Design by Islam Abu Algassim

أخر المواضيع

3 يونيو ذكرى الانقضاض على الثورة السودانية

  

فيما تمر ذكرى فض اعتصام القيادة العامة أو مجزرة القيادة العامة عام 2019 بعد مرور عامين على " حدث ما حدث" تمر الفترة الانتقالية ما بين المكون العسكري و الحكومة المدنية بعدد من المنعطفات، تتمثل هذه المنعطفات في معاناة الشعب من ارتفاع الاسعار و تردي الخدمات الصحية و التعليمية و ندرة في الوقود (البنزين و الجازولين) الخبز و الغاز ، بل وصل الحال الى عدم توفر الأدوية للمرضى على أثر الانقطاع المتكرر للكهرباء و الماء ، و تشير اصابع الاتهام الى تورط اذيال النظام السابق في الانقطاع المتكرر للكهرباء فيما تبرر الحكومة أن السبب هو الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد مما يصعب معها توفير المتطلبات الاساسية للمواطنين/ات.

صرخة ثائر في موكب 3 يونيو


تواصلت المواكب المطالبة بالعدالة و القصاص و تحقيق مكتسبات و شعار الثورة السودانية " حرية – سلام و عدالة" في ظل تباطئ أجهزة الدولة بسبب المشاكسات ما بين المكون العسكري و الحكومة المدنية و يعتبر المواطن/ة السوداني هو ورقة الضغط في المعادلة أو الذي اصبح يعاني من وطأة الأزمات المتكررة دون وجود حلول ناجعة أو على أقل تقدير يدفع فاتورة التغيير مقابل تعنت الحكومة .

و على الرغم من ذلك مضت الحكومة في ملف السلام مع الحركات المسلحة في مقابل الضغط على قوى الثورة السودانية بل حتى الكيل لها بثلاث مكاييل من ناحية الحاضنة السياسية "قوى الحرية و التغيير" و " الأحزاب السياسية" و مؤسسات الدولة، و يشعر الشارع السوداني بخيبة أمل إزاء تماهي الأحزاب السياسية مع أذرع النظام السابق و الذي رفضه الشارع السوداني و اصر على اقتلاع جذوره و عدم تحقيق تقدم ملموس في ملفات الفساد و محاكمة رموز النظام و تنتشر الأخبار حول اتفاقيات ما بين رموز النظام السابق مع الحركات المسلحة وهو مايثر مخاوف الشعب حول هجمة الانتقام من الشارع السوداني و خصوصاً إزاء الخدمات الصحية و التعليمية المتردية، فيما تزداد تقديم استقالات الشق المدني من حكومة الفترة الانتقالية و التي وضحت بصورة جلية أن المكون العسكري و قوى الثورة المضادة تقوم على تعطيل عملها من خلال افتعال الإزمات و عدم الإلتزام بواجباتها اتجاه المواطنين/ات .

إطلاق بمبان على موكب 3 يونيو


و فيما تعمل لجنة تفكيك نظام ال 30 من يونيو هناك قراءات بمحاولة اعضاء النظام السابق تنظيم صفوفه من جديد بعلم و تواطئ من الاحزاب السياسية، وهو ما أدى الى اطلاق قوى الثورة السودانية شعارات مناوئة للأحزاب السياسية " يا أحزاب كفاية خراب" فيما تردد بعض الأحزاب عدم جدوى الخروج الى الشارع، و تتواصل المواكب و الاعتصامات لتحقيق المطالب العدلية و الحقوقية مثلما يحدث في مشرحة الأكاديمي التمييز حيث بعتصم المتظاهرون /ات السلميين في ظروف قاسية و تحت درجات حرارة مرتفعة مع عدم توفر مصادر دخل و محدودية توفير الغذاء و الماء وهو ما جعل مطالبهم اسقاط شراكة الدم بين المكون العسكري و الحكومة المدنية.

لقد أصبت في قدمي يوم ذكرى فض اعتصام القيادة يوم 29 رمضان و قد اصيبت اختي بجلطة مما أدى الى نزيف و قد فارقت الحياة و انتقلت الى العلي القدير و هي معلمة معطاءة  تحب التعليم على الرغم من البيئة المتردية و عدم تغيير المناهج و الراتب المتواضع ، لقد كانت تؤثر الآخرين على تلبية احتياجاتها الخاصة، فيما كنا و مازلنا ننادي و نطالب بتغيير جذري و تطوير بيئة التعليم و العمل على تحسين أوضاع المعلمين/ات حيث ظلت المواكب تردد "لا تعليم في وضع أليم" لكن المعلمين/ات يحاولون الاستمرار بالإمكانيات المتاحة و العمل تحت ظروف قاهرة و ضاغطة مما يسبب لهم الأمراض و لا تتوفر لهم الرعاية الصحية اللازمة و كل ذلك حفاظاً على سنوات التعليم الاساسية للطلاب/الطالبات و الذين/اللاتي كانوا جذوة و روح انطلاق الثورة السودانية.

تحاول مؤسسات الدولة انشاء النقابات إلا أنها تعاني من مخاض ليس بالعسير بقدر اصرار اتباع النظام السابق على تكوين هذه النقابات وهو مايؤدي الى تأخر تكوينها، و تحت هذه الظروف مازالت المؤسسات تعمل بأنظمة ما قبل الثورة السودانية دون التغيير في سياسة العمل و القوانين وهو سبب رئيسي في انتشار الفساد و المحسوبية و عدم تطوير الخدمات، وهو ما أدى الى اطلاق مبادرات مجتمعية بشقيها الحكومي و المجتمعي لتخفيف وطأة زيادة الأسعار و تطوير بيئة العمل .

شعارات موكب 3 يونيو


و على الرغم من كل الظروف المحيطة بالواقع تكمن هناك فرصة لتجاوز الشعب الآمه و بناء مستقبل السودان و العمل على تجاوز الأزمات و ايجاد حلول حيث استطاع السودان اسقاط ديون اكثرمن ثلاث دول و المضي قدماً في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بالإضافة الى توقيع اتفاقية سيدوا للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة بالإضافة الى الحصول على قروض تجسيرية للتنمية .

فيما تنادت أصوات إلى ضرورة العمل على إصلاح المنظومة العسكرية و انشاء جيش قومي و تغيير عقيدة المؤسسات العسكرية في البلاد للدفاع عن الوطن و الشعب و المتظاهريين/ات السلميين دون أي تدخلات أو إملاءات خارجية وهو ما أكده الصادق سمل والد الشهيد عبدالعظيم و الذي رد على اتهامات بيع دم ابنه إنه باع دم ابنه من أجل إصلاح المنظومة العسكرية و المؤسسات العدلية و تغيير عقيدة الجيش السوداني و انه انهزم أمام الدم وهو ما جعله ينظر للأمور بمنظور مختلف في تسامي فوق الجراح و الألم،  و على الجانب الآخر من الثورة السودانية كانت الهتافات "الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية"  و "130 المشنقة بس" 

شعارات موكب ذكرى فض اعتصام القيادة العامة 

شعارات موكب 3 يونيو



No comments