Design by Islam Abu Algassim

أخر المواضيع

 

في الحقيقة لم يتغيير شيء فمازال الكيزان يسيطرون على منافذ الدولة و كل الذي حدث ان الوجوه نفسها مازالت في الحكم و على الرغم من كل الدماء التي سالت لإزالة الكيزان من الحكم مازالوا متمسكين بالحكم بقيادة رئيس مجلس السيادة البرهان تحت الحكم العسكري، و مازالوا يتحكمون في النواحي الاقتصادية و مراكز الحكم و اثارة النعرات الطائفية و القبلية في البلاد حتى يتمكنوا اكثر من التشبث بالحكم.

و التغيير سهل و ليس صعب عندما كنت اجلس في احدى الكافيهات في الخرطوم كانت هناك ذبابة مزعجة لم اتمكن من الأكل او الشرب فطلبت من الجرسون ان يتعامل معها فطلب مني تغيير مكاني، وقتها طلبت منه التعامل مع الذبابة و لكنني اريد الجلوس في مكاني لإني اخترته مسبقاً بعناية ، اصبحت كلماته تتردد في اذني ، قمت بتغيير مكاني بعد التقاط الصور، و قمت بتغيير اكثر من مركبة مواصلات لا تتناسب مع الزمن الذي استغرقه للوصول الى المنزل، قمت بالبحث عن مكان مناسب للجلوس على شارع النيل للعمل بعد النظر الى ثلاث أماكن مختلفة و تغييرها ، لقد استطعت تحويل الكلام الى فعل، قمت بالمشي و التغيير الى الممواصلات و الركوب مع رفقة طريق و التعامل مع التغيير على اساس انه ممكن قد يكون في البداية صعب نظراً للأفكار التي نحملها أو نعتقدها، نظراً للاعتقاد بإن التغيير بيد الغير لا بإيدينا لكن التغيير يكون من الداخل ، من دواخلنا التي تؤمن بالتغيير و التي يمكن أن تقوم بالفعل لا بالكلام.

لم يتغيير شيء بل تبدلت الوجوه و الأسماء الى اسماء مختلفة، و مازالت العقلية كما هي ، مازالت الطبقة الحاكمة هي نفسها التي تستأثر بالمال و بأكثر من 80% من ثروات البلاد تحت الحكم بأمر القانون، و ماذا اذا كان من يحكم بالقانون هو نفسه من يسرق حقوق الناس، فما الفائدة من القانون؟! ماذا يعني القانون اذا كان بأمر القانون يتم تحريف و سرقة ارزاق الناس و الأكثر من ذلك سرقة زمنهم/ن و أعمارهم/ن ، لم يعد لذلك اي معنى أو حياة، فالحياة مع من كان من الممكن أن يكون السند و الأمان و الحق و الحقيقة، جميعنا يخطئ و جميعنا يمكن أن نكون بشكل أو آخر نخطأ في التقدير و في معرفة معادن الناس ، و تبقى الحقيقة أننا نحسن الظن في أناس و نقوم بإعطائهم/ن فرصة تلو الأخرى على الأقل ليثبتوا لنا حسن نواياهم/ن لكننا نقوم في الحقيقة بتأكيد نظرتنا لهم/ن و الفكرة التي لدينا عنهم/ن ، نعم قد يكون هناك انطباعات اولية و يقال على الأغلب أنها الأصدق لكن من يستطيع أن يقرأ ما بين السطور وحده فقط يستطيع معرفة معادن الناس و اذا ما كانت حقيقية أو غير حقيقية، فالفحم يتحول الى الالماس مع حرارة الارض و التغييرات البيولوجية، و الذهب يصدأ مع الأيام ، و هناك معادن تزيد قيمتها مع الأيام و مرور السنين تصبح أكثر قيمة مثل الآثار و تصبح نادرة حتى يبحث عنها الخبراء و العلماء ، و تصبح محط الأنظار و العارفين بأسرار الكون.

 

ما تراه رخيص يصبح أغلى ما في الحياة، و ما تراه غالي يصبح أرخص ما في الحياة، و هكذا تستمر الحياة و تكون أفضل مما يكون مع من نحب، و لعل لكل منا تراثه و تاريخه الممتد الى بلايين السنين و المجرات، يقال أن الكون يستجيب في كل مرة، و أن ذرات المجرات تسمع و تعلم النوايا و المكر السيء و تتوارث هذه المجرات الذكريات.

 

أوسخ الناس ذلكم/ تلكم الذين يضعونك في مواقف بناء على افتراضات سيئة لتصبح ضحية أو ظالم و بذلك تصبح في موقع المتهم لتدافع عن نفسك و مع أنك لست مضطرة الى تبرير تصرفاتك، لكن في تلك الحالة تنصب المناشق لحكم مسبق مع سبق الاصرار و الترصد، لعلها الأفكار المسبقة و لكن يفيد وقتها محاولة تغيير فكرة مسبقة من عقلية طباوية تحاول عبثاً وضعك في المكان و الزمان الذي تريده للنيل منك، عندها لن يفيد الكلام أو الأفعال لإثبات براءتك، بل الله أعلم فوق كل عليم.

و مع استمرار النهج الكيزاني للتمكين في مفاصل الحياة و التحكم في حياة الناس تصبح الأراضي الشاسعة أضيق مما تكون و يصبح معها كل الآمال العريضة و الأمل في العيش بكرامة و الحياة كإنسان له قيمة و كيان ضرورة الفعل هي الفرق ما بين الوهم و الحقيقة، لقد عمد البعض على اضعاف الثوار/ الثائرات و الذين اسقطوا اعتى حكم ديكتاتوري في الدولة السودانية و التي امتد لسنين لكننا نقف الآن في دولة عسكرية بامتياز، على الرغم من وجود المكون المدني، إلا أن المحاكم المدنية و التي يقوم على أمرها قضاء تحتاج الى اعادة هيكلة و تأهيل لتواكب ضرورة انفاذ الحق وهو ما ترفضه الغمة التي تتحكم في مفاصل الحياة و تقوم على حماية الرئيس السابق و اتباعه من الاسلامويين داخل السجن و في ظل محاكمة يتابعها الكثيرون لا يوجد بها جديد، يظل التشكيك حول مدى جدية هذه المحاكم، و لأن الثورة السودانية و التي كان طابعها السلمية على الرغم من المطالبات الأولوية بمحاسبة الكيزان و تعليق المناشق في اعتصام القيادة العامة، إلا إنها كانت سلمية رغم الدماء التي سالت و يأخذ الحق غلابة.

 

و أنا امشي في الطرقات ارى بقايا أحذية الناس التي اهترأت من طول الطريق إلا انهم/ن يستمرون في المشي ، يمشون حفايا أو يبدلون احذيتهم او يشترون احذية جديدة او البعض منهم ليس لديهم المال الكافي لحذاء جديد، أو من يشتركون مع بعضهم البعض لشراء حذاء الجديد كلها خيارات موجودة، لكن ماذا لو ليس للبعض هذه الخيارات ليس لديك حق اختيار الطريق و لا تملك المال للاختيار و لا تملك وسائل التواصل لتتعلم المهارات اللازمة حتى تصبح انسان افضل، و ماذا لو كانت هناك مجموعة تتسم بالعنصرية و التطرف و لا تقبل وجود شخص غريب بينها أو من قبيلة أخرى، فأنا و ابن عمي على الغريب، و ماذا لو كانت الحقيقة مقلوبة من يتم اطلاق الشائعات و الصفات نحوهم هي وسيلة لإبعادهم/ن من حياة المجتمع حتى لا يكون لهم/ن دور في التغيير أو من يريد الإمساك بخيوط شخصيات اللعبة لا بد أن يكون في يده الريموت كنترول، فهو يتحكم من بعد في تصرفات الشخصيات و مواقفها التي قد يراها البعض اشبه بالنفاق و الالتواء، و هي تعكس شخصية المتلاعب لا الشخصية الاساسية المحورية، و ماذا لو كان من يتحكم في هذه الشخصيات يحمي مصالحه الشخصية و المجتمعية حتى لا يتم تسليط الضوء على افعاله و عوضاً عن محاسبته يقدم شخصيات أخرى كبش فداء لأفعاله.

مع كل يوم جديد هناك فرصة جديدة للاستمرار و الحياة و الاستفادة من الفرص الجديدة و الاستمرار في العمل و الوقوف بقوة في المواقف المختلفة، والقدرة على التغلب على التحديات المختلفة و المؤثرات الخارجية فالقوة تكمن في الداخل لا الخارج، و مهما كانت المحاولات قد تصيب عدد متكرر من المرات لكن لابد لها أن تخطأ في مرة أو مرتين و لم يخلق الانسان كامل و لكن خلق ليتعلم من خطأه سمي انسان لإنه يأنس بمن معه، و كل تغيير في هذه الطبيعة هو فعل لتفكير شيطاني و ليس انسان و يخفي نوايا لا يعلم إلا الله.

اصبحت مواقع التواصل الاجتماعي ردود افعال عاطفية لآراء مختلفة يتم فيها الهجوم و الاساءة الى كتاب/ كاتبات هذه الاراء و لا يكتفي الهجوم على هؤلاء الكتاب في مواقع التواصل الاجتماعي بل تمتد الى ارض الواقع لتتحول الى صراعات و مضايقات و ردود افعال عنيفة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون بيئة صحية للنقاش و تبادل الآراء و تقبل وجهات النظر المختلفة و قبول الآخر المختلفة.

 

و على الرغم من الاستمرار في عملية السلام و مضيها في طريق حشد الرأي العام و الشارع السوداني نحو السلام بما فيها الجارة دولة جنوب السودان و التي كانت في يوم من الأيام جزء لا يتجزأ من أرض السودان إلا رؤية السلام كانت العمل المتواصل مع جنوب السودان حتى يتم سد جبهة قد تكون جانب للمواجهات العسكرية مستقبلياً و هذه المواجهات قد تكون بسبب التحريض من الاسلامويين و الغاضبين/ات من الثورة السودانية و الانتقام من هذه الثورة بإحالة اجزاء معينة في السودان لأهلها مكانة اقتصادية و جيوسياسية و بالتالي القضاء عليهم، و بالنظر الى ازدياد انضمام الموقعين على اتفاقية السلام مع الأخذ في الاعتبار كل الملاحظات و الانتقادات حولها مازالت تسجل تقدم، و مع وجود اكبر عدد من المكونات العسكرية داخل العاصمة السودانية ادى ذلك الى حدوث مناوشات و احتكاكات بضرورة الحال و بل ردود فعل متباينة من المجتمع نفسه عندما أقدم والد إحدى الفتيات الى اردائها قتيلة لإنها ارادت التغيير من مدرسة حكومية الى مدرسة خاصة وهو ما رآه بحسب وجهة نظره تمرد منها و عصيان لرأيه بدل عن تفهم موقفها الذي ادى الى رغبتها في التغيير و الاجتهاد و الدراسة، و لعل أكثر من يطالبون الشعب بالوطنية هم الذين يحاولون أن يدفعون عنهم تهمة الخيانة فلماذا يتم توزيع صكوك الوطنية اذا لم يكن لديك شيء ما في نفسك.

أما دور المرأة فقد انحصر في ردود فعل على الهيمنة الذكورية و التسلط العسكري و البوليسي و الذي يرى أن دور المرأة ينحصر في العمل كخادمة و ليست كإمرأة لها نصف المجتمع و لها حق الاختيار مع احترام وجهات النظر المختلفة، لكن تجفيف مصادر دخل المرأة حتى لا تتوفر لها أدنى متطلباتها من نظافة شخصية لأسباب قد تكون أيضاً شعور البعض بالتفوق الاجتماعي و تقسيم المجتمع الى طبقتين طبقة غنية و أخرى فقيرة، أو لتمكين أبناء و بنات قبائل محددة أكثر من الأخرين، مثلما يفعل رجل الأعمال أسامة داود و الذي يراه الكثيرون محسوب على النظام السابق و مازال ولائه الى النظام السابق، بل اغلب رؤوس الأموال يدينون بالولاء الى النظام السابق و على الرغم من كل محاولات لجنة إزالة التمكين الكشف عن الفساد المالي إلا أنهم يستطيعون التلاعب بملفاتهم في موقف اشبه بالحصانة و من يملك المال يستطيع شراء الرأي العام و التلاعب بالرأي العام.

 

لعل أكثر ما يقلق الناس هو الوضع الصحي و التعليمي و توفير خدمات تليق بالمواطن/ة السوداني و بمكانته، و في ظل تعزيز الديمقراطية من خلال تنمية قدرات اعضاء/ عضوات الاحزاب، يبقى هناك شريحة قاعدية من الشعب السوداني غير المنتمي حزبياً أو سياسياً و يتم اقصاءه باستمرار مع أنه و بحسب الوثيقة الدستورية التي اقتضت واقع وجود 2% من الفئات غيرالمنتمية.

أما فيما يخص جانب مصابي و جرحى الثورة السودانية فهو ملف يتم ادارته من لجان المقاومة و مؤخراً قامت حكومة الفترة الانتقالية بالاهتمام و ارسلت جزء منهم/ن للعلاج في مصر و لكن على حساب وضع ايديهم في ايدي الكيزان و قبول بسياسة الأمر الواقع في الاستفادة منهم كمادة اعلامية، و حتى لو اختار مصابي و جرحى الثورة السودانية ذلك الموقف فهو اختيارهم/ن إذا لم يكن مفروض عليهم/ن، فالمواقف الثابتة قوة، و أن تكون شخص لا يشترى بالمال له موقف، إلا إنهم فعلا قد عانوا من تضييق فرص العمل، هم/هن لا يحتاجون الى حسنة أو صدقة، هم/هن شركاء حقيقيين في صناعة التغيير و لهم/لهن الأحقية في توفير فرص عمل حقيقية.

 

أما النشطاء و المدافعين/ات عن حقوق الانسان فأوضاعهم/ن مزرية أكثر من اي شخص آخر ، مع ارتفاع تكلفة المواد و السلع الاستهلاكية و الدواء و باقات الانترنت و تجنيب الأموال من الكيزان ك ورقة ضغط على مواقفهم اشبه بالمساومة الرخيصة على مبدأ، انهم/ن لا يستطيعون ايجاد فرص عمل بل و يتم عمداً الاضرار بممتلكاتهم/ن الشخصية و تجفيف مصادر الدخل، فهكذا يتم مكافأة حقوق الانسان في مجتمع أو دولة تعتقد أن البقاء للأقوى ، قد تكون القوة كلمة وحدهم فقط القادرين على التمييز بين المواقف يستطيعون معرفة هذه القوة و احترامها، وهو انعكاس لشعور بالقصور و النقص في البعض من عدم تفهم مواقفهم و دفاعهم عن هذه الحقوق.

بل وصل الحال أن حتى افراد من عائلة هؤلاء الناشطين/الناشطات محاولة الاضرار بهم/ن نفسياً و جسدياً و إلحاق الأذى الجسيم بهم/ن فيما يقف القانون متفرجاً لذلك فقد اختار الكثيرين/ات الصمت و اغلاق صفحاتهم/ن على مواقع التواصل الاجتماعي او التوقف عن النشر حتى لا يضطروا الدخول في مواجهة مع انصار النظام السابق من الكيزان، و لا يقتصر هذا الوضع على النشطاء/الناشطات بل أيضاً المثقفين/ات و الاعلاميين/ات و الفنانيين/ات و لعل الساحة الفنية و الصحية فقدت و خسرت العديد من الفنانيين/ات و الاطباء بسبب المؤامرات و اذيال النظام السابق.

حتى أن البعض منهم/ن يشعر بالتهديد لكنه لا يستطيع التحدث بسبب التأثر المستمر من الكيزان وحدهم/ن من يمتلكون القوة قادرين/ات على التحدث عن هذه المخاوف و هذه الشوارع لا تخون، على الرغم من كل شعور الاضطهاد و نظرات الاستهجان إلا أنهم/ن أكثر الصادقين/ات في دوافعهم/ن.

No comments