مذكرات مندوبة في السعودية .. (7) الحلقة الأخيرة

الاسئلة عالم يجعلك تفكر و تبحث، الاسئلة كانت بوابة مشروعة ادخلها كيفما اشاء وفي الوقت الذي اريد لذلك عرفني الجميع منذ صغري و انا اتساءل، اسأل عن كل شيء و اي شخص حتى انني خصصت دفتر اسألة، عند حضور اي زائر لمنزلنا اسأله في خجل هل يمكن ان تجاوب على هذه الاسئلة التي في دفتر، بعض الزوار كانوا يتضايقون ولا اخفي عليكم ان والدتي كانت تستشيظ وهي ترمقني بنظراتها التي تتوعدني فيها بالضرب بعد خروج الزائرة مهرولة من الاسئلة و قد لا تكرر زياراتها لنا و بعض الاحيان كن يتوسلن لأن ايديهن تعبت من كتابة الاجوبة إلا انهن كن ينهينها على عجل حتى يتخلصن من الحاحي، و لم تكن تتوقف هذه الاسئلة عند زوار منزلنا بل تمتد الى استاذاتي بالمدرسة المنتدابات منهن و المناوبات.

لذلك كنت اوصف بكثيرة الاسئلة و الكلام، و لا اعلم اذا ما كان من حسن حظي او سوءه ان التقي بمعلمي اثناء زيارة إحدى الجارات والذي كان ينصت الى كلامي بإهتمام كنت وقتها ادرس بالمرحلة الثانوية و انا اتحدث عن مشاكل التعليم و عدم الاهتمام بالموهوبين و عن عدم توفر فرص العمل للمرأة فنجدها مدرسة او خبيرة تجميل، عندها برقت عيناه و قدم كرته لي، و سألني هل تريدين ان تعملي، فأجبته بالطبع ... ولكن ماذا سوف اعمل وانا لا احمل شهادة جامعية و لم اتخرج من الثانوية العامة.

قال: اننا نبحث عن شخص بمواصفاتك التي لا تتوفر لدى الكثيرين، نحاول ان ندربهن لكنهن لا يملكن موهبتك ، سألته: ماذا سوف اعمل...... قال: في التسويق، هل سمعتي بهذا المجال من قبل؟

قلت: ماهو التسويق، لم اسمع به من قبل ولا اعرف شيء عنه؟

قال: لا عليكي عندما تحضرني الى المكتب سوف تعرفين ماهو التسويق!!

فضولية أو ملقوفة هذين افضل صفة يمكن ان تطلقهما على شخصي الضعيف، يمكن ان اجازف بأي شيء بدون مقابل .. ان اجرب الذهاب الى الجحيم وربما لا اعود منه سالمة، لم يكن يدور بخلدي قط ان هذه الزيارة سوف تغير حياتي و تقلبها رأساً على عقب، فعالم السوق للاقوياء فقط وليس للفضوليين.

اسلام ابوالقاسم علي