Design by Islam Abu Algassim

أخر المواضيع

شرعنة الإنقلاب


المجد و الخلود للشهداء و الشهيدات 

ربنا يرحمك يا أختي ايمان رحمة واسعة

كامل التضامن مع ضحايا العنف و الاغتصاب 

لا بد من توفير الحماية للمرأة السودانية و حرية التعبير السلمي 


في آخر جمعة من آخر أسبوع من آخر شهر لآخر عام 2021 وجدت لابد أن اختم هذا العام بكتابة هذه التدوينة على الرغم من كل الظروف المعقدة و التي تبعث على السوداوية و التشاؤم حول العام الجديد، و لأنني أكره و بشدة الظروف القاتمة كان لابد من الكتابة للخروج من هذه الحالة بكل ما فيها من إحساس بالألم و الشعور بالعنف النفسي في محاولة لتحويل فكري للديكتاتورية و أنا اقاوم هذا الشعور بكل ما أوتي من قوة، ثم ما ارتأيت الاستسلام لذلك الشعور حتى اتخلص من هذا الحمل الثقيل و افهم الدوافع لا المبررات التي أدت الى الأزمات التي مر بها السودان و كيف يمكن الوصول الى حلول يمكن أن تفتح آفاق جديدة لمستقبل السودان، بعيد عن تكرار سيناريو سوريا ، اليمن و ليبيا.

ففي هذه الدول كانت الحرب على مدى سنوات تحت رعاية سماسرة الحرب و تحت مرأى و مسامع المجتمع الدولي الذي وقف يندد و يشجب وهو يرى حمامات الدماء تسيل دون التوصل الى نتيجة تذكر، فيما مازالت الدول الأوروبية تتسابق الى توقيع عقود بيع المعدات الحربية في الشرق الأوسط من جانب و تقوم ذات الحكومات في الدخول في مفاوضات سياسية بشأن توزيع الخيارات السياسية من جانب، و التي أدت الى استغلال القوى المتطرفة لهذه المواقف المتناقضة و تقويض العملية السياسية و الظهور في المشهد السياسي من جديد، مثلما حدث في افغانستان على سبيل المثال ، وهو ما اعتبره المجتمع الدولي أمر واقع يجب على الشعب الأفغاني التعامل معه، على الرغم من الوجود الإمريكي الواسع الانتشار على الاراضي الافغاني وهو ما يرجح رأي المحللين بإن هناك تعاون خفي غير واضح في العلن لمصالح تجارية و استراتيجية أدى الى تخلي الإدارة الإمريكية عن الحكومة الأفغانية لصالح حكومة إسلامية متشددة، فيما اعتبر البعض أن الولايات المتحدة خسرت الدولة الافغانية عن محض إرادتها و تحسب ضد البربوغندا الديمقراطية التي تنادي بها الولايات المتحدة و تراهن عليها الدول الأوروبية، و التي اصبحت وجهاً لوجه في مواجهة تظاهرات شعبية عارمة رافضة لإجراءات حظر كوفيد19 "كورونا" و لم يكن قمع المتظاهرين/ات فيها أقل عنف مما نرى في الدول العربية.




إلى أين يتجه السودان؟!

على مدى شهور ظل المتظاهرون/ات الرافضين لحكم العسكر يقاومون ببسالة من خلال جدول المواكب الشهري على الرغم من كل الانتهاكات ، العنف و القتل، بل حتى ظهور ثلاجات الموتى المتعفنة على شاشات الفضائيات لم يثني المتظاهرين/ات من الاستمرار في المد الثوري في ظروف قاهرة للغاية من انقطاع متكرر للكهرباء و الماء، مع ارتفاع اسعار السلع الاستهلاكية و انعدام الدقيق ، بالإضافة الى ارتفاع اسعار الخبز و تردي الأوضاع في المستشفيات و انعدام للأدوية الأساسية مع ارتفاع تكلفتها ، البعض وجد نفسه في الشارع مع مريض/ة يلفظ أنفاسه الأخيرة دون القدرة على إدخاله غرفة العناية المركزة و احتسب و دفن مريضه و صلى عليه ثم ذهب الى منزله يفكر فيما يمكن فعله لتوفير ابسط الضروريات لإبناءه و بناته.

مواكب التظاهرات و الاحتجاجات


حمدوك رئيس وزراء بلا وزراء 

يشعر الشارع السوداني بخيبة أمل كبيرة في عودة رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك المقال بعد انقلاب 25 اكتوبر2021 و الذي أدى الى فض الشراكة ما بين المكون العسكري و المدني، و أن كانت قوى لجان المقادومة دأبت على هتافات "تسقط شراكة الدم" و وجهت الاتهامات الى قوى الحرية و التغيير ببيعها دم الشهداء عندما وضعت يدها في يد العسكر، و هنا يظهر الفرق جلياً بين الفعل الثوري و الفعل السياسي ، فالثورة السودانية و التي قامت على فعل شبابي مؤمن بقضايا العدالة و حمل شعارات " حرية – سلام وعدالة" و واجه القتل و العنف ما زال على استعداد لدفع المزيد من الدماء للتخلص من حكم العسكر ،  وهو ما كان يأمل من رئيس مجلس الوزراء اتخاذ موقف رافض بالعودة الى التفاوض مرة أخرى مع العسكر، لذلك من الواضح أن عبدالله حمدوك فقد شعبيته وسط الشارع السوداني باختياره الحكمة و حقن الدماء مثلما قال، فيما لا يزال تساقط الشهداء مستمر .

هذا الواقع وضع المجتمع الدولي في موقف حرج أمام موقفه الداعم للحكم العسكري و الذي دعى القوى السياسية و لجان المقاومة لقبول الاتفاق بين البرهان و حمدوك الذي وقع عليه بعد مرور شهر من الانقلاب في 21 نوفمبر2021 عقب الاتفاق كانت هناك حملة ضد رئيس مجلس الوزراء و تدويل لضعف شخصيته و أن إنه سكير بالإضافة الى تدويل البعض أن زوجته تأخذ راتب شهري بالدولار و هي أخبار كاذبة و مضللة عارية من الصحة قصد بها اغتيال شخصيته، كما تم تداول أخبار و فيديوهات مناهضة للجنة إزالة التمكين و نظام الثلاثين من يونيو و التي كانت تمهيد للانقلاب على المكون المدني، و في ظل هذه الظروف قامت شركة فيسبوك بعد اتهامات بشأن المحتوى المتداول بشكل عام يؤجج للكراهية و تفضيل شركة فيسبوك الكسب التجاري على الحد من المنشورات التي تؤجج الصراعات و عدم مراعاة المحتوى ، قامت الأخيرة بإزالة مجموعات يصل عدد أفرادها الى أكثر من مليون و نصف ممن ينتمون الى الحركة الإسلامية و النظام السابق للرئيس المخلوع عمر البشير و كان لهذه الخطوة أثر في شل تحركات الاسلامويين ضد الثورة الإسلامية.

طبول الثورة


الأسواق التجارية و مواقف المواصلات تتحول الى ساحة مواجهات 

لم تتوقف المواجهات ما بين القوى العسكرية و الجمهور باستخدام البمبان و الرصاص و القنابل الصوتية التي يتطاير منها الريش، ما لا افهمه حقيقة كيف تحول الدعم السريع برئاسة محمد حمدان دقلو "حميدتي" من شخص داعم للثورة في بداية اندلاعها عام 2018 حيث تم رفع لافتات مؤيدة له "الضكران الخوف الكيزان" عندما وقف ضد قتل المتظاهرين/ات الى صفوف القتال ضد المتظاهرين/ات انتهاء بفض اعتصام القيادة العامة، هذا التحول أدى الى مطالبة الثوار بالقصاص و العدالة فيما اصبحت المطالبات المستمرة بضرورة انتهاء التحقيق في قضية فض الاعتصام و تقديم الجناة الى ملف شائك لم يتم التوصل فيه الى نتيجة تذكر، فيما استمرت عملية السلام في جوبا على قدم و ساق مع الحركات المسلحة للوصول الى اتفاق يؤدي الى دخول الحركات المسلحة في حكومة الفترة الانتقالية وهو ما يراه الثوار تناقض في طبيعة سلوك الحركات المسلحة التي توصف ب "المليشيات المسلحة" و التي لا تستطيع حكم الدولة، و قد ازداد اتساع هذا الطرح بعد اتهامات بالفساد طالت العديد من رموز الحركات المسلحة في الحكومة دون القدرة على تقديمهم الى محاكمات ، و قد أدت الأوضاع الاقتصادية الصعبة الى مزيد من التصعيد في الشارع السوداني بعد أزمة الشرق و الذي طالب فيها أهالي الشرق إلغاء مسار الشرق في اتفاقية سلام جوبا و قد عانى الشعب السوداني من هذه الأزمة التي أدت الى انعدام الخبز و الأدوية و ارتفاع السلع الاستهلاكية فيما استفادت المعابر المصرية من تنامي عائداتها، و أخيراً تم تعليق مسار الشرق في اتفاقية سلام جوبا هذا الشهر.

رفع المحتجون من الثوار/ الثائرات اللاءات الثلاث ضد المجلس العسكري "لا تفاوض لا شراكة لا شرعية" و " لا تفاوض لا مساومة لا شرعية" مع شعار " الردة مستحيلة" و التي رددها الثوار مع تأكيد في كل موكب أن وجهتهم القصر الجمهوري في رسالة واضحة على قدرتهم/ن للوصول الى مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان و عزمهم/ن على اقالته في المرحلة الانتقالية و عدم استمرار الشراكة أو إكمال المرحلة الانتقالية على أقل تقدير، على الرغم من تصريحات الفريق أول عبدالفتاح البرهان و تأكيده على الوصول الى مرحلة الانتخابات السودانية الحرة ، النزهية و الشفافة  بشراكة عادلة فيما عدا المؤتمر الوطني و عدم رغبته لا هو و لا نائبه حميدتي خوض اي انتخابات و إنما تسليم الحكم الى رئيس منتخب من قبل الشعب، إلا أن قرارات البرهان في إلغاء قرارات رئيس مجلس الوزراء و لجنة إزالة التمكين في إقالة رموز النظام السابق و اعادتهم بقرارات يراها البعض شخصية غير قانونية او دستورية بالاضافة الى الانتهاكات و العنف المفرط و القتل و الاعتقالات و الاعتداء على الصحفيين/ات و الاعلاميين/ات بالإضافة الى ايقاف عمل بعض الإذاعات من قبل القوات الأمنية و إعادة صلاحيات جهاز الأمن و حصانته من المساءلة هدمت المصداقية و الثقة بينه و بين الشعب.


القوات الامنية في مواجهة الثوار



العنف و العنف المضاد 

يرى نعوم تشومسكي في كتابه الذي ينتقد فيه سياسة الإدارة الخارجية الإمريكية في الهند الصينية مع التركيز على فيتنام  "العنف المضاد للثورة: حمامات الدم في الحقيقة و الدعاية" أن التعامل الإمريكي مرتبط بالمصالح السياسية بصرف النظر عن الحقائق الموضوعية لجرائم القتل، حيث قام في الكتاب بالوصول الى نتيجة ارتباط حمامات الدم و الأنشطة الارهابية البناءة نتيجة ايجابية بشدة للمصالح الامريكية و بالأخص من الناحية المادية ، و لربما هو ما يفسر حدوث انقلاب 25 اكتوبر بعد زيارة المبعوث الأمريكي لمنطقة القرن الإفريقي جيفري فيلتمان إلى السودان و الذي التقى فيها بمسؤولين و شدد على أهمية الانتقال الديمقراطي وفقاً لرغبات الشعب السوداني المعلنة، فيما تستمر السفارة الامريكية في الخرطوم نشر بيانات إدانة قمع المتظاهريين/ات "المحتجيين/ات" السلميين و تؤكد على ضرورة حماية التعبير السلمي وفق الموائيق و المعاهدات الدولية و دستور الفترة الانتقالية.

شهدت الخرطوم آنذاك تحركات دبلوماسية حثيثة لنزع فتيل الأزمة "حسبما وصف الزائرين/ات" و سبق زيارة جيفري فيلتمان زيارة مفوض الشؤون الإفريقية بالخارجية البريطانية، فيما تستمر مناقشات ممثل الأمين العام، ورئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس)، فولكر بيرتس مع أطراف الأزمة و النزاع على السلطة في السودان محاولاته في إثناء الشارع السوداني السوداني عن ثورنه ضد الحكم العسكر و الرجوع الى الشراكة ما بين المكون العسري و المدني حرصاً على عدم تكرار سيناريو سوريا أو ليبيا الذي أدى الى حرب و دخول اطراف أخرى خارجية، وهو ما رفضه الشارع السوداني و الذي يرى في مواقف "فولكر بيرتس" استرضاء و خنوع للعسكر.

المتظاهرين أمام القصر


الفن و الثقافة في مواجهة الفكر الداعشي

عند تجولك في العاصمة المثلثة السودانية لا يرعى انتباهك سوى مرور السيارات و مشي الناس في الطرقات بعد ارتفاع تكلفة المواصلات لمسافات بعيدة مجموعات و أفراد، طرقات متهالكة و ازدحام مروري مع اصطفاف الناس حول مخبز أو صيدلية، الوجوه بعينين تسرح بعيداً مع تسابق الزمن و طلاب/طالبات بهتافات هنا و هناك ، فماذا تخبأ هذه المدينة خلفها؟!

إنه الحزن الذي يعتصر القلوب الكل يحاول التماسك وهو يرى نفسه بين الوجوه، قد يكون شخص لم يضع في فمه قطعة خبز واحدة لعدد من الأيام لكنه يمشي، قد تكون فتاة تعاني من ألم أو مغص و لا تجد ثمن الدواء لكنها تمشي بين الطرقات لا سيارة تقف لها، قد يكون طفل يتمنى قطعة حلوى لكنه لا يستطيع البوح بهذه الأمنية، قد تكون إمرأة أو عاطل عن العمل لا يملك في جيبه جنيه واحد لكنه يمشي .. يمشي تحت انخفاض درجات الحرارة و الشعور بالبرد القارص دون ارتداءه معطف ثقيل، قد يكون أحد ذوي الاحتياجات الخاصة يجلس على قارعة الطريق يبيع مناديل أو كمامة رديئة حتى يستطيع شراء ما يسد به جوع بطنه، قد تكون طالبة تجلس داخل فصل دراسي متهالك لا تستطيع شراء فوطة صحية لوضعها أثناء الدورة الشهرية .

لكنهم/ن رغم ذلك شامخون/ات كالجبال يفضلون الموت وقوفاً و بكرامة رغم المحن و خيبة الأمل، رغم الوجع و الفراق، رغم سرادق العزاء الذي يكاد لا يخلو منزل في العاصمة منها تستمر الحياة لأرى من يرسم على الجداريات و يحمل بين يديه علم باللون الأبيض لإحدى الشهداء/ات ، فيما اصبح اغلب الملابس اتشحت بالسواد وهي تذكرني بدولة الخلافة الاسلامية "داعش" 

و ها هي الآن تتحول الوان الاعلام اليوم في اخر يوم لعام 2021 الى الأسود، لقد فقدنا هذا العام العديد من الصحفيين/ات ، الشعراء ، الأصدقاء/ الصديقات و أعز الأحباب ودعنا جزء من حياتنا، توارى الكثير خلف التراب فيما تركنا كل شيء خلفنا لنستمر في أداء مهمتنا على الرغم من التعب و الإرهاق، لقد كنا نتناسى آلامنا و أحلامنا و نعيد لملمت بعض مما تبقى منا و نقف بكل شموخ و صمود من جديد.

لربما لا يفهم الناس ما أمر به و سبب طريقة تعاملي، قالت لي المختصة و المعالجة النفسية : "عندما يتعرض الإنسان للعنف فإن ردة الفعل تكون إما بالهرب و الركض للنجاة أو بالتجمد و اعتماد حالة وضعية دفاعية تسمى (التجمد) حتى يحمي نفسه من الشعور بالألم، إنك تحاولين حماية مشاعرك بعدم التعلق أو السماح لأحد بالاقتراب منك للشعور بالأمان، لذلك تقومين بإبداء تصرفات قد يراها البعض جادة أو حادة و لا يتعاملون معك"

و على الرغم من ذلك عند مشاركتي في الموكب النسوي الرافض للعنف و الاغتصابات ضد المرأة في السودان، شعرت بمدى الخوف الذي يشعرن به و رغبتهن الشديدة و الضرورية في توفير بيئة آمنة و حمايتهن، لقد سمعت أوبرا وينفري تقول في إحدى برامجها عندما قام أحد المشاركين في البرنامج بخداعها و الكذب عليها و قامت بمواجهته، شعرت مقدار الأمل الذي كانت تتحدث به و هي تسأله لماذا خدعها و كذب عليها؟ لقد شعرت بإهانة بالغة لمجرد فقط أنه كذب عليها و قد عاملته بإزدراء على الرغم من اعترافه بخطئه و لولا اعترافه لما كانت سوف تعلم بالموضوع شيئاً، لقد كانت غاضبة .. غاضبة جداً من تصرفه، و عندما ذهبت الى المنزل و هي تتساءل ما المغزى من هذا الموقف؟! أرادت أن تكتشف ما المعنى وراء هذه القصة التي شعرت فيها بكل هذه المشاعر، تقول عندما كنت استحم في الحمام و الماء تدفق على رأسي قفزت الكلمة الى عقلي "التعاطف .. انه التعاطف" كل شخص يخطئ .. التعاطف

لقد رأيت تدافع الجميع في الموكب النسوي و هم/هن يعبرن عن أمنياتهن أما بالهتاف، الرقص و اللافتات الاحتجاجية و الأشعار، كن يعانقن بعضهن البعض فيما اكتفي أنا فقط بإلتقاط الصور، اي بؤس هذا أن تعجزي حتى عن احتضان ششخص ما يشعر بالألم بل يعتصر قلبه من الألم.

في سابقة و بشكل مفاجئ التقيتها في ذكرى فض الاعتصام و لعلها تعرف طبيعتي باغتتني دون أن تجعل لي اي مجال للقرار و احتضتنتني بين يديها بقوة و أنا لا اقوى على البكاء، لم أبكي .. لم أعد استطيع البكاء .. أنني لا ابكي .. لقد رددت ذلك على مسامعها و هي تحتضنني بقوة حتى شعرت بعدم رغبتها افلاتي و هي تنهمر في بكاء و صراخ بشكل هستيري و أنا لا ابكي !! حتى عندما علمت بوفاة أختي ايمان التي اصابتها جلطة دماغية بعد تعرضي بيوم للضرب من العسكر كنت اصرخ .. اصرخ بأعلى صوتي و لكنني لا ابكي و كأن هناك من يقول لي اهربي .. اركضي من هذا الواقع .. لقد كنت اصرخ حتى لا افكر .. حتى لا اشعر بأياً كان من حولي .. لقد كنت اصرخ و أنا التي لم اتوعد ابداً على الهروب بل المواجهة و لكنها كانت مواجهة فوق الاحتمال، لم اشعر بعدها بشيء سوى رغبتي في النوم .. النوم و عدم القيام من السرير ، لقد كنت أحاول نفض جميع الأفكار و الحكايا التي كنت اقرأها عن الانتهاكات ضد النساء و البنات ، اغرب ما في الأمر محاولة الهروب بمواجهة معرفة ما لا تعلمه، لذلك بدأت قراءة كتاب و أنا مسلتقية على السرير.

مشاركة واسعة للنساء و البنات


عام جديد مديد أتمنى أن يكون أفضل بكثير من عام 2021 ، عام نجدون فيه الآمال و تتحقق فيه الأحلام و تستجاب فيه الدعوات ، كونوا على موعد مع السعادة لأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة و أكثر ، لا تهزموا الحياة بالموت اهزموا الحياة بالأمل مع كل صباح جديد.




No comments