Design by Islam Abu Algassim

أخر المواضيع

بنادق المجتمعات المحافظة


من اكتر المجتمعات الإسلامية تعقيداً على بساطتها المجتمع السوداني، على الرغم من نسيج المجتمع المختلف الطوائف و الطرق و التعددية إلا إن طريق الاختيار الواحد معبد و مسفلت بعناية، فعند الحديث عن المعايشة الدينية يستبعد السودان من فكرة التعايش الديني بعد انفصال الجنوب قبل سنوات و من قبلها تهجير الفلاشا، و ما تبقى من مسيحيين يعتبرون أقلية محدودة لا تتجاوز 1% من الشعب لذلك لا يمكن إن تطلق مصطلح التعايش الديني على مجتمعاتنا و خصوصا في ظل محاكمات و صراعات كنسية .

نشأة الفرد في المجتمعات المحافظة
من المفارقات لا تختلف كثيرا نشأة الفرد في المجتمعات (المحافظة) سواء مسلمة أو مسيحية فهي تتبع أنماط و إشكال معيشية متشابه، فالعائلة التي تتصف بالمحافظة على قيمها و معتقداتها تهيمن على الفرد منذ طفولتها و على الأغلب يتعرض الابن للعنف بدون تحديد جهة مصدر العنف، فقد تكون من المدرسة أو البيت، أو يكون يتيم لأحد الأبوين مما يحدث نوع من الاضطراب السلوكي و الوجداني و بالتالي ينشأ كشخص إما عدواني أو انطوائي و في الحالتين تتغلب المشاعر على قراراته و سلوكه و يصبح سهل الانقياد و الطاعة العمياء.
لا توافق الأسر المحافظة على ابتعاد أفراد الأسرة عنها بل تعمد إلى تشكيل وحدة أسرية للمحافظة على الطابع القبلي و هيمنة النزعة القومية أو المعتقد الذي تتبناه الأسرة و من يختلف يتم معاقبته في صمت، و على الأغلب يتم اتخاذ القرارات بناء على الأكبر سناً و ليس من لديه المؤهلات أو القدرات أو الحكمة و هي طريقة أثبتت فشلها علم الإدارة.
إما (المرأة) فلديها دور وهو الحمل و الولادة و التناسل، و يتوجب عليها بالتأكيد خدمة إفراد العائلة من توفير الأكل و الطبخ و النظافة و هو أمر معتاد لكن لا يسمح لها بالتعلم أو تنمية قدراتها أو استقطاع وقت للقراءة فهي تحت أعين ولي الأمر الذي يتدخل في أدق تفاصيل اختياراتها من ملابسها إلى طريقة غسلها للصحون، يحاول فيه التأثير على اختياراتها و حتى صديقاتها التي تجلس معهن، كما يحاول الرجال عزلها عن المجتمع لتتفرغ للعمل المنزلي و لا تلهيها الصحبة عن واجباتها، و قد لا تشعر المرأة بالتغيرات السلوكية التي أصبحت عليها حتى تطبع على طباعها الجديدة التي أصبحت حياتها، و في هذا الجانب تحديداً نجد غياب فكرة النقاش أو احترام عقل المرأة في التمييز أو الاختيار، فالخيارات محدودة و موضوعة مسبقاً لانحيازها نحو لبس محدد، فمن المستهجنات السؤال أو فكرة التغيير و حتى لو حاولت فإن عدم توفر مصدر دخل للمرأة في المجتمعات المحافظة يعتبر عائق حقيقي في توسيع اختياراتها، فالمال بحوزة الزوج وهو يحدد كيف يصرف و كيف يدبر و ما على الزوجة سوى الطاعة العمياء!! لا يؤمنوا بفكرة إن البيت مملكة الزوجة تختار كيفما تشاء تنسيقه أو ترتيبه، بل هو ملك للجميع أو جمهورية ديكتاتورية مشتركة للمحافظة على الترابط الأسري حتى لو أدى ذلك إلى تنميط الأفراد وفق متطلبات المعتقد أو الرأي الواحد.
بشكل عام تفتقر الأسر المحافظة أو المتعصبة للمرونة التي تعتبر مكون أساسي للتعلم ، الابتكار و التجديد ، فالتفكير الزائد إحدى نتاج التفكير الجمعي الذي يقيد مهارات الفرد و يصبح أسير لشكل حياة عقيم بلا إنسانية أو مبدأ، حيث يقوم على الأفعال الظاهرة أكثر من الإقناع و الإحساس و الشغف.
المعتقلين بتهمة الفكر
مازال في سجون النظام الحاكم معتقلين من المبدعين ليس لهم علاقة بالسياسة و من أحزاب المعارضة بتهمة الاختلاف في الرأي و بناء فكر أنساني و نقيض معتدل، في أوقات عصيبة يعيش فيها السودان أسوء ركود اقتصادي على الإطلاق ، و يغطي النظام هذا العجز بالاعتقالات و الهجوم على ناشطي الكيبورد!!

الناجيات من داعش
نؤمن بان كل شخص في هذه الحياة يستحق عدد لا محدود من الفرص للبدء من جديد، اعتقد إن لدى الناجيات من داعش العائدات إلى بلدهم السودان قصة يجب إن تروى و نستمع لها و لا شك إن إعادة دمج العائدات في المجتمع هو تحدي كبير له ايجابيات و سلبيات، غير آن السؤال هنا: هل مجتمعنا على استعداد لدمج هؤلاء الناجيات ؟!

No comments