يوم تاريخي عظيم أم نكسة .. السودان خارج قائمة الإرهاب
منذ فترة و ليست لديه أي رغبة في التدوين، و
الذي استعضت عنه ببداية البودكاست "التدوين الصوتي" و لعل ذلك بسبب
الظروف المحيطة بي من التعقيدات و الأحوال الاقتصادية ، و في البداية أبارك للشعب
السوداني الإنجاز التاريخي بخروج السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ، كما
أترحم على روح الشهداء و جعلهم الله في أعلى جناته، كما أتمنى لأسرهم العدالة.
و على الرغم من أن الحديث حول التطبيع مع
دولة اسرائيل صاحبه الكثير من الانتقادات حول التطبيع خيانة و أن السلام خيانة ، و
هناك من رأى أن السلام هو المصلحة العليا للسودان ، إلا أنني سوف أترك هذا القرار
للشعب السوداني و الإرادة السياسية الحرة التي يمكن أن تتقف أو تختلف كيفما تشاء
مع احترام وجهة نظر القراء و الشارع السوداني ، و جميع الكيانات بلا استثناء أو
حصر.
كلما هممت سابقاً التدوين حول مشاكلي الخاصة
و ما أعانيه من عدم توفر مصدر دخل ثابت أجدني أبحر في تحديات ليست فقط في السودان
و إنما حتى في الدول العربية و الخليجية، مع أنني أجد أن أمر أبسط مما يكون،
فالقاعدة المتعارف عليها "لا يمكن المطالبة بحقوق الناس إذا لم أطالب
بحقوقي" و حقوقي هي أبسط الحقوق كإمرأة تتمثل في الوظيفة "العمل"
، التعليم ، الزواج و الأبناء .....الخ و كما أرى من حولي أن هذه الحقوق متوفرة
للأغلبية ، فلماذا لا تتوفر لديه؟! عوضاً عن اقحامي داخل مهاترات يفتح بابها
لإلهاء عن الأسباب الحقيقية من مناظرات حول الشرع و حقوق المرأة و خلافها ممن
مازالوا يحاولون عمداً تأخيرنا و ليست للأسباب المذكورة ، و إنما بسبب التسلط و
الهيمنة الذكورية و الغيرة النسائية و تحديد اهداف حياتك وفق أهواء و مزاج التسلط
الأبوي و النظرة المجتمعية الضيقة "وهنا صولات جولات من أول كلمة خالة إلى من
تريد تزوجك لشخص أقل ممن تزوجته ، إلى النساء من ذواتي أحجام البقرة ، إلى النساء
اللاتي يعتقدن أن بناتهن أحق بالزواج من بنات الأخريات، إلى الرجال الذين ينظرون
الى المرأة على أنها لعبة " مجتمع في منتهى من الوضاعة و الحقارة ، بالإضافة
الى رجال الأعمال "الجلابة" الذين يتحكمون في حياة الناس، و حقيقة
المقولة "من لم يملك قوت يومه لم يملك قراره" هي أقرب للصحيح، و على
الرغم من زيادة الأجور بشكل واضح في السودان و التي يتعدى الحد الأدنى لها أكثر من
20.000 جنيه ، مازال احتكار السوق من قبل "مما يتوهمون الفهم" أنهم
قادرين على إدارة دفة السوق ، وهو ما يخلق فجوة بين متطلبات سوق العمل و مهارات
سوق العمل.
لطالما نصحني الأطباء إذا ما أردت التعافي و
الشفاء لابد من الابتعاد عن البيئة المسببة للمشاكل و الاكتئاب ، و البدء من جديد
حياة جديدة في مكان آخر، لكن في ظل الهيمنة الأبوية و التسلط الأمومي حتى و أنا
بعد خبرة عملية و تجارب حياتي طويلة يظل سيف يسلط على عنقي، مازال يريدون اختيار
الزوج و الوظيفة و ماذا أكتب و هو ما يبرهن عن عقلية ديكتاتورية متسلطة، بل حتى
بعد سقوط النظام مازالت هذه العقليات موجودة، و التي اتمنى التخلص منها قريباً
جداً.
ليس من المضحك في شيء أن أكون مسلوبة الإرادة
و أن هناك من يريد أن يسلبني حقي، بعد سنين من العذاب في ظل حكم الإنقاذ ، و عدم
وجود دخل و مصدر رزق أو حتى منزل امتلكه ، و عدم قدرتي حتى على توفير احتياجاتي
الخاصة و مد يدي لسؤال الناس أو الاستدانه، أعتقد أن الغرض منها هو الاستذلال لا
أكثر و لا أقل و خصوصاً أنني أعلم تماماً أن هناك من يجلس على كرسي وظيفي و من
يمتلك عمل و لا يملك نصف الخبرات و المهارات التي امتلكها و لكنه يعمل!! فكيف يكون
الإنصاف في هذه الحالة، أنا لا أقبل حسنة من أحد أنا لديه حقوق شئت أم أبيت فهي
ملك لي ، و أي شخص يعمد على احجام هذا الحق مني هو شخص ناقص للأهلية و ليس لديه
أدنى من ذرة ضمير أو اخلاق أو انسانية.
و لطالما قولتها و رددتها و أقولها الآن أنني
لا انتمي إلى اي حزب سياسي أو فكر ايدلوجي و لكن أهلي ينتمون إلى احزاب اسلامية و
سياسية ، فما علاقتي أنا بالموضوع، كل شخص مسؤول عن اختياراته و يجب أن نتقبل
الاختلاف و الاختلافات و وجهات النظر الأخرى ، و عليك أن تسأل نفسك و تحاسبها عن
اختياراتها لا معاقبة الآخر المختلف عن اختياراته، و هو ما أجده فهم غريب و عجيب ،
يجب أن تفهم أننا كبشر مثل بصمة الأصبع مختلفين و لكل شخص بصمته الخاصة به و لا
يمكن أن تجد شخص يشبه شخص آخر، فلماذا تريدون أن اصبح مثل فلانة و لا علانة !!!
على الرغم من ذلك فإنني اتعاطف مع التحديات
النسائية و الشبابية التي يواجهونها، لكن حياتي الخاصة خط أحمر، اختياراتي تخصني
وحدي ، و لا تخص أي كائن من كان، ثم أن لكل شخص بيئة و حياة مختلفة، فكيف إذا ما
كنا نحن و أخوتي في بيت واحد مختلفين و لا يحترمون هذا الاختلاف، على الرغم أيضاً
من تعاطفي معهم/ن على أنهم/ن ضحايا فكر الإنقاذ، إلا أنني أجد منهم/ن الاضطهاد و
التعامل السيء، وهو ما يجعلني أفكر جادة في الابتعاد ، فمن لا يقدر قيمتك و لا
يعرف قيمتك الحقيقية يجب الابتعاد عنه في أقرب فرصة ممكنة، و يكفي ما مضى من سنوات
... يكفي ما تحملنا من الآلام و مازلنا نتحمل.
أعتقد بل متأكدة بإنه لابد من وضع حد لهذا
الوضع، فأنا لا أحكم من خلال المظاهر بل بما تعنيه المواقف و المظاهر، و فكرة أن
هناك من يريد اضعافي على الرغم من كل انجازاتي و مهاراتي لوضعي داخل مواصلات
مهترئة و لا تليق بكرامتي و التعرض للتحرش ، لا تصدر إلا من فكر بغيض و مريض، و
حتى لو انعدم البنزين من لديها سيارة تستطيع حماية نفسها من التحرش ، و أعتقد أن
هناك من يحاول تقسيم المجتمع الى طبقة غنية تمتلك ما تريد و طبقة فقيرة لا تستطيع
امتلاك شيء ، و في كلتا الحالتين لا يصدر هذا الفكر الشيطاني البغيض مرة أخرى إلا
من قلوب وسخة و عقول مريضة.
انتبهوا الى انفسكم/ن و حاولوا تغييرها لا
تغيير الناس ، اعترفوا بأخطائكم/ن عوضاً عن جعل الناس شماعة لأخطائكم/ن ، اتركوا
الناس و شأنهم/ن ، عيشوا حياتكم/ن دون التدخل في حياة الناس و تعويض نقصكم/ن في
الآخرين.
No comments
Post a Comment