اللاجئين معاناة الإنتظار و لا أحد يستطيع العودة
معاناة اللاجئين من مختلف الدول لا توصف، لم اعتقد يوماً إني ح اكتب الكلمات اللي ح تقرأها اليوم، لم أتوقع أن ما اقرأه و اشاهده في التلفزيون ممكن اشوفوا قدامي حقيقة و واقع.
فتشت على موقع مفوضية شؤون اللاجئين في القاهرة و انا اتذكر الأحداث المأساوية للاجئين السودانيين في عهد حسني مبارك، حيث راح ضحيتها المئات و لا يوجد إحصائيات محددة عن القتلى و التي تعتبر نقطة سوداء في تاريخ مفوضية اللاجئين التي اتسمت طريقة عملها وقتها بالبيروقراطية و التأجيلات المستمرة و اعتقد ان إعداد اللاجئين
حالياً يفوق بكثير إمكانيات شؤون اللاجئين وهو أمر يجب على المفوضية الاعتراف به.
ذهبت إلى مفوضية شؤون اللاجئين في السادس من أكتوبر و على الرغم من وصولي باكراً الساعة 🕜 السادسة صباحاً
و أيام اجازة عيد الفطر المبارك وجدت المئات ينتظرون في الخارج تفاجأت من تجمهر الناس، إلا أن أحدهم قال لي: اليوم الناس بسيطة عشان اجازة مافي ناس كتير!!
و أيام اجازة عيد الفطر المبارك وجدت المئات ينتظرون في الخارج تفاجأت من تجمهر الناس، إلا أن أحدهم قال لي: اليوم الناس بسيطة عشان اجازة مافي ناس كتير!!
و على الرغم من عدم حبي للازدحام و شعوري بالاختناق، قضيت وقتي في التقاط الصور و الاستماع إلى قصص و حكايات الفارين من الجوع، الظلم و الفقر في بلادهم، الذين يحلمون بوضع أفضل و مستقبل آمن بلا قتل، يجدون فيه حقوقهم و مواطنتهم.
قطع صراخ إحداهن حبل غسيل أفكاري المبلل بالإحباط و اليأس، و هي تسب و تلعن و تتكلم بغيظ عن وعود المفوضية لها و لكن دون جدوى و كانت تصر على الدخول لمقابلة احد من الموظفين، كانت تبكي بحرقة و تتعامل بفظاظة، سألتها عن سبب حالتها، فقالت: جيت من بلدي عشان اتعرضت لحاجات كتيرة، و ليه تقريبا تمانية شهور من ادوني الكرت الأصفر المفروض يدفعوا لي الإيجار ما دفعوه لي، و باتصل على رقم المفوضية ما بردوا عليه، و كل مرة يقول لي حنرجع ليكي ما بيرجعوا لي!!
قولته ليها : انتي عايزة شنو؟! قالت: عايزة اسافر برا، ما لاقية مكان اقعد فيهو و لا لاقية شغل و ما عندي مصدر رزق، و المفوضية بتديني 600 جنيه في الشهر!! 600 جنيه تعمل شنو؟!
الزولة دي تقريبا عمرها 22 سنة، و كانت واقفة اليوم كلو جنب باب 🚪 المفوضية مرة تبكي، مرة تتشاكل و تنبذ أمن البوابة، جابوا ليها الشرطة عشان تتفاهم معاها بعد ما المفوضية قالت ليها اكتر من مرة حيرجعوا ليها، لكن في كل مرة ما كانت في إجابة واضحة لسألتها غير : نحن حنتصل عليكي.
اخر شيء حاولت تدخل بالقوة و جابوا ليها الشرطة ساقتها معاها للقسم و ما عارفة تاني حصل عليها شنو.
داخل المفوضية للتقديم الجديد أو المراجعات، أو تقديم الشكوى للأسف من اسوء الأماكن اللي شوفتها ما بفرق كتير عن حراسة أقسام الشرطة في السودان، يفتقر لأبسط وسائل الأمان و الحماية، تقريباً عامل زي السجن لا طفاية حرائق و كتمة نفس (خنقة) و الأسوء اختلاط صفوف النساء بالرجال، يعني التحرش الجنسي هناك حدث و لا حرج، و من الصعب الفصل بين الناس بسبب الزحمة الشديدة، و دا الحالة الزول قال لي اليوم مافي زحمة، بصراحة شعرت بعدم الأمان، و أساساً اللاجئ/ة الجايين عشان يقدموا بيكونوا تحت ضغط نفسي و عصبي شديد معاها زحمة و تحرش و معاملة موظفي شؤون اللاجئين سيئة و تحت ضغط، الوضع ما ساهل نهائياً، موظفي شؤون اللاجئين محتاجين لتدريب على تحمل ضغط و عصبية و أسئلة اللاجئين و خصوصاً ناس الأمن، على الرغم من أنهم كانوا بيحاولوا يتعاملوا مع الضغط الحاصل مرة بصبر و مرة بزهج، لمن تصل للموظف عشان تتكلم معاهو عن مشكلتك ما بكون في احترام للسرية و الخصوصية زي ما بتقول مبادئ المفوضية بسبب الزحمة و بتتكلمي مع الموظف و فاصل بينك و بينه زجاج سميك جدأ و اللاجئين بيتكلموا مع الموظف بالمايك وهو بيتكلم معاكي بالسماعة الصوت ما واضح و الأسئلة ما واضحة و غايتو حالة غريبة، لاحظت انه الزجاج مكسر واضح ان لاجئ محبط حاول التعدي على الموظف بتكسير زجاج الكابينة و اللاجئ دا بالتأكيد حيكون اتعرض لأذى جسيم.
خارج المفوضية حتلاقي نسوان و رجال فارشين بيبيعوا حاجات سودانية (مفاريك، امشاط ،ويكة ،حنة...... الخ) و في سودانيات بحنن في السوريات و الصوماليات.
زولة لقيتها جنب المفوضية بتها بتلعب قدامها، سألتها قاعدة هنا لي، عاينت لي و حسيتها عايزة تبكي قالت بإحباط : انا منتظرة لي خمس سنوات و ماعندي مكان اقعد فيهو، بنوم هنا، عاينت عندها ملاية و بطانية و كيس هدوم ليها و ابنتها.
و انا في داخل المفوضية جاء سوداني من ذوي الاحتياجات الخاصة (كفيف) عشان يقدم للجوء، قال: انه سافر بالبر لوحده عشان يقدر يسافر و قاعد من زول بلدياتو، كان قاعد منتظر، مرك يمسك الموبايل و يتكلم و مرة يقعد ساكت، سلموه ورقة التسجيل لكن مواعيد المقابلة بتكون بعيدة أقل حاجة تلاتة شهور و دا زمن بعيد شديد، تخيلوا حيلاقي شغل من وين و لا حيصرف على نفسو كيف، و فعلا وحدة كانت قاعدة تتكلم مع موظفة المفوضية عشان يدفعوا ليها إيجار السكن و قالت إنها كانت بتفتش في سكن ليها تلاتة شهور و أخيرا لقت سكن و المستأجر قال ليها جيبي القروش سريع إذا اتأخرتي ح أجر لزولة تانية، لكن الموظفة قالت ليها ح ارفع الموضوع للإدارة و ارجع ليكي أو قدمي شكوى.
للأسف البيئة اللي حول مفوضية شؤون اللاجئين خصبة لتجارة البشر و الاستغلال و الإساءة بسبب عدم التمكن من توفير الاحتياجات الضرورية و معالجة أوضاع اللاجئين في الوقت المناسب.
و مشيت زرت مركز مساعدات يتبع لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة UNHCR في كنيسة ⛪ دخلت وجدت مجموعة من النساء والأطفال، الرجال بمختلف السحنات الإفريقية و الدينية، وجدت المنقبات و المحجبات من الصومال، اليمن، سوريا و السودان، وجدت مسيحيات من إثيوبيا و جنوب السودان.
وجدت داخل الكنيسة مكتبة تحتوي على كتب 📚 كثيرة لمختلف الكتاب و اللغات و شاهدت على جدران الممرات صور لقساسيين و رهبان و أخيرا وجدتني وجه لوجه باب 🚪 غرفة كلية اللاهوت الاسقفية.
No comments
Post a Comment