انتخابات السودان .. لم يحضر أحد
بعد الانتخابات
الاخيرة التي تم اقامتها في عام 2010 و التي رافقتها تهمة التزوير لم يكترث الكثير
من السودانيين/ات للذهاب الى مراكز التصويت و الإدلاء بأصواتهم في إنتخابات 2014
لقد فضل الأغلب منهم
الخروج خارج أسوار الوطن طلباً للزرق و هناك حكاية أخرى تحكى عن معاناة
الباحثين/ات عن طلب الرزق في الغربة، ما بين الإقصاء من قبل دول المهجر بسبب
توجهات و سياسة دولة السودان الخارجية و بين العمل في وظائف هامشية لحملة الشهادات
العليا كالماجستير و الدكتوراه.
فراغ صندوق التصويت |
و بالرجوع الى موضوع
الإنتخابات فقد لاقت دعوات المقاطعة صدائها حيث كان الإقبال ضعيف على مراكز
التصويت و قد نشطت مواقع التواصل الاجتماعي في توثيق فراغ هذه المراكز من
المواطنيين/ات على الرغم من ان الحكومة دأبت على نقل صورة مختلفة تؤكد فيها توافد
فئة حزبية محددة لمراكز التصويت وهم ممن ينتمون الى تخمة الحزب الحاكم .
و من خلال بعض
الإستبيانات التي تم جمعها و هي آراء متباينة من الشارع السوداني في داخل و خارج
الوطن نجد ان المواطن/ة السوداني/ة غير معني و لا يهتم إذا ما فاز البشير او لا، و
البعض منهم يؤكد ان النتيجة محسومة مسبقة فلماذا يشارك في مسرحية تم إعدادها و الإخراج
لها مثلما كانت الأنظمة العربية تفعل قبل ثورات الربيع العربي.
فراغ مراكز التصويت |
و على الرغم من اصرار
المؤتمر اللاوطني على نزاهة الإنتخابات و توافد بعض المنظمات المراقبة لهذه الإنتخابات
وهو ما حدث ايضا في عام 2010 إلا ان ذلك يدلل بصورة واضحة على تواطئ دولي على
ابقاء عمر البشير في منصب رئاسة الجمهورية السودانية، و خصوصاً بعد تقديمه راية
الولاء و المشاركة في عاصفة الحزم في الحرب التي قادتها دول الخليج ضد الحوثيين في
اليمن و التي تعكس سياسة السودان الخارجية في التنكر لإيران بعد ان كانت حليف
استراتيجي للدولة.
و مما لا شك فيه ان
سياسة الكيزان تقوم على الكيل بمكيالين و الضعط على الناشطين و الفاعلين في مجال
حقوق الانسان او القياديين من احزاب المعارضة و ذلك بإشغالهم بقضايا و محاكمات
مستمرة مما يؤدي الى اضعاف العمل النضالي في الشارع.
و على الرغم من توقف
دعوات المؤتمر اللاوطني الى الحوار الوطني و الذي لم يحرز اي تقدم يذكر و قد طوى
الوقت اوراقه الى ادراج النسيان، يصعب التكهن بما ستؤول اليه الامور في المستقبل،
فالمؤتمر الوطني هو الرابح الحقيقي من اضاعة الزمن و ابقاء الوضع على ما هو عليه.
و يبقى اعتصام
المعارضين من داخل دار حزب الأمة خطوة في طريق رفع وتيرة المطالبات ببديل ديمقراطي
و ان لم تتوافق اغلب الاحزاب على ذلك، الا ان الشارع قال كلمته لم يحضر أحد الى
الانتخابات في السودان.
اعتصام دار حزب الأمة |
No comments
Post a Comment