Design by Islam Abu Algassim

أخر المواضيع

تطبيقات النقل تجاوزت المألوف من التقليدية


كنا نتساءل فيما مضى : متى سوف نشاهد سيارات أجرة حديثة موديل العام كما نرى في الدول الأخرى، و الحقيقة أن تطبيقات النقل في الهواتف الذكية المحمولة فرضت مظهر مختلف على الشارع العام في السودان، و هو شهادة إنجاز لهذه التطبيقات يجب الاعتراف بهذا الفضل لهم. 
و مما لاشك فيه أن تطبيقات النقل ساهمت بشكل واضح في تحول نوعي لقطاع النقل و المواصلات في السودان، حيث وفرت سيارات مكيفة و خدمة سريعة بتكلفة معقولة في مقابل خدمات النقل الأخرى (التاكسي، الأمجاد.... إلخ)  على الرغم من ظروف العمل الصعبة و التحديات التي واجهت عمل هذه التطبيقات إلا أنها كانت في تزايد مستمر،  فبيئة العمل في السودان تختلف عن بيئات العمل الأخرى، فهي متفردة في البيروقراطية، البطأ في إنجاز المعاملات بالإضافة إلى تحدي توفير انترنت سريع و سيرفرات تعمل بكفاءة عالية و أداء محترف بمعايير عالمية و تقنية جديدة. 
و يمكن أن نأخذ على التطبيقات المحلية عدم قدرتها على تدريب و إدارة سوق النقل بشكل أسرع،  حيث اقترحنا من قبل إمكانية إضافة فئة التاكسي و الأمجاد بل و حتى الركشات إلى التطبيقات المحلية حيث كان من الممكن  أن يكون له بالغ الأثر في محو الأمية التقنية بالتدريب و التأهيل لذوي محدودي الدخل بالإضافة إلى رفع المستوى الاقتصادي و المعيشي لهذه الفئة،  و لكن كان لمؤسسي هذه التطبيقات رأي مختلف. 
تقوم فكرة تطبيقات النقل على الاقتصاد التشاركي حيث يساهم أصحاب السيارات بوقتهم و مؤسسي التطبيقات بخبرتهم في مجال التكنولوجيا الحديثة لإدارة اقتصاد السوق و انتقال المال (تدويره) في السوق،  و ببساطة شديدة تساعد هذه التطبيقات في توفير السيولة المالية لمختلف شرائح المجتمع و يتشاركون في تقسيم الأرباح بينهم، و على الرغم من الأهمية الكبرى لهذه التطبيقات نستغرب محاربة الحكومة لسوق تطبيقات النقل،  فلا يمكن أن توقف سوق عمل يساعد في توفير السيولة و يبني اقتصاد قائم على المعرفة و التكنولوجيا. 
و قد شجع نمو سوق تطبيقات النقل في السودان دخول شركات عربية عالمية في منافسة مع شركات تطبيقات نقل محلية، و على الرغم من تخوف التطبيقات المحلية على استحواذ تطبيق كريم على نسبة كبيرة من السوق بسبب الإمكانيات المادية و الخبرة الإدارية، يبقى مسألة وجود استراتيجية ناجحة لإدارة السوق بيد التطبيقات المحلية،  فبالرجوع إلى قراءة سريعة للسوق نجد أن تطبيق النقل : ترحال، مشوار، ليمون، الفالح، وصلني،  سوا و راحتك.... إلخ،  لقد كانت نسخ من بعضها البعض لم تقدم الجديد و لم تستطيع تطوير آلية عملها أو تطوير خدمة الإنترنت على أقل مستوى،  فقد كانت تدور في فلك توفير تطبيقات بها مشاكل متعددة في التحميل و عدم توفير سائقين مع ارتفاع مستمر للتكلفة بالإضافة إلى محدودية توفر الخدمة،  حيث تركز وجود السائقين في مدن محددة و عدم التوسع و استهداف أسواق جديدة وهي تجربة مغايرة عن التي قرأتها و اختبرتها في الدول الأخرى. 
اعتقد ان سوق التطبيقات الذكية في نمو مستمر على الرغم من التحديات التي تواجه قطاع الأعمال الناشئة و شركات الاستثمار في السودان،  و يبقى  المراهنة على التغيير المجتمعي هو ركيزة أساسية تحتاج إلى تجاهل بعض الأمور و إيجاد حلول جذرية لكثير منها. 

No comments