Design by Islam Abu Algassim

أخر المواضيع

لماذا الابتزاز و التمييز و الاضطهاد؟

 لفترة لم استطع الكتابة أو التواصل مع الناس من حولي و ذلك لأسباب مختلفة مع الفترة الانتقالية التي طرأت على المستوى السياسي مع التناقضات المستمرة للأوضاع فيما يخص معايش الناس سواء على المستوى الصحي أو الوظيفي أو المجتمعي أو حتى الفن ، هناك حراك تتخلله الصفوف أمام المنشآت.

و في طريق انقسام المجتمع الى طبقتين و غياب الطبقة المتوسطة أصبح من الواضح أن الاجراءات الاقتصادية تصب في مصلحة جانب دون الآخر مافيا السوق بالاضافة من يحاولون تشتييت المواطنيين/ات عن الحقائق لمصالح و مكتسبات.



أشعر و بشدة بالتمييز و الاضطهاد و أنا اتلقى ايميلات عبر البريد الالكتروني لعدد كبير من الوظائف التي قدمت لها ، أشعر بالابتزاز الخفي مقابل عدم وجود تمويل لمشاريعي أو على أقل تقدير عدم تعاون الناس معي على الرغم من كل المحاولات ، نعم اشعر بالتمييز و الابتزاز و الاضطهاد من بعض النساء و الرجال على حد سواء أكن موظفين/ات أو متزوجين/ات ، فلا مبرر بإن تحاول اياً كان تسميتها أن تلوح بدبلة الزواج في يدها للتأثير على قراراتي .. لماذا هذا الأسلوب الرخيص في الابتزاز و عدم احترام المرأة للدفع بها لتكون عدوانية أو تحديد اختياراتها !! عندما كنت متزوجة لم يخطر على بالي و لا مرة هذا الفكر اطلاقاً ... لماذا يصدر حتى من حقوقيين/ات!!

لماذا كل هذه المهاترات التي من شأنها عدم احترام المرأة خصوصاً في فساد التوظيف مما يؤدي الى حرماني من الاستقلال المادي و توفير ابسط مستلزمات الحياة، أشعر بالتمييز و الاضطهاد و الابتزاز من المتزوجين/ات بطرق ملتوية للدفع بي لتربية أبنائهم/ن عوضاً عن أتزوج و يكون لي منزلي الخاص بي ، لا يليق بأشخاص متزوجون/ات أو غير متزوجين/ات أن يعملوا على تحطيم الآخر لمجرد الغيرة أو عدم حبهم لهذا الشخص في محاولة لإهانته أو إخضاعه ليكون من ضمن اجندات سياسية ، أشعر بالتمييز لعدم حصولي على حقوقي في العمل ، التعليم و الزواج بسبب المجتمع الذي يحدد مصير كل فتاة و يتدخل في حياتها.

و في محاولة للخروج من هذه الدائرة أحاول النظر الى الأوضاع بإيجابية و الانشغال بما يمكن أن اقدمه للمجتمع و لكن أيضاً يصبح تحدي الوصول الى الانترنت واحدة من التحديات التي تواجهني على الرغم من كل المحاولات، بالإضافة الى ارتفاع تكلفة الانترنت و لربما يمكن الخروج من هذه الدائرة بالنظر و التركيز على الأمور الايجابية و صناعة مستقبلي الذي أريد، و الحقيقة أن القبائل السودانية يفتخرون عند زواج ابنتهم من أحد القبائل و يسعدون بزوج ابنتهم الذي يجدر به توفير كل المستلزمات لزوجته و أمها، فيما تصبح الأخت هي التي تربي ابناء الأخ و على الاغلب لا يتم تتزويجها لهذا السبب، نظرة مجتمعية غريبة للتفريق في التعامل بين الولد و البنت !! لا أجد مبرر لها سوى الغيرة الحسد و الحقد .. فإذا ما كنت/ي تملكين كل شيء ما الذي يدفعك الى منع وظيفة او مشروع عن اخرى سوى رغبتك في الظهور و الشوفانية و استخدام السلطة و المنصب و الجاه.

أشعر بالتمييز و الاضطهاد و الابتزاز جراء أخذ حقوقي و كلما اقدمت على خطوة أجد هناك من يحاول ارجاعي خطوة ، و لا أعلم ما السبب ؟ لربما لأن الكيزان ارتدوا قناع آخر لكنهم/ن مازالوا في أماكنهم/ن يمارسون نفس الأساليب القديمة و مازال المجتمع يحاكم الناشطين/ات على أنهم/ن يحاولون تخريب المجتمع ، و الغريب أن هناك من يخرب المجتمع و لا أحد يهتم ؟! و لا حتى اتهام أو سؤال أو محاسبة .

من غير المعقول أن يضيع عمري في السودان في شقاء و تعب من أجل فكرة أحد ما حول ايجاد المخلص أو الملخص ، فالتغيير يبدأ من الفرد و المجتمع على حد سواء، فكيف تتطلب مني أن اتغيير وسط الظروف المحيطة بي ، و ماذا لو؟

ماذا لو كانت ما سوف تنجيني كلمة؟ هل سوف اقولها ؟

ماذا لو كان ما سوف يعطيني الوظيفة كلمة؟ هل سوف أقولها؟

ماذا لو كان الرضا لمدير أو رئيس كلمة حتى احصل على الوظيفة؟

لقد مررت بمواقف كان من الممكن أن استخدم فيها السلطة و القوة للبطش ممن ظلمني لكنني كنت اختار النقاش و التحدث لايجاد الحلول و توضيح وجهة النظر.

 و قد اعتدت ان ادافع عن نفسي باستمرار و مع ايماني و قدرتي على ذلك .

يبقى السؤال هل هناك أكثر مما يكن؟ لقد مللت من هذه الدائرة و يجب الخروج منها لأعيش كيفما أريد لا كيف يريد الناس.

أما الثورة السودانية فقد تمت سرقتها ، نعم الثورة السودانية سرقت مما كنا نخشى أن يكونوا سبب في التدمير ، بعض كل هذه المجهودات .. بعض كل هذه الدماء ... بعد كل اعداد المصابين/ات ... لقد تمت سرقة الثورة السودانية بنجاح و رجعنا الى المربع الأول، و على الرغم من المناصفة بين العسكر و المدنيين، أرى لا اختلاف في طريقة العمل عن زمن الانقاذ حيث كانوا يحمون رؤوس الأموال و التجار، وهو ما يحدث الآن.

فأغلب مظاهرات الفلول التي خرجت كانت من تخطيط و تدبير النظام السابق، كما وجودهم/ن في المناصب القيادية بل و تحالفت معهم/ن الاحزاب السياسية الأخرى، عجبي من هذا الوضع الغريب و العجيب، ليس بوسعي سوى أن احدد موقفي الواضح الرافض للكيزان و أنا اراهم/ن منشرون في كل مكان، و مع حالة القبول حتى يبتعدوا عن طريقي.

و مازلت حى الآن أعاني من اختراق حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي، على الرغم من محاولاتي المستمرة لايجاد حل أو حتى الوصول الى المحاكم لكن دون جدوى، فالمزيدات الرخيصة على حقوق المرأة و الاتجار بالحقوق و دماء الشهداء و المصابين/ات أو المفقودين اصبحت عملة رائجة بعد اختفاء العملات النقدية و فئة الخمسة جنيه، التي يعطونك بها علكة تمضغها و انت/ي تقف في الصف.

 

No comments