Design by Islam Abu Algassim

أخر المواضيع

مذكرات مندوبة في السعودية ..(6)

ما علينا المهم في إحدى المرات التي تم دعوتي فيها الى حضور احتفال مصنع مجوهرات كان الحضور بهيج و يتميز بالفخامة المفرطة، السيارات الفارهة و الصالة ذات الخمس نجوم، مثل هذه المناسبات مهمة الحضور فالتعرف الى الجمهور المخملي يتيح لك عقد صفاقات مربحة إلا ان الخيبة التي تلازمني ما انفكت ابرح مكاني فأنا صاحبة مبدأ لا تحيد عنه و ارفض استغلال علاقاتي مهما كانت الاسباب و كثيرا ما حاول الجميع لفت انتباهي الى ان العمر يمر و قاعدة العملاء العريضة اذا لم تستفيدي منها الان فلا فائدة منها لكن الطبع غلبني و لم استطيع ان اغلبه، وبينما نحن جلوس و في قمة استمتاعنا بفقرات البرنامج كان الجميع يترقب الهدايا و التي من بينها خاتم ألماس ثمين تم وضعه تحت إحدى كراسي الحضور و ما ان نطق المذيع بهذه الجملة حتى طارت هيبة الاميرات و كل من في الصالة و العباءات مع الكراسي التي تم قلبها في اقل من ثانيتين بحثاً عن خاتم الالماس، و قد اصابني الذهول وانا اتفرج و نسيت تماما ربما يكون خاتم الألماس تحت كرسي حتى نظر من كان حولي الي وانا جالسة لا احرك ساكن، سألوني ألا ترغبين في خاتم ألماس لعله تحت كرسيكِ..
وبكل هدوء، اجبت: لا يمكن لصاحب المصنع ان يكون بهذا الغباء حتى يقدم هدية خاتم ألماس، ولكن خيب صاحب المصنع ظني عندما صاحت إحدى الحاضرات بعثورها على خاتم الألماس و صعودها الى المنصة حتى يراه الجميع و تجعلهن يموتن قهرا و كبداً ولكن يمكنهن اقتناء هذا الخاتم بخصم و مقداره 30% لو ارادت ذلك بالحجز الفوري الان قبل خروجهن من الاحتفال، و بعد رأيت الخاتم الذي اسال لعاب من في الصالة تم حجز مجموعة لا بأس بها، نظرت اليه صاحبت الدعوة و قالت: هل ترين تلك السيدة ذات الحظ السعيد التي فازت بالخاتم الألماس .... انها احدى قريبات صاحب المصنع !!

لا شيء يدعو للذهول في عالم المبيعات و التسويق فهناك قاعدة ثابتة لابد من تحقيق أعلى المبيعات حتى تحقق أعلى نسبة و الغاية تبرر الوسيلة او لكل وسيلة غاية، وعلى الرغم من تعلقي الشديد بهذا المجال (التسويق) والذي وجدت نفسي داخله إلا ان عالمه مختلف و دائما ما يصدمني في كل مرة كصدمات العاشق لمعشوقه.

2 comments

maher fesal said...

لهذا قال رسولنا الكريم فمن غشتا فليس منا هكذا هى الحياه عزيزتى بت ام در مليئة بمن ليسو منا فكونى دائما منا

Eslam Abuelgasim said...

صحيح من غشنان فليس منا لكن للواقع رأي اخر و للتجار كذلك