#حكمة_الحكومة
من
المؤكد ان حكومتنا الرشيدة حكومة حكيمة و سوف ادلل لك بالبراهين مدى
حنكتها، فهي تعمل ليل نهار من أجل اطلاق الشائعات و شخصنة هموم المواطن البسيط حتى
يبتعد عن المشكلة الاساسية و هي التدهور الاقتصادي و تتبنى ادوار هلامية و البعض
الآخر منها لا يقل عن انه انتهازي ولا تختلف عن صديقتها في الخفاء عدوتها في العلن
المعارضة.
ابان
فترة الالفية و بعد تهجير و تغريب الالاف بل قل الملايين من السودانيين كان لابد
من ايقاف الحرب و هذا القرار الاخير شابه الكثير من التنازلات او على اقل تعبير
انتهجت سياسة ان الوسيلة تبرر الغاية و قد قادت حملة ان البترول قد آن أوانه و ان
سلة غذاء العالم سوف تؤتي ثمارها ولكن لمن و الدولة خالية على عروشها؟ إزاء هذا
الوضع اطلقت شائعة في جميع دول الخليج ان الوضع قد تغير في السودان و ان البلاد
اصبحت مستقرة اقتصادياً و الهدف جذب مدخرات المغتربين بالعودة الى الوطن و من
المستحيل ان يتم ذلك بدون مساعدة من المعارضة و سماسرتها تسيل لعابهم للاستحواذ
على تحويشة العمر بالمشاريع الوهمية.
عاد
الآلاف من المغتربين حاملين معهم ليس فقط المال و الذهب بل ايضاً الشباب/ات و
الأفكار وهو مالم يكن متوفر بعد ان تم قتل الابداع و القدرات ، في تلك االحقبة من
بداية الألفية كانت المصانع متوقفة و محتكري السوق سعيدين بمكاسبهم التي يجنونها
مع الحكومة على الرغم من فقر المواطن و ضيق ذات اليد.
إلا ان
ضرورة ضخ سيولة مالية استوجب استنهاض من في الخارج للعودة و عندها ارتفع سعر الصرف
و لم يكن السبب ما كان يتردد ان استخراج البترول و دخول السودان الى قائمة الدول المصدرة
هو السبب لان عائدتها كانت ملك للحزب الحاكم بل البعض منها لم يضمن في القائمة من
الاساس حيث يتم تحويلها الى بنوك خارجية و يستمتع بتقسيمها على شركائه في الغنائم.
أما حال
العائدين الى الوطن فلا تسأل عن الآفات الاجتماعية التي اصابتهم ما بين نبذ
المجتمع و انتهازيته لهم، و في ظل هذا الوضع تجد ان الكثيرين اضطروا الى العودة للاغتراب
مصفقي الايدي تحسراً على ما ذهب مع الريح، و قد لا تتفاجأ وقتها انه تم انشاء شركة
الاتصالات المحلية التي دائما ما تكبد بخسائر طائلة على الرغم من اسهمها التي
تضارب في البورصة وهو ما يؤخذنا الى سؤال: كيف تضارب شركة الاتصالات السودانية في
البورصة على الرغم من الحظر الاقتصادي المفروض؟!
و من
حكمة الحكومة تعاقداتها التجارية و الامنية مع مختلف الدول الاوروبية (بريطانيا –
روسيا – سويسرا .... الخ) والتي تقوم فيها بتجهيز غرفها الامنية للمعتقلين/ات
بالاضافة الى تدريب اتباعها وفق اتفاقات معينة وهنا نسأل الا يدخل ذلك في قائمة
الحظر الاقتصادي؟!
قبل فترة
ليست بالبعيدة شنت ولاية الخرطوم حملة إزالة هي الأكبر من نوعها للاكشاك و الباعة
المتجولين و سبقها إزالة سوق حلايب ولمن لا يعلم وهو قريب من منزل شاعرنا الكبير
محجوب شريف رحمة الله عليه، و السؤال: هل كان ذلك صدفة ام دليل دامغ على حكمة
الحكومة من ان تتأكد بإن الزيت بعيد عن الكبريت و قطعاً لأي بوادر انتفاضة محتملة
اثناء تشييع الأخير.
حملة
الإزالة الكبرى للاكشاك حسب ما ترى الحكومة الحكيمة انها جزء من المشروع الحضاري
لعاصمة الخرطوم لكن بالتأكيد سوف يزول التساؤلات بمعرفة خبر زيارة أمير قطر الى
السودان و تبعات هذه الزيارة هو مزيد من زيارات الأخوان و استقرارهم في السودان
سراً في الليل كالخفافيش.
حكمة
حكومة السودان تتجلى في تعاملاتها مع حليفتها الاستيراتيجية ايران فالاخيرة قوة
نووية لا يستهان بها و جارتها الشقيقة اثيوبيا التي تناطح السحاب ببناء سد النهضة
وهي بذلك تعلنها صراحة للجارة مصر الشقيقة الصغرى سوف نساعد على تقارب وجهات النظر
بعد بناء هذا السد، وهي تتخلى في المقابل عن منطقتي حلايب و شلاتين و اللاتي طالما
اطبقت الحكومة الصمت ازاء قضيتهما و اعتبرتهما من البديهيات انها تتبع الى مصر.
حكمة
حكومة السودان تتجلي في خطواتها الاستباقية التي تبقيها على قارعة الطريق فهي لم
تنادي الى حوار مع المعارضة من فراغ وهي بذلك تلعب على عامل الزمن في سباق مارثوني
قبل بداية انتخابات العام المقبل، و الذي سوف يشهد الأخير مثلما شهد سابقه فساد
بالتزوير غير المعترف به تحت غطاء دولي، فلماذا لا تكون حكيمة بل وقحة كذلك؟!
يقلق
منامها التأزم العربي (السعودي، البحريني، الاماراتي و المصري) من جهة و القطري في
الجهة الأخرى و الذي بالتأكيد يبدد الحلم العربي للحكومة و انتمائها للعروبة، و هو
ما يحملني للتساؤل على الرغم من كل مواقف السودان الضبابية إزاء ازمات الخليج و الوطن
العربي من حرب الخليج الى الثورة السورية لم تؤيد اي ثورة شعبية على الاطلاق فيما
عدا طبعاً الثورة الإيرانية، كيف يمكن ان تقبلها الدول العربية كحليف؟ و لماذا لا
تقبلها وقد اردت قناع الدولة الاسلامية الا انه سقط و باعتراف من هذه الدول ان
السودان اكبر دولة تتاجر بالاسلام كسياسة!!
حكمة
الحكومة في الخطابات الاعلامية و اللغة التي تتبناها فأما لغات اعجمية من الوزن
الثقيل و ليست فصحى و اما كلمات استعباطية القصد منها: ما تفهموا حاجة نحن فاضين
ليكم كمان؟!
و دمتم
بخير
بقلم:
اسلام ابوالقاسم
No comments
Post a Comment