجاهات الصحراء و عورتها بسبب أغلب حياتها التي قضاها في البادية، أما دينياً فهو بحسب الذائع انه سني صوفي، فيما بعد تم استقطابه سياسياً من الرئيس المعزول عمر البشير حزب المؤتمر الوطني لتنظيم الاخوان المسلمين و تكوين الدعم السريع لخوض الحرب معه في دارفور، إلا انه كان على خلاف دائم مع التنظيم و اصطدم اكثر من مرة معه و قد طفت هذه الخلافات على السطح و تم تداولها اعلامياً
تم استقطاب الدعم السريع من الأمارات و السعودية للقتال في اليمن مع التحالف في الحرب الدائرة ما بين السعودية و الأمارات من جهة و ايران من جهة اخرى بمعنى اخر الحوثيين ، حيث وقفت السودان الى جانب الأمارات و السعودية في حربها ضد الحوثيين وهو ما ادى الى امتعاض السودانيين/ات و اليمنيين/ات على حد سواء أطلق مسمى "مليشيات و مرتزقة " على جنود الدعم السريع من منطلق خوضهم حرب بالوكالة مقابل المال فيما كان الدعم السريع يؤكد انه يدعم السعودية السنية ضد ايران و افكاره التخريبية ، على الرغم أيضاً من مقتل جنود الدعم السريع في اليمن و الذي لا يعرف أحد اعدادهم كان الحوثيين ينشرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لجنود من الدعم السريع قتلى و لديهم اموال سعودية و يصفونهم بالمرتزقة الذين باعوا انفسهم ، وصف الدعم السريع ب "المليشيات و المرتزقة" كان يثير حفيظة الدعم السريع على الرغم من تكوين مجموعات مليشيات في كلاً من ليبيا ، سوريا و تركيا 
و على الرغم من ذلك ارسل الجيش السوداني جنود من القوات المسلحة للاقتتال الى جانب الدعم السريع في اليمن .
بعد نجاح الفلول في تأليب المكون العسكري ضد المكون المدني و أيضاً بسبب ضغط تنسيقيات و لجان مقاومة الثورة انقلب المكون العسكري يوم 25 اكتوبر على المكون المدني فيما يرى البعض ان نية المكون العسكري في الحكم العسكري كانت مبيتة ، لم يخفت الشارع السوداني حتى بعض القبض على السياسيين و سقوط شهداء/شهيدات بالمئات و اصابات عديدة في صفوف تنسيقيات و لجان المقاومة مع تبادل الشتائم و الاساءات ما بين الطرفين الجيش المسلح من جهة و المقاومة السلمية من جهة اخرى
أحس حميدتي بتحركات الفلول المستمرة لتقويض سلام جوبا مع الحركات المسلحة و أنهم/ن يظهرون ما لا يبطنون لذلك اصبحت المسافة في تباعد وصلت الى توعد فلول النظام البائد الى القضاء على حميدتي و الدعم السريع نهائياً فيما كان الظاهر سياسياً أن الحل السلمي هو بدمج الدعم السريع في القوات المسلحة تحت قائد موحد وهو رئيس القوات المسلحة عبد الفتاح البرهان و الذي يواجه رفض واسع ليس فقط من الشارع السوداني و انما حتى من القوى السياسية التي تعكف على وضع مبادئ اصلاحات جذرية للمؤسسة العسكرية و عقائدية أدت بها الى خوض حرب أدت الى فصل جنوب 
السودان 

العسكر للثكنات و الجنجويد ينحل 
من الواضح طموح العسكر في السلطة على الرغم من كل البيانات و التصريحات المعاكسة التي ينشرها العسكر و يؤكد التزامه بعملية التحول الديمقراطي و قيام انتخابات ديمقراطية تفضي الى رئيس دولة منتخب، هذه الدعوات فتحت شهية الولايات المتحدة الأمريكية لارسال سفير أمريكي الى السودان بعد توقف الاتصالات الدبلوماسية لسنوات ، فيما يرى اخرون ان اطماع امريكا في التواجد الاستراتيجي كحليف للسودان خصوصاً بعد التقارب الواضح بين البرهان و حميدتي الى جانب موسكو "بوتين" هو السبب خصوصاً بعد الحرب ما بين روسيا و اوكرانيا و التي مازالت مستمرة الى الان دون التوصل الى اتفاق أو حل سياسي ، بمعنى اخر فشل جديد اخر يضاف الى فشل المجتمع الدولي في وقف الصراعات المسلحة مثلما حدث في سوريا و مينمار 
فيما يرى محللون ان الاطماع في ثروات السودان و موقعها الجيوساسي و الصراع الداخلي على السلطة و التوزيع الخاطئ لثروات السودان يؤدي الى تفتيته، فيما يرجح البعض انتقال حرب اليمن الى الحرب في السودان بعد الاتفاق ما بين السعودية و ايران ، فهل تتخلى الإمارات و السعودية عن السودان على الرغم من وقف القوات المسلحة و الدعم السريع في حربها مع اليمن بسبب تقاطع المصالح ؟!!! من فعلياً يريد التخلص من حميدتي و القضاء على الدعم السريع داخل السودان ممن يرفعون شعار "مافي مليشيا بتحكم دولة" أم الولايات المتحدة الأمريكية
ان جر السودان بدافع الانتقام و تصفية الحسابات لن يؤدي فقط الى حرب اهلية في السودان بل سوف تؤدي الى تغييرات اقليمية و الدخول في صراعات جديدة في القارة الافريقية على الرغم من إحساس البعض بالأمان و انهم/ن في منأى عن وصول هذا الصراع لديهم وهو ما ادى الى قرار تشاد بغلق الحدود مع السودان خوفاً من امتداد الصراع المسلح الى الدول الاخرى 
وفق تصريحات الكونجرس و الاعلام الأمريكي وصفت قوات الدعم السريع بإنها قوات سيئة السمعة تقوم على تلميع واجهاتها من مهام القتل و النهب وفق تقارير أممية عن جرائم ترتكبها قوات الدعم السريع في دارفور و ان هناك اتفاقيات و مصالح بين الدعم السريع و قوات فاغنر الروسية التي تنشط في افريقيا في ينفي كلامها مؤخراً حاولت الولايات المتحدة 
فرض عوقبات على روسيا و قوات فاغنر 

أخيراً 
الاحتكام الى سياسات واضحة وفق مبادئ التعايش السلمي و حقوق الانسان في شريعة الغاب هل تؤدي الى تحقيق العدالة و توفير الحياة الكريمة للسودان؟! 
أن شعور الكراهية كافياً لقيام حرب في اي مكان و هي ليست وليدة اللحظة بل تراكمات على مر السنين ، لذلك ما تزرعه تحصده ، فالنزرع الحب و السلام الحب 🌹💞💐🌷 الذي يدفع الى العمل و الأمل في ظل تحديات سياسية و اقتصادية عصيبة من فلس و عطالة و عنوسة 
إنما السؤال الذي يفرض نفسه من يعارض فكرة انضمام السودان الى المجتمع الدولي داخلياً و خارجياً ؟!! من ؟!! 

No comments